مقدمة
"لقد
خاضت قواتنا المسلحة حرب يونيه 1967 وحرب أكتوبر 1973 ضد نفس العدو وقد
اختلفت النتيجة اختلافا واضحا بين الهزيمة والنصر واغلب الرجال الذين
اشتركوا في حرب يونيه هم أنفسهم الذين اشتركوا في حرب أكتوبر بفاصل زمني
حوالي ست سنوات وهى فترة زمنية قصيرة لا يمكن أن يقال أن جيلا حل محل جيل
فضلا عن ذلك فان الموقف العسكري الإستراتيجي في أكتوبر 1973 كان من أصعب
المواقف العسكرية في ظروف سياسية معقدة وبرغم ذلك فقد عبرت قواتنا الهزيمة
وحققت النصر "
المشير محمد عبد الغنى الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر
وها هى الوثائق
1972/8/30
من الرئيس السادات الى الرئيس الروسى ليونيد بريجينيف
*****
فى 29 اغسطس سنه 1972
كتبت رساله للإتحاد السوفيتى وانا اعتبر ان هذه الرساله من العلامات
الاساسيه فى تاريخنا فقد كانت تحمل توصيفا كاملا لكل ما بيننا وبين
الاتحاد السوفيتى ....ففى هذه الرساله اعلنتهم انى امنحهم فرصه الى شهر
اكتوبر سنه 1972 بعد ان شرحت الموقف كاملا
بيننا وبين السوفيت فإذا لم تحدث ايه استجابه لمطالبنا سأكون حرا فى اتخاذ
ما ارى من قررات ولكنى كنت فى واد والسوفييت فى واد اخر
1973/10/1
توجيه صادر الى القائد العام للقوات المسلحه ووزير الحربيه الفريق اول احمد اسماعيل
1973/10/5
توجيه استراتيجى صادر من الرئيس السادات الى وزير الحربيه الفريق احمد اسماعيل
1973/10/5
1973/10/8
برقيه من الرئيس السادات الى الرئيس السورى حافظ الاسد
1973
جائنى السفير السوفيتى ليبلغنى
ان الرئيس السورى حافظ الاسد طلب من الاتحاد السوفيتى التدخل لوقف اطلاق
النار بعد نشوب الحرب بيومين على الاقل فارسلت للرئيس حافظ الاسد
1973/10/9
برقيه من الرئيس السورى حافظ الاسد الى الرئيس السادات
1973
رد الرئيس السورى على برقيه الرئيس السادات ويبلغه فيها انه لم يطلب وقف اطلاق النار
برقيه من الرئيس الليبى معمر القذافى الى الرئيس السادات
1973
من الملك فيصل الى الرئيس السادات وعليها رد الرئيس السادات
1973/10/19
1973/10/19
برقيه من الرئيس السورى حافظ الاسد الى الرئيس السادات ورد الرئيس السادات عليها بخط يده
1973/10/19
1973/10/20
برقيه من الرئيس السادات الى الرئيس حافظ الاسد
20/10/1973
انور السادات
البحث عن الذات
وفى يوم 19
اكتوبر بعد اجتماعى بالقواد عدت الى قصر الطاهره وبدات فى الحال تنفيذ
قرارى - طلبت منهم ان يستدعو لى السفير السوفيتى والى ان حضر كتبت برقيه
الى الرئيس الاسد قلت فيها اننى قبلت وقلبى ينزف دما وقف اطلاق النار
1973/10/21
برقيه من الرئيس السورى حافظ الاسد الى الرئيس السادات
1973/10/21
رد الرئيس السورى حافظ الاسد على برقيه الرئيس اليسادات
1973/10/28
برقيه من الرئيس السادات الى الرئيس السورى حافظ الاسد
1973/10/28
برقيه من الرئيس السورى حافظ الاسد ورد الرئيس السادات عليها
1973
مكالمات تليفونيه
وبالطبع
فإن كثيرين يعرفون ان التليفونات الخارجيه كلها مسموعه بل هى فى معظم
الاحوال مسجله ومن جانب اطراف عديدين ولم يكن مكتب رئيس الجمهوريه او بيته
استثناء من القاعده وهكذا فان سجل اتصالاته فى هذه الساعات [6اكتوبر] حاضر
بسياقه والفاظه
سجل مكالمات تليفونيه [من الرؤساء والزعماء العرب للرئيس السادات خلال حرب اكتوبر ]0
لا
يزال أثر حرب أكتوبر المجيدة ماثلا في نفس كل إسرائيلي وكأنها اندلعت
بالأمس ولم يمر عليها ثمانية وعشرون عاما كاملة، عدد من ضباط وجنود الجيش
الذي كان يعتقد أنه لا يقهر جيش الصهاينة، كانوا محتشدين في موقعين حصينين
من مواقع خط بارليف أدلوا هذا الأسبوع لأول مرة في «معاريف» بأسرار جديدة
عن كيفية خداع الجيش المصري لهم وفشل المخابرات العسكرية الإسرائيلية في
التنبؤ بالحرب حتى قبل اندلاعها بدقائق لدرجة أن جنود الاستخبارات كانوا
سعداء عندما رأوا في يوم السادس من أكتوبر المصريين ينزعون شباك التمويه
عن صواريخ سام 3 فقد اعتقدوا انهم حصلوا على صور نادرة للصاروخ ولم يدركوا
حتى في هذا التوقيت المتأخر أن الجيش المصري يتحرك.
حرب أكتوبر
)
الجنود المصريين أثناء عبور خط بارليف
حرب أكتوبر هي حرب دارت بين مصروسوريا من جهة ودولة إسرائيل من جهة أخرى في عام 1973م. وتلقى الجيش الإسرائيلي ضربة قاسية في هذه الحرب حيث تم إختراق خط عسكري أساسي في شبه جزيرة سيناء وهو خط بارليف.وكان النجاح المصرى ساحقا حتى 20 كم شرق القناة,لكن المساعدات الأمريكية لاسرائيل وأحداث الثغرة بعد ذلك قللت من النصر المصرى. وكان الرئيس المصري أنور السادات يعمل بشكل شخصي ومقرب مع قيادة الجيش المصري على التخطيط لهذه الحرب التي أتت مباغتة للجيش الإسرائيلي.
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس،
واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء. ومن النتائج الأخرى تحطم
أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في
إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر و إسرائيل الذي عقد بعد الحرب في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة السادات التاريخية في نوفمبر1977 م و زيارته للقدس. وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.
كانت الحرب جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي، هذا الصراع الذي تضمن العديد من الحروب منذ عام 1948م. في حرب ال 6 ايام في يونيو 1967م، احتلت اسرائيل مرتفعات الجولان في سوريا في الشمال والضفة الغربيةلنهرالأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية في الجنوب، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.
أمضت اسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين
مراكزها في الجولان وسيناء، وانفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات
على مواقعها في قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف.
بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970م، تولى الحكم الرئيس أنور السادات، أدى رفض إسرائيل لمبادرة روجرز في 1970م والامتناع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 إلى لجوء أنور السادات إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967.
كانت الخطة ترمي الاعتماد علي جهاز المخابرات لعامة المصريةوالمخابرات
السورية في التخطيط للحرب وخداع اجهزةالامن و الاستخبارات الاسرائيلية
الامريكية و مفاجاةاسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية .
هدفت مصر وسورية إلى استرداد الأرض التي احتلتها اسرائيل
بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران
اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس و في عمق شبه جزيرة سيناء.
افتتحت مصر حرب 1973 بضربة جوية تشكلت من نحو 222 طائرة
مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة فى
وقت واحد فى تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية. وقد
استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات
أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات
والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينةفي خط بارليف ومصاف البترول ومخازن
الذخيرة. ولقد كانت عبارة عن ضربتين متتاليتين قدر الخبراء الروس نجاح
الأولى بنحو 30% و خسائرها بنحو 40% ونظراللنجاح الهائل للضربة الأولى و
البالغ نحو 95% وبخسائر نحو 2.5% تم إلغاء الضربة الثانية. وكان الطيارون
المصريون يفجرون طائراتهم فى الأهداف الهامة والمستعصية لضمان تدميرها
ومنهم على سبيل المثال محمد صبحى الشيخ و طلال سعدالله وعاطف السادات شقيق
الرئيس الراحل أنور السادات وغيرهم.
نجحت مصر وسورية في تحقيق نصر لهما، إذ تم اختراق خط بارليف
"الحصين"، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة و أوقعت القوات المصرية
خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية،ومنعت القوات السرائلية من
استخدام انابيب النابالم بخطة مدهشة كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي
الذي لا يقهر، في مرتفعات الجولان و سيناء، و أجبرت اسرائيل على التخلي عن
العديد من أهدافها مع سورية و مصر، كما تم استرداد قناة السويس و جزء من
سيناء في مصر، و القنيطرة في سورية. ولولا التدخل الأمريكي المباشر في
المعارك على الجبهة المصرية بجسر جوي لإنقاذ الجيش الإسرائيلي بدءا من
اليوم الرابع للقتال ، لمني الجيش الإسرائيلي بهزيمة ساحقة على أيدي الجيش
المصري.
تموين الجيش الثالث بالطعام والشراب
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءا من يوم 22 أكتوبر عام 1973م، وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.
فى ذكرى الحرب... والسلام
شبة جزيرة سيناء
إذا كانت عجلة الزمن تدور بنا سريعا عاما بعد عام
فتجعل من الماضي مجرد ذكريات لاحداث قد ننساها فان ذكري يوم عيد تحرير
سيناء لن تنسي ابدا لانها تعيد الي اذهان جميع المواطنين في مصر ذكري من
اعز واغلي الذكريات ,ذكري تحرير سيناء تلك الأرض الغالية التي عادت الي
أرض مصر.
لقد سجل التاريخ ان يوم عيد تحرير سيناء انما يرتبط بامرين متلازمين علي جانب كبير من تاريخ مصر هما حرب اكتوبر المجيدة وعودة طابا الي ارض مصر.
حيث خاضت قواتنا المسلحة حرب أكتوبر بأداء رائع وبسالة
فائقة وأثبتت قدرة وكفاءة المقاتل المصري في مواجهة العدوان والدفاع عن
أراضيه المغتصبة.
ان حرب أكتوبر المجيدة أعادت لشعب مصر ثقته بقواته
المسلحة وأثبتت للعالم اجمع ان العبرة بالرجال وليس بالسلاح فقد كان
المقاتل المصري بأصالته وقدرته وكفاءته هو العنصر الحاسم وراء هذا
الانتصار.
كما ان عيد تحرير سيناء انما يذكرنا ايضا بعودة
طابا, تلك البقعة الصغيرة من ارض سيناء التي أثارت اسرائيل مشكلة حول
الانسحاب منها وادعاء ان تلك المساحة الضئيلة من الأرض انما تقع خارج حدود
مصر.
فبعد ملحمة وطنية رائعة من الجهود الدبلوماسية وبعد أن
قدمت مصر جميع الوثائق التي تثبت أن طابا مصرية ومن بينها وثائق
إسرائيلية أصدر القاضي السويدي جونار لاجرجين رئيس هيئة التحكيم الدولي
في جنيف في سبتمبر1988 حكمه التاريخي والذي نص علي أن طابا مصرية.
ومن أبرز ما قاله وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري
كيسنجر وقتها عن الرئيس مبارك هو أن الموقف الحالي والجديد في المنطقة بعد
الانسحاب من سيناء يتطلب رجلا مثل مبارك.
وبتحرير كامل سيناء تكون مصر هي الدولة الوحيدة
التي استطاعت تحرير أرضها من الاحتلال الإسرائيلي، الذي مازال يدنس باقي
الأراضي التي احتلت منذ الخامس من يونيه 1967
وبعدالتحرير بدأت عملية تنميه
حقيقة تم إنفاق مليارات الجنيهات وتمت عملية طموحة لعمل بنية أساسية طيبة
من شبكات طرق ومطارات ومواني ومحطات كهرباء ومياه وصرف صحي وزراعات طموحة
ومدارس بل وكليات.
ووسط كل هذه الأعياد علينا أن
نتوسع في عمليات توطين أبناء سيناء وحفظ حقوقهم وفي نفس الوقت تشجيع غيرهم
علي الانتقال للعمل والإقامة في سيناء في الزراعة وفي الصناعة في التعدين
وفي السياحة لنحول أرض سيناء إلي سلسلة من الحصون البشرية تستطيع أن تتصدي
لمخططات إسرائيل التي تزداد وضوحاً هذه الأيام وعلينا ألا نكتفي بالغناء
سعداء بعودة سيناء بل علينا أن نعمل علي ألا تقع مرة أخري تحت نير أي
احتلال
فقد استرجع المصريون في هذا
اليوم العظيم وجه مصر المشرق يمتلئ ثقة بالنفس واعتزازا بشجاعة أبنائها
افراد القوات المسلحة الذين رووا بدمائهم الطاهرة كل حبة رمل فى سيناء
وانجزوا فى اكتوبر عام 1973 نصرا مجيدا فرض واقعا جديدا على منطقة الشرق
الأوسط صحح عبث النكسة، وعدل موازين القوى، وتوج بالنصر المبين نضالا
مصريا باسلا لاستعادة الأرض والكرامة
لقد أكد النصر الحاسم الذي
حققته القوات المسلحة المصرية فى معارك اكتوبر المجيدة ارادة مصر الوطنية
وتصميمها على طرد المحتل من فوق أراضيها، كما أكدت التضحيات الغالية التي
بذلها الشعب المصري للعالم أجمع، ان المصريين لم يقبلوا الامر الواقع
وانهم يمتلئون عزما وتصميما على الدفاع عن كل شبر من تراب وطنهم المقدس.
وفى فاصل جديد من الصراع
القانونى لا يقل روعة فى حسن الأداء والتخطيط تكاتفت عقول مصر وخبراتها
على كسب معركة طابا التى توجت ملحمة العبور بنصر قانونى كبير وفق معايير
الشرعية الدولية وأرسى اسس السلام العادل الى قواعد صحيحة تصون اراضى
الاوطان وتحول دون ان يجنى المعتدي ثمار عدوانه