شهدت الجيوش الحديثة تطوراً كبيراً في مختلف ميادين التسلح،
فالتطورات التكنولوجية المدهشة والمتلاحقة، أدت الى بروز أجيال جديدة من
الأسلحة، أو إلى زيادة قدرة وفعالية أخرى كانت موجودة. هنا نظرة في أبرز
التطورات التكنولوجية في مجالات التسلّح براً وبحراً وجواً.
القوات البرية:
دبابات ومدرعات أكثر رشاقة والمدفعية تجاريها في التطور
سننظر
الى القوات البرية بشكل منظومة متكاملة تعمل بتناسق بين مختلف أنواع
معداتها لتصل الى تحقيق النصر، بالتعاون الوثيق مع سلاح الطيران وأحياناً
مع السلاح البحري بحسب مسرح العمليات وامكانات الدولة.
أما أبرز أوجه
التطور التي لحقت بأنـواع الأسلحة البريـة فسنبرزها من خلال إلقاء نظرة
على: المدرعات، والعربات المدرعة، والمدفعية، وتجهيزات وحدات المشاة،
ومنظومات الدفاع الجوي، والحرب الالكترونية والاتصالات، وأسلحة الدعم
واللوجستية، والطوّافات.
● المدرعات:
مع زوال خطر الاتحاد السوفياتي
وبالتالي المواجهات الكبيرة بالسلاح المدرع، بات التوجه الى جعل الدبابة
أكثر رشاقة وليونة لمواجهة الأخطار المتزايدة عليها في ميدان المعركة
(صواريخ جو ارض - صواريخ م/د - دبابات - قذائف مدفعية - ألغام...). لذلك،
ينصب التركيز على استخدام التكنولوجيا لتطوير ما يلي:
- دروع مركبـة
أكثر قـوة تقاوم قدرات الخرق المتزايدة للأسلحة م/د، وفي الوقت نفسه أخف
وزناً، لكـي لا تشكـل عائقـاً على حركـة الدبابة.
- محركات تؤمن قدرة دفع أكبر، مع اعتمادية أعلى واستهلاك أقل للوقود، وبالتالي صيانة أقل وأسهل.
-
نظام بالستي متكامل (حاسوب - تسديد - رؤية ليلية - موازنة - قياس
مسافات...) يسمح بتحقيق نسبة اصابة عالية من الطلقة الأولى لمختلف أسلحة
الدبابة.
- تطوير أنظمة سلاح - ذخيرة، تؤمن فعالية قصوى للدبابات
الحديثة، وقد اعتمـد الغربيـون العيار 120 ملم والشرقيون العيار 125 ملـم،
مع مجموعة متكاملـة من القذائـف لمعالجة مختلـف أنواع الأهداف.
- نظام اتصال وسيطرة متطور، يسمح لأطقم الدبابات بتأمين الاتصال ومعرفة أماكن تواجد الوحدات الصديقة في مختلف مراحل المعركة.
-
تطوير أنظمة لحماية الدبابات من الأجيال الجديدة للصواريخ، ولعـلّ الروس
هـم الأوائـل في هذا الميدان بإطـلاق نظـام «شتورا» للدفـاع السلبي -
الإيجـابي ضد كافـة أنـواع الصواريـخ م/د.
- تحسين الأنظمـة الميكانيكية للدبابة بشكل عام على نحو يخفف ما تسببه لأطقمها من إرهاق نفسي وجسدي.
- تطوير أنظمة حماية «NBC» في مختلف أنواع المدرعات.
● العربات المدرعة (المدولبة والمجنزرة):
استفـادت
هذه الفئة من الآليات من التطويرات التكنولوجية اللاحقة بالدبابات وخصوصاً
على صعيد التدريع والمحركات وأجهزة التسديـد والتصويب والحماية «NBC»
والاتصالات. أما النقلة النوعية في هذا الميدان فأتـت بظهور سلسلـة كاملـة
من الآليات المتنوعة والمدمجة بالأسلحة م/د وم/ط والمدافع الرشاشـة
(20-25-30 ملم) والهـواويـن. حتى ان بعض الشركات قامت بتركيب أبـراج فيهـا
مدافع عيار 120 ملم على هـذه المدرعات بحيـث باتت حـلاً اقتصادياً
ممتـازاً للدول غير القـادرة على اقتناء الدبابات. وكذلك برزت عدة أنواع
من الآليات وقد ركبت عليها أنظمة دفاع جوي، رادارات دفاع جوي، رادارات
إدارة نيران المعركة البرية وأجهزة اتصال...
ولعلّ الميزة الأساسيـة
لهذه الآليات على الدبابات هي خفة وزنها وامكانية نقلها جواً بالطائرات
وقلة تكاليف اقتنائها مقارنة بالدبابات، وسهولة تحويلها لاستعمالها في
مهام مختلفة (نقل ذخيرة، إخلاء، قتال، نقل، قطر وحفظ أمن...).
