القوات الخاصة البحرية
القوات الخاصة البحرية هي أحدى صنوف القوات البحرية وتعتبر من الوحدات المهمة التي يعتمد عليها في القيام بالعمليات التي تحتاج إلى نوعية متميزة من الأفراد الذين يتصفون بمواصفات جسمانية وعقلية وفنية تميزهم عن غيرهم .
حيث يتصف أفراد القوات الخاصة البحرية بقدرتهم على تنفيذ الأعمال القتالية تحت مختلف الظروف الطبيعية السيئة ولهذا يجب أن يكون الفرد منهم ذو كفاءة قتالية وبدنية عالية وان تكون له القدرة على اتخاذ القرار السليم في مختلف المواقف الحرجة .
وتنقسم القوات الخاصة البحرية إلى ثلاثة أنواع وهى : قوات الأسطول وقوات الصاعقة البحرية والضفادع البشرية ،ويكون لكل نوع من هذه القوات مهمة خاصة .
تتلخص فكرة عمل قوات مشاة الأسطول في قيامها بمهمة الاستيلاء على جزء من الشاطئ بهدف يهيئه أنسب الظروف لقوات الإبرار البحري من الوصول إلى الشاطئ بأمان واستكمال المهام المكلفة بها .
كما تتلخص مهام قوات الصاعقة البحرية التي تتشابه مع قوات الصاعقة البرية من حيث المهام والتكوين وتقوم بالعمل على شكل مجموعات للتمهيد للإبرار البحري وذلك لاكتشاف وفتح الثغرات بتدمير العوائق في المياه الضحلة و على الشاطئ نفسه وتطهيره من الألغام كما تعمل هذه القوات للقيام بمهام الاستطلاع خلف خطوط العدو . كما تقوم بمهاجمة وتدمير الأهداف الهامة المعادية الموجودة في النطاق الساحلي وتدمير مراكز القيادة والقواعد البحرية
أما الضفادع البشرية والتي استخدمت لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الايطالية ضد الأسطول الانجليزي في البحر المتوسط وقد أحرزت نجاحاً باهراً آنذاك حيث أغرقت أكثر من( 30 ) قطعة بحرية حربية وإعطاب الكثير منها .
ومنذ ذلك الوقت تطورت الضفادع البشرية شيئاً فشيئاً لتصبح أكثر الأسلحة البحرية فاعلية وكفاءة .
ومن خصائصها أنها تنفذ عملياتها بعدد محدود من الإفراد إذ أن المجموعة الواحدة تتكون من فردين وعادة ما يشن الهجوم بواسطة ثلاثة إلى أربعة مجموعات .. ومن خصائصها أنها تهاجم الهدف من تحت سطح البحر ....
تحتوى القواعد والمواني البحرية على العديد من الأهداف العسكرية التي تشمل وحدات بحرية ومنشآت عسكرية ووحدات قيادة وسيطرة بالإضافة إلى الأغراض الاقتصادية والحيوية فإنها تعتبر هدفاً رئيسياً للقوات المعادية في الحرب الحديثة وخاصة أعمال التسلل والتخريب والأعمال القتالية الخاصة والتي تستهدف تدمير تلك الأغراض وتخريب أرصفة وممرات المواني .
تتعرض القواعد والمواني البحرية للعديد من التهديدات من قبل الضفادع البشرية المعادية والمتسللة وتتمثل في تهديدات برية مثل المجموعات الإرهابية والمتسللين وتهديدات بحرية أخطرها يتمثل في الوحدات الحاملة لمركبات نقل الضفادع البشرية وغواصات الجيب والمركبات الغاطسة المجهزة لزرع الألغام والتي تستهدف الممرات الملاحية للمواني والمضايق والممرات الحاكمة .
التطور التكنولوجي الهائل في الأسلحة والمعدات البحرية من سفن السطح والغواصات والطيران البحري أدى إلى تطور أساليب القتال البحري إلا أن ذلك لم يقلل من أهمية استخدام القوات الخاصة البحرية والدور المؤثر والفعال الذي تلعبه في الحرب البحرية الحديثة ، حيث يمكن لمجموعة صغيرة محدودة العدد من القوات الخاصة البحرية أن تنقل أعمال قتال القوات البحرية إلى داخل مواني العدو وقواعده البحرية ، وتقوم بتنفيذ ضربات قوية ومفاجئة للأهداف الحيوية والعسكرية داخل نطاق تلك القواعد مما يكلف العدو خسائر مادية وبشرية كبيرة .
