أفادت مصادر "العربية" في بيروت عن مقتل العميد وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في الأمن الداخلي اللبناني، في الانفجار الذي وقع في ساحة ساسين في الأشرفية. يذكر أن هذا الفرع لعب الدور الأكبر في كشف مخطط التفجير الذي كان يعده الوزير الموقوف ميشال سماحة، كما ساهم في كشف العديد من الخيوط في التفجيرات الماضية والاغتيالات التي طالت سياسيين لبنانيين من فريق الرابع عشر من آذار، وأولهم رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. إلى ذلك، لعب في الوقت عينه دوراً كبيراً في توقيف العديد من الشبكات و العملاء الاسرائيليين.
وكان 8 قتلى لقوا حتفهم وأصيب 94 جريحاً في انفجار ضخم هز منطقة ساحة ساسين في الأشرفية شرق العاصمة اللبنانية بيروت، القريبة من وسط البلد والتي تضم العديد من المصارف، إضافة إلى عدد من المدارس والمطاعم والمجمعات التجارية والمحال، فضلاً عن مكتب للبريد والاتصالات، كما تعتبر منطقة سكنية وحيوية تضج بالسيارات والمشاة.
جانب من الاضرار الناجمة عن الانفجار
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بسقوط عدد من القتلى، بلغ على الأقل 8 بحسب الدفاع المدني اللبناني، وما يقارب 78 جريحاً، في حين لفت وزير الصحة إلى أن عدد الجرحى بلغ 94. ويرشح أن يرتفع العدد لا سيما أن فرق الدفاع المدني والإسعاف تعمل على تفتيش المباني بحثاً عن جرحى ومصابين، بينما تعمل سيارات الدفاع المدني والصليب الأحمر على نقلهم إلى مستشفيات المنطقة.
وأفادت مراسلة "العربية" بأن الانفجار يعتبر الأضخم منذ الانفجار الذي استهدف رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
سيارة مفخخة
انفجار عنيف يهز الأشرفية بلبنان
كما لفتت إلى أن الانفجار ناجم عن عبوة وضعت في سيارة مفخخة مقابل مكتبة الفرح على بعد 200 متر من "بيت الكتائب" مقر حزب الكتائب اللبناني، وعلى مقربة من مقر الأمانة العامة لـ 14 آذار، وأمام مبنى سكني يضم مصرفاً لبنانياً، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة.
وقد وصل وزير الداخلية اللبناني مروان شربل إلى مكان الانفجار في الأشرفية للاطلاع على الأضرار، كما حضر المعاون فادي عقيقي بتكليف من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لمباشرة التحقيقات الأولية.
استنكار سياسي
جانب من الانفجار
وفي أول تعليق سياسي من جانب الرابع عشر من آذار، أكد النائب اللبناني في كتلة المستقبل التابعة للرئيس السابق سعد الحريري، النائب مصطفى علوش، أن النظام السوري وأدواته في لبنان هم المستفيدون من تفجير بيروت. ورأى في تصريح لـ"العربية"، أن الهدف برمته هو ترويع اللبنانيين، مذكراً بما رشح من معلومات أثناء القبض على ميشال سماحة، لا سيما لجهة محاولته إثارة البلبلة ونشر الفوضى الأمنية، بالتعاون مع مسؤولين سوريين.
إلى ذلك، حضر وزير الاتصالات نقولا صحناوي، وناشد وسائل الإعلام وكل اللبنانين الحذر وعدم استثمار الفاجعة سياسياً. كما لفت إلى ضرورة معالجة الجرحى، نافياً أن تكون لديه أي معلومات عن الفاعل أو السبب والمستهدف.
وتوافقاً مع زميله في كتلة المستقبل، أكد النائب نهاد المشنوق أن الانفجار رسالة سياسية بامتياز من النظام السوري المنهار، من أجل إرعاب اللبنانيين، مؤكداً أن استهداف الأشرفية بالذات له مدلولات كبيرة لا سيما أن هذه المنطقة معروفة بعصيانها على النظام السوري. كما لفت إلى أن الفاعل وتفاصيل العمل المجرم لا بد أن يظهرا لا سيما أن المنطقة مملوءة بالكاميرات.
بين العمل الإرهابي والرسالة السورية
الجيش يطوق مكان الانفجار
في المقابل، دعا النائب في كتلة التغيير والإصلاح، النائب إبراهيم كنعان في اتصال مع "العربية"، إلى التضامن بين الدولة والمجتمع الأهلي مع المستشفيات والجرحى، واصفاً العمل بالإرهابي، مع رفضه اتهام النظام السوري أو فتح الإسلام أو غيرهما، لأن التفاصيل الأمنية لم تتضح بعد.
كما شدد سامي الجميل، النائب عن حزب الكتائب، على ضرورة أن تنتشر كافة القوى الأمنية والجيش في كافة المناطق والشوارع اللبنانية. وأضاف أن هناك أطرافاً في لبنان تسعى إلى جر البلاد إلى دوامة الأزمة السورية.
أما النائب عن منطقة الأشرفية، هنري فرعون، التابع لقوى 14 آذار، فلفت إلى أن استهداف هذه المنطقة هو مسعى جديد لإعادة استعمال العنف في الحياة السياسية في لبنان بعد تسوية الدوحة.
إلى ذلك، وصف النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت، الانفجار بالعمل الإرهابي، والرسالة لبث الرعب في لبنان، مطالباً بإقفال الحدود السورية إقفالاً تاماً. وشدد على أن هذا العمل يتماشى مع تصريحات الأسد بأن الهدوء في لبنان وسوريا مترابطان.
http://www.alarabiya.net/articles/2012/10/19/244697.html