● المدفعية:
لم تستثنَ وحدات المدفعية من التطوير الذي لحق بالقوات البرية. أما أبرز التوجهات فهي على الشكل الآتي:
- تطوير وحدات المدفعية الذاتية الحركة، بحيث تكون قادرة على مواكبة الآليات المدرعة.
- التحول نحو عيار 155 ملم/52 للمساهمة في زيادة المدى.
- تطوير أصناف جديدة من الذخائر تصل الى مدى أبعد وبدقة أكبر وتكون قادرة على التعامل مع المدرعات.
- العمل على تطوير راجمات الصواريخ لتحقيق مدى أبعد ودقة أكبر.
-
العمل على خلق صنف جديد من المدفعية الذاتية الحركة قائم على نظام منقول
على شاحنات، بحيث يكون أقل ثمناً من الأنظمة المدرعة وأسهل نقلاً
بالطائرات (نظام سيزار الفرنسي 155 ملم - موبات 105 ملم فرنسي).
-
زيادة فرص البقاء للمدفعية المتطورة بتحديث فوهاتها وذخيرتها وتحسين
الأنظمة الهيدروليكية فيها، لتحسين قدرتها على الارباض والرحيل بسرعة
كبيرة.
- أنظمـة ادارة نيران مرتبطـة بشبـكـات القيـادة ورادارات كشـف الأهداف المعاديـة وتوزيعهـا على وحـدات المدفعية للاشتباك معها.
-
تزويد مختلف وحدات المدفعية بأجهزة تحديد الموقع، بالإضافة الى تحديث
أجهزة مراقبي المدفعية ومحددي الأهداف بحيث يتم تعيين الأهداف بسرعة
قياسية وبدقة.
● تجهيزات وحدات المشاة:
ربما يكون عنصر المشاة اليوم
في أوج قوته، فهو بالإضافة الى عمله تحت حماية عرباته المدرعة وأسلحتها
بات مدججاً بمجموعة من الأسلحة الفردية القادرة على التعامل مع مختلف
التهديدات، ويمكن أن يحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة الآتي ذكرها:
-
أسلحة فردية م/د تطلق من الكتف وقادرة على التعامل مع مختلف أنواع
الدبابات، ويمكن إطلاقها حتى من الأماكن الضيقة والمغلقة، ويتراوح مداها
بين 50 و800 م.
- أسلحة م/د متوسطة وبعيدة المدى تحمل أو تركب على الآليات ويصل مداها الى 10 كلم.
- أسلحة م/ط خفيفة تطلق من الكتف وتؤمن حماية حتى مدى 3 الى 5 كلم.
- بنادق قتالية حديثة باتت مزودة بمناظير رؤية ليلية أو حرارية أو مكبرة، وأجهزة تعيين مسافات.
- أنظمة اتصالات فعالة حتى مستوى كل عنصر ضمن الرهط.
- أنظمة تحديد الموقع «GPS» والملاحقة.
- مجموعة متكاملة من الرمانات البندقية واليدوية.
- بنادق قتال من العيار الكبير (12.7-20 ملم) القادرة على التعامل مع الأهداف الثمينة والبعيدة.
- مجموعة متكاملة للحماية الباليستية (خوذ - دروع...).
- ألبسة وتجهيزات للعمل في ظروف «NBC» (قناع - ألبسة - مجموعة من اللقاحات...).
● منظومات الدفاع الجوي:
كما
بات واضحاً من مختلف الحروب الحديثة، فإن القوات البرية لا يمكن أن تعمل
من دون غطاء جوي فعال، وهذا الدفاع بات اليوم مرسوماً بصورة أوضح ويتألف
بشكل عام من:
- أجهزة رادار تعمل على موجات مختلفة وأنماط متعددة قادرة على كشف الأهداف الجوية وتأمين الإنذار.
- مراكز إدارة عمليات دفاع جوي مركزية (أساسية وبديلة) أو موزعة على كامل قطاع المعركة لإدارة الاشتباك مع الأهداف الجوية.
-
شبكة صواريخ متعددة الطبقات: بعيدة المدى على مستوى البلد بشكل عام،
متوسطة المدى على مستوى الوحدات العملانية، قصيرة المدى على مستوى الوحدات
التكتية.
- أنظمة مهجنة (صواريخ/مدافع) للدفاع عن الوحدات التكتية والأهداف الحساسة والثمينة.
- المدافع المضادة للطائرات المرافقة للوحدات البرية في تحركاتها للدفاع عن الأهداف الحساسة.
ويترافق كل ذلك مع اجراءات الكترونية الى اجراءات التمويه والدفاع السلبي.
المصدر:- http://us2allah.ahlamontada.net/