السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متين قبلان..... آخر خلفاء بني عثمان


عندما ألغى مصطفي كمال أتاتورك دولة الخلافة العثمانية في عام 1924، ظن الجميع أن الفصل الأخير من تاريخ الدولة التي ظللت العالم العربي والإسلامي لمدة 500 عام قد انتهى وأنه آن الأون لإسدال الستار عن تلك الدولة الفتية التي طالما حمت بيضة الإسلام ، غير أنه هناك في قلب الأناضول حيث عائلة " آل قبلان" كان لها رأياً آخر.

وفيما كان سيف الإعدام مشهرا أمام كل منادي بالخلافة لآل عثمان، أو مبديا حنينه لعزة الإسلام، لم يكن هناك بدا أمام "آل قبلان" سوى حمل "حلم" الخلافة في قلوبها جيلا بعد جيل، حتى أذن الله لها أن ترى النور على يد أحد أبناء هذه الأسرة وهو السيد " جمال الدين قبلان".

لكن المفارقة هنا أن دولة الخلافة الجديدة، أقيمت هذه المرة في غياب آل عثمان، وفي انعدام البيعة، بل حتى خارج إطار جغرافية الخلافة الإسلامية!!.

كان السيد جمال الدين قبلان أحد أبناء الشعب التركي الذين رفضوا الإذعان لسياسية الأمر الواقع التي فرضها أتاتورك وأحفاده، غير أنه لم تعذر عليه إقامة دولة الخلافة مرة ثانية في اسطنبول، هاجر إلى كولونيا في ألمانيا حاملا معه حلم الخلافة، بل دولة الخلافة نفسها، حيث أنشأ هناك اتحاد الجمعيات والجماعات الإسلامية، وتسمي بخليفة المسلمين وأمير المؤمنين " جمال الدين قبلان" وذلك حتى عام 1995 حيث توفي جمال الدين قبلان وانتقلت الخلافة بعد ذلك - طبقا لتقاليد آل عثمان- إلى الابن الأكبر متين قبلان، الذي أطلقت عليه الصحف التركية "الصوت الأسود" ؛ بسبب عدائه للنظام العلماني في تركيا ، وخصوصا أتاتورك، فيما شاع لقبه في ألمانيا بـ "خميني كولونيا".

والخليفة الشاب متين قبلان، 46 عاما، من مواليد أرضروم في تركيا، أب لثلاثة أولاد، ذو بشرة صفراء مشوبة بالحمرة توحي إليك بجذور الشخصية التي تمتد بجذورها للجغرافية الأسيوية لكنها نشأت وتربت في أحضان القارة الأوروبية، فيما أعطته لحيته السوداء التي تتخللها بعض الشعر الأبيض وقارا لشخصيته بين محبيه ومبغضيه على السواء.
ومنذ أن تقلد مؤسسة "دولة الخلافة" بعد والده تسمي متين قبلان بـ "خليفة الأمة الإسلامية" أما أهدافه المعلنة فهي إطاحة النظام العلماني في تركيا وإعلان الجمهورية الإسلامية والتوسع إلى أنحاء العالم تحت شعار الخلافة الإسلامية.

واستطاع متين قبلان دعم " مؤسسة الخلافة" من خلال اشتراكات الأعضاء (حوالي 1100 عضو) والتي تبلغ اثنين في المائة من الدخل ومن الهبات وبيع النشرات واشرطة الدعوة. كما أنشأ موقع خاص بها على الإنترنت، هذا فضلا عن بث برامح تلفزيونية. وامتدت دعوة " قبلان" لتنطلق في اكثر من خمسين مسجدا في أنحاء ألمانيا.
وإذا كانت تركيا ضاقت بدعوة جمال وابنه متين قبلان، فأن المؤسسة النصرانية الألمانية ضاقت هي الأخرى بدعوة قبلان، فقد لاحقته مرة بدعوى إصدار فتوى بقتل أحد خصومه. ومرة أخرى بزعم "ترؤوس منظمة إجرامية" وثالثة بتهمة "الحض على العنف والإجرام" ورابعة لدعوته إلى "الجهاد" لقلب "نظام الحكم العميل" في تركيا واستبدال الخلافة الإسلامية بالنظام القائم. وهى التهم التي كلفته السجن بين 1999 و 2003 ووضعه رهن الإقامة الجبرية بعد ذلك .

بل إن وزارة الداخلية الألمانية أدرجت "الاتحاد الإسلامي" الذي يرأسه قبلان ضمن قائمة الاتحادات المتطرفة التي تدعو إلي ‘قامة دولة الخلافة الإسلامية في تركيا وتتناقض مع مبادئ الديمقراطية!!.‏
غير أن أشد التهم التي أثرت على حياة متين قبلان بل وعلى حياته في ألمانيا هي اتهامه بقتل طبيب شاب في برلين يدعى خليل إبراهيم صوفو كان أعلن نفسه هو الآخر "خليفة" على المسلمين بعد وفاة مؤسس "دولة الخلافة" جمال قبلان. وكان الطبيب قتل في منزله في الثامن من مايو 1998 بأيدي ثلاثة مسلحين مقنعين. وهي التهمه التي نفاها قبلان وأصدر بيانا بشأنها قال فيه " ما قصدت قتل الصوفي خليل إبراهيم قط وما أصدرت الأمر لقتله لا يظلم هكذا في الإسلام ولا ينفذ الحد هكذا، لا يقبله الإسلام ولا البشرية ولا يقال لمرتكبه أنه إنسان هذه جناية خارج الإسلام ولا يعترف به العاقل وذو اللب مسلماً كان أو غير مسلم، أنا بريء قطعياً وكل ما يستند إلي كذب وفرية ، وأرفض هذه كلها أمام المحكمة".

وبينما كانت الأراضي الألمانية تضيق بقبلان، فتحت الأراضي التركية ذرعها لخليفة المسلمين، لا لاستقباله وتكريمه، ولكن لمحاكمته، باعتباره متهما في سلسلة تفجيرات في تركيا في مناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لقيام الجمهورية التركية عام 1998. بينها تفجير استشهادي لم يتم عن طريق طائرة محملة بالمتفجرات فوق ضريح مؤسس الجمهورية العلمانية التركية كمال أتاتورك في وقت كان يتجمع فيه قادة البلاد.

وكان تسليم خليفة المسلمين " متين قبلان" بمثابة المشهد قبل الأخير في دولة الخلافة " القبلانية" التي قامت في صدور محبيها، غير أنه لم يكتب لها أن ترى النور في مهدها هناك في " اسطنبول" التي قدر لها أن تكتب المشهد الأخير في محاكمة أمير المؤمنين.

لاعليك اخى جحا .......فلا خير فيك اذا لم تقلها ...ولا خير في اذا لم اسمعها ...وتذكر اخى ان اول الغيث قطرة ثم ينهمر!