العالم يبدأ احتفالاته بمرور 50عاماً على أول سوبر كمبيوتر
استغرق إختراعه أكثر من خمس سنوات بمجهودات أكثر من 300مهندس متخصص
استغرق إختراعه أكثر من خمس سنوات بمجهودات أكثر من 300مهندس متخصص
تقرير - م. أمان الخالد:
بدأت فكرة الجهاز في منتصف الخمسينات (1950م) ومع ذلك لم يتم الإعلان عنها قبل عام 1960وتم عقد أول صفقه لهذا الجهاز عام 1961م واستمر متربعا على عرش أقوى جهاز حاسب في التاريخ حتى العام 1964م، هذا هو باختصار تاريخ أول حاسب سوبر كمبيوتر في التاريخ اخترعته معامل شركة IBM المعروفة والتي بدأت هذا الأسبوع بعقد ندوات عن تاريخ الحاسبات من هذا النوع للتذكير بأهمية هذا الاختراع وتأثيراته المتتالية على صناعة الحاسبات المتطورة التي نعيشها قمتها في وقتنا الحالي أي بعد خمسين عاماً فقط.
ستريتش ماذا فعل بالتاريخ
استخدمت كلمة Supercomputer لأول مرة من قبل مجلة New York world عندما أشارت إلى حاجة العلماء المتخصصين في انظمة المحاكاة الخاصة بالطقس إلى أجهزة حاسوب عالية السرعة وذلك عام 1929م حيث كانت أي بي أم قد صنعت جهازا منظما قريبا من الحاسب يطلق عليه اسم Tabulator لجامعة كولومبيا وذلك لتنظيم عمليