نظر اليها بعين جاحظه وقرأ بصوت أجش ( انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم# الا تعلوا علي وآتوني
مسلمين ) فصعقت الفتاه وتشنجت وصرخت صرخه اهتزت لها أركان المنزل وبدأت يداها المشلولتان تتحرك
نحو شعرها لتقطع ظفائرها وتمزق في لحم وجهها بأظافرها الطويله المتسخه.
تمادت في صراخها رغـــــم تأكيد أهلها بأنها خرساء منذ شهـــور.
كان المنظر مرعب عندما دخل بها أخيها الى الشيخ لينقذها كان يحملها بين يديه مشلوله خرساء وتكاد تكون
عمياء... وأمه من خلفه تغسل أثره بدموعها الحاره على ابنتها البكر التي لم تفرح بشبابها وكدرت صفو أهلها
قهرا عليها... والابن يحاول اثبات رجولته حاول اخفاء دمــــــوعه لكنها تنفلت منه ليقرأ فيها الحاضرون
هم وألم شديدين.
نظر اليها الشيخ وحـــاول أن يفهم الموضوع من الأم فلم يعي شيء من كلامها بعد أن تعثرت الكلمات واختلطت
بدموعها ... فاتجه الى شقيقها لعله يفهم منه شيء... تمــــــالك الشاب نفسه وجفف دموعه وبدأ في سرد آلام
شقيقته التي جعلتها رهينة الفراش منذ أربعة أشهر فقــــــال:
أختي مها أصغر مني بثلاثة أعوام وليس لنا شقيقات الا هي ووفاء التي كادت تموت لما حدث لأختها
كانت مها أجمل وأفضل فتيات المنطقه كانت جميع العيون تلاحقها عيون المباركين والمشجعين وعيون
المعجبين وعيون الحـــاسدين.
التحقت بالصف الأول الثانوي ونجحت بتفوق رغم تقصيرنا معها لأننا أسره محرومه من الأب
ومع كل هذه الظروف نجحت في الصف الثاني بترتيب الثالث وقبل أن تبدأ دراسة الصف
الثالث الثانوي تقدم لها شاب من خيرة شباب الحي .
رغم أنها وافقت عليه الا أننا فوجئنا بانطوائها على نفسها وانخراطها في بكاء دائم.
واعتزلت كل شي حتى الدراسه والمذاكره وهددت بطرد العريس والا سوف تحــــــرق نفسها.
وبدأت حالتها تتحسن حتى عــــــادت لطبيعتها .. وبعد امتحانات الفصل الدراسي الأول تقدم لها العريس الثاني
فحدث معه ماحدث مع الي قبله.
وحرصا" منا على مستقبلها وقفنا بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاقتراب منها أو التقدم لخطبتها
والحــــمدلله نجحت بدرجات عاليه والتحقت بكلية الهندسه.
بدأت الدراسه في الكليه وبعد بضعة شعور تقدم لها شاب لخطبتها وكان أكبر منها بثلاث سنوات.
كــانت مها أول من وافق على العريس وكانت تطير من الفرح لمجرد ذكر اسمه ونشبت بينهما قصة حب رائعه
كل هذا في أقل من شهر .
وفي اليوم الموعــــــــــود الذي جاء فيه العريس بأهله لتحديد ميـــــعاد الفرح انقلب كل شيء
حيث دخلت مها لغرفتها لتلبس وتستقبل الضيــــوف ولكن لم تخرج من غرفتهـا.
شعرت بالقلق عندما تأخرت فأسرعت الى غرفة شقيقتي وطــــــرقت الباب فلم ترد علي الا أنني سمعت أنينها
خلف الباب فصرخت بأعلى صوتي ودفعت الباب بقوة المحب لأخته والمربي لـها .
فتحت الباب فرأيت أختي مطروحه على الأرض مغموره في الدمــــاء بعد أن قطعت لحم وجهها بأظافرها
وشعرها الممزق يملأ جنبات الأرض ولا أحد يدري لماذا حدث ذلك وكيف ومتى؟
وجدناها خلف الباب خرساء عمياء مشلوله لاتنطق ولا يتحرك لها ساكن .
ظنت أم العريـس أننا فعلنا ذلك بأبنتنا لاجبارها على الزواج من ابنها فخرجت به ولم تعد به حتى يومنا هـــــذا.
ذهبنـــــــا بها الى جميع الأطباء فلم يجدي معها نفعا".
وهي تعيــــــش على على عبوات وحقن الجلكـــــــوز واحيــــــانا بعض العصائر التي نـادر مانسقيـه لـــــــها
بالقوه الجبريه.
انتهى الشقيق المجروح من كلامـه وعاد يمارس البـــكاء مع أمه.
وبدأ الشــــــــــيخ رحلة العلاج ... بدأ بما أسمـــــــــاه التحصينات وكانت قصيره .
ثم قرأ الآيتين (29) و ( 30) من سورة النمل ( انه سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلوا
علي وآتوني مسلمين ) ثم قال: ( أقسمت عليكم برب الأرباب ومسبب الأسباب ومنزل الثواب والعقاب ...
أقسمت عليكم بالعهد الذي أخذه عليكم سليمان أن تحضروا بخيلكم وركبكم ورجلكم وأن تنطقوا
وتتجمعـــــــــــوا على اللســـــــــان ..) لم يكد الشيخ يكرر القسم حتى بدأت الفتاه في
الصراخ والعويل والتشنج والحركات والايماءات التي لايفهـم منها الا السب واللعن للشيخ المعالج
والتي لم تغضـــــــــب الشيخ وحــــــــاول مرارا" وتكرارا" استنطـــاق الجن فلم ينطق وادعى أنه أخرس.
توقف الشيخ عن القراءه وقال هاتوها لي بكره.
أتوا بها أعاد محاولته مره وأخرى والمسكينه مهــــا تتعذب من الجن ومن الشيخ الذي يستفز الجن داخلها
قرأ عليه الكثير من آيات العذاب ولكن الجني الذي يعشقها لم يمتثل ولم يستسلم.
فهدده بالحـــــــــــرق فكانت هذه نقطة ضعفه الى أن استسلم الجني ولــــــــــــــــــــكن
أراد الخروج من عــــــــين مها فرفض الشيخ لأنه لوخرج من عينها سوف تصبح عمياء
فقال الجني مع أذنها فرفض لأنه سوف يفقدها السمع وطلب مع فمهــــــــا فرفض لأنه سوف تصبح خرسـاء
وبعد صراع مرير مع هذا الجني استطاع الشيخ اخراجه من اصبع رجلها اليسرى الصغيره
واسودت الصبع وماتت الحياه فقط في تلك الأصبع.
ورجعت الحيا ه من جديد الى مهـــا ورجعت ابتسامتها وحيويتها لها وتزوجت في الأخير وبعد رحيل الجن
العاشق بأبن خــــــــالتها ولم تنسى فضل الشيخ في انقاذها فقد عزمته على زواجها وأسمت ولدهـــا
بأسم الشيخ ( حسام ) وتزوره بين الفتره والأخرى.
وكانت هذه قصة مهـــــــا المريره مع هذا الجن .
انـتهـــــــــــــــــــــــــــت.