سائق جرافة جزائري رفض مواصلة أشغال الحفر
شركة أوروبية تكتشف أثار هياكل عظمية وتخربها بعين صالح
عثر منذ أيام على هيكل عظمي متحجر لحيوانات عملاقة وغريبة عاشت بالمنطقة منذ ألاف السنين، أثناء أشغال حفر بمشروع غاز بمنطقة تبعد عن المنطقة الصناعية حاسي مؤمن بحوالي45 كلم بعين صالح، فخلال عملية الحفر بواسطة جرافة تفطن سائقها الجزائري إلى وجود مجموعة من العظام غريبة وكبيرة الحجم، ليرفض مواصلة الأشغال رغم أوامر المسؤول الأجنبي بمواصلتها.
وبعد وصول المعلومة إلى المديرية الفرعية لحظيرة الأهڤار بعين صالح عن طريق نائب المجلس الشعبي الولائي بن عبد الحكم طلبت هذه الأخيرة من مسؤول الآثار بالشركة الأوروبية توقيف الأشغال فورا وهذا ما استجابت له .
والي إليزي وبعد علمه بالاكتشاف الأثري طلب من السلطات المحلية المعنية زيارة المكان فورا والتأكد من توقف الأشغال، وبتوسيع منطقة الحماية لهذه الآثار النادرة.
كما قررت مديرية حظيرة الأهڤار الوطنية إيفاد لجنة من المختصين بمديرية عين صالح للقيام بدراسة تقنية أولية للهيكل العظمي الذي تسلمته من أحد العاملين بالمشروع، الذي كان في عين في المكان لحظة الاكتشاف، علما أن الشركة الأوروبية واصلت أشغال الحفر غير مبالية بقيمة الكنز الأثري المكتشف، وهذا ما عرض بعض الآثار للردم والتخريب.
ورغم وجود اتفاقية بين الحظيرة وشركة بتروفاك المشرفة على المشروع، والتي تقضي بحماية الآثار بالمنطقة التي تشهد أشغالا، إلا أن الشركة الإيطالية ضربت بالاتفاقية عرض الحائط مما يعرضها لإجراءات وعقوبات صارمة من طرف الدوائر المعنية بحماية أثار المنطقة.
من جهة أخرى، قرر مسؤولو الحظيرة القيام بزيارة لمنطقة الاكتشاف للإطلاع على المزيد من الحقائق العملية من أجل اتخاذ التدابير الواجبة لحماية الآثار المكتشفة والتحري أكثر، مع تقديم طلب عن طريق وزارة الثقافة من أجل جلب أساتذة جامعيين مختصين في علم الآثار الحيواني للقيام بدراسة الآثار العظمية المكتشفة، والتي تبقى شاهدة على أن المنطقة عاشت فيها حيوانات عملاقة منذ ملايين السنين.
ومعلوم أن العديد من الدراسة تؤكد أن الصحراء كانت عبارة عن مجموعة من البحار، خاصة وأن رسومات لحيوانات منحوتة على الصخور وجدت بكل من جانت والأهڤار تؤكد هذه الحقائق العملية التي ظلت بعيدة عن اهتمامات العلماء الجزائريين.مصدر