معظم دول العالم التي لديها قوات تنفذ مهام خاصة ، غالباً ما تستخدم هذه القوات على مستوى القيادة العامة نظراً لارتباطها بتحقيق أهداف إستراتيجية للدولة وطبقاً لطبيعة عمل هذه القوات يتم اختيار المناطق المناسبة لعملها سواء كانت هذه القوة الخاصة من الصاعقة البحرية أو الضفادع البشرية ، واختيار الاتجاهات الهامة لها والتي بتدميرها تؤثر على العدو سواء كان هذا التأثير مادياً أو معنوياً ، وكقاعدة لا يجب أن تستخدم القوات الخاصة في تنفيذ أعمال يمكن أن تقوم بها وتنفذها قوات تقليدية .
تعتبر المنظومات الحديثة المجهزة لتأمين القواعد البحرية والأهداف الحيوية الموجودة على المناطق الساحلية منظومات متعددة المهام إلا إن مهمتها الرئيسية هي فرض السيطرة على الشريط الساحلي والمسطح المائي للموانئ بالتعاون مع الوحدات البحرية التي تعمل بمحاذاة الساحل على مسافات تختلف باختلاف إمكانيات هذه الوحدات وكذلك حجم التهديد المتوقع على الدولة بوجه عام والقواعد والموانئ البحرية بوجه خاص .
نجاح القوات الخاصة البحرية في تنفيذ مهامها القتالية التي تكلف بها يتوقف على التطبيق الدقيق لمبادئ استخدامها وأهم هذه المبادئ كالآتي :
1 - المركزية في التخطيط والاستخدام :
معظم دول العالم التي لديها قوات تنفذ مهام خاصة تعمل بهذا الفكر وغالباً ما تستخدم هذه القوات على مستوى القيادة العامة نظراً لارتباطها بتحقيق أهداف إستراتيجية للدولة وتعتبر أهم مميزاتها عنصر المركزية ومن أهم ما يميز هذا العنصر في التخطيط والاستخدام هو ضمان السرية الكاملة للعمليات الخاصة وضمان حصر المعلومات في أضيق نطاق ممكن .
2 - ضمان تحقيق المفاجأة :
عنصر المفاجأة ركيزة أساسية تعتمد عليها عناصر القوات الخاصة وذلك لتعويض الفارق الكبير بين إمكانياتها وإمكانيات العدو المقابل وإحراز عنصر المفاجأة يتوقف على مهارة كل من المخطط والمنفذ للعملية ومدى دراسته لبيانات المواقف المختلفة المتمثلة في ( العدو – وقواتنا ومسرح العمليات ) واستغلالها الاستغلال الأمثل لإحراز المفاجأة .
3 - الانتشار في مسرح العمليات والعمل بمجموعات صغيرة :
انتشار القوات الخاصة في مسرح العمليات يتحقق بالعمل في مجموعات صغيرة وصد أهداف متعددة للعدو وعلى مواجهة واسعة وعمق كبير وعلى اتجاهات حيوية غير متوقعة بالنسبة للعدو كذلك الانتشار والعمل بمجموعات صغيرة يحقق تشتيت جهود العدو وإضعاف قدراته وذلك بجذب جهوده في اتجاهات أعمال قتال القوات الخاصة المتعددة في العمق وإجباره على تخصيص جزء من تلك القوات لتأمين أهدافه ضد أي أعمال قتالية أخرى .
كما يحقق الانتشار والعمل بمجموعات صغيرة إجبار العدو على الحذر أثناء تقدم قواته واستطلاع محاور تقدمه للتأكد من خلوها من الكمائن سواء كانت هذه المحاور برية أو بحرية مما ينتج عنه تعطيل أعماله القتالية عن التوقيتات المخطط لها .
4 - توفير معلومات استطلاع دقيقة ومؤكدة :
التخطيط لأعمال قتال القوات الخاصة يجب أن يعتمد على معلومات دقيقة ومفصلة ومؤكدة ولا تعتبر معلومات الاستطلاع لأعمال قتال القوات التقليدية كافية يعتمد عليها لتنفيذ أعمال قتال القوات الخاصة ، فهناك كثير من المعلومات الدقيقة اللازمة لهذا التخطيط تخرج عن قدرات ووسائل وإمكانيات عناصر استطلاع التشكيلات الأخرى ولا يمكن توفير هذه المعلومات إلا عن طريق العملاء أو مجموعات استطلاع خلف خطوط العدو في عمق دفاعاته أو الاستطلاع الجوي ، وفي بعض الأحوال يفضل دفع عناصر من القوات الخاصة المنفذة للعملية لتنفيذ عمليات الاستطلاع الخاصة بتلك العملية .
5 - تأمين أعمال قتال القوات الخاصة :
أعمال قتال القوات الخاصة مليئة بالمخاطر فهي قوات تعمل في عمق العدو بعيداً عن مصادر المعاونة والتأمين المختلفة وبذلك فإن التخطيط لأعمال قتال تلك القوات الخاصة يجب أن يكون له إجراءات تأمين خاصة تتمشى مع الطابع الهجومي لهذه القوات ويشمل أمن القوات الخاصة القيام بتوفير جميع أنواع الدفاعات وخاصة ما يتعلق بأعمال الإخفاء والتمويه .
6 - مراعاة إمكانيات القتال وفترة البقاء في عمق العدو :
كمبدأ عام عودة القوات الخاصة المنفذة للعملية بأسرع ما يمكن فور الانتهاء من تنفيذ مهمتها في عمق العدو حيث أن بقائها يعرضها لمواجهة قوات ووسائل العدو المتفوقة وأحياناً قد يتطلب الموقف بقاء عناصر القوات الخاصة المنفذة في عمق العدو بعد تنفيذ المهمة كنتيجة لفشل عملية التقابل مع الوحدة الحاملة ، حيث يكون البقاء في عمق العدو للاختفاء فقط حتى يسمح الموقف بسحب أو التمكن من التقابل مع قوات صديقة وقد يستمر بقاء القوات الخاصة في عمق دفاعات العدو لتنفيذ مهام قتالية متتالية .
7 - الاستخدام في المناطق والاتجاهات المناسبة :
طبقاً لطبيعة عمل الوحدة الخاصة يتم اختيار المناطق المناسبة لعملها سواء كانت هذه القوة الخاصة من الصاعقة البحرية أو الضفادع البشرية واختيار الاتجاهات والتي بتدميرها تؤثر على العدو سواء كان هذا التأثير مادياً أو معنوياً وكقاعدة لا يجب استخدام قوات خاصة في تنفيذ مهام يمكن تنفيذها بواسطة قوات تقليدية .
8 - الاستخدام في التوقيتات المناسبة :
عند التخطيط لعملية ما يجب على المخطط مراعاة توقيت تنفيذ العمليات الخاصة بحيث يمكن للقوات والتشكيلات الرئيسية العاملة مع القوات الخاصة وفي اتجاهها استغلال نتائج الأعمال القتالية لهذه القوات كما يجب أن تنشط أعمال قتال القوات الخاصة ليلاً لاستغلال فترة الظلام وكذلك في الأحوال الجوية الرديئة لإحراز عامل المفاجأة التي يعتمد عليها نجاح أعمال القوات الخاصة بشكل كبير .
القوات الخاصة البحرية تتميز بخصائص تميزها عن غيرها من القوات حيث تمكنها تلك الخصائص من تنفيذ مهامها القتالية ذات الطبيعة الخاصة ومن أهم هذه الخصائص ما يلي :-
1 - سرعة الاستعداد القتالي .
2 - صغر حجم القوات .
3 - خفة وسائل إنتاج النيران وفاعليتها .
4 - الكفاءة القتالية العالية .
5 - الروح المعنوية العالية .
6 - القدرة على العمل في جميع أنواع الأراضي والبحار والظروف الجوية السيئة.
7 - القدرة على الاقتراب السريع للأهداف بالوسائل المختلفة .
8 - الحركة المستمرة أثناء إدارة أعمال القتال .
المهام القتالية للوحدات الخاصة البحرية :
يمكن أن نوجز أهم المهام القتالية للقوات الخاصة في الآتي :
1 - تدمير وحدات العدو البحرية المتمركزة داخل القواعد والمراسي المعادية .
2 - بث كمائن ألغام بحرية في الممرات الملاحية والمضايق وأمام مشارف المواني المعادية .
3 - التعرض لخطوط المواصلات البحرية للعدو في المناطق الحاكمة .
4 - تدمير منشآت العدو الساحلية ذات الأهمية الاقتصادية والحيوية .
5 - عمل كمائن لقوات العدو المتحركة والعاملة على الطرق الساحلية .
6 - القيام بمهمة استطلاع سواحل وقواعد العدو .
ومن كل ما سبق يتبين لنا بأن القوات الخاصة البحرية ذات دور مهم وفعال في التأثير على عمليات القوات البحرية بصورة خاصة والقوات المسلحة للدول بصورة عامة وهذا ما أنتج اهتماماً كبيراً بها من قبل العديد من الدول وخصوصاً لما لها من تأثير على الروح المعنوية في الدول التي يتم اختراقها من قبل القوات البحرية الخاصة .
تم بحمد الله.......
المصدر
http://www.almusallh.ly/naval-forces/173-2012-05-19-12-09-54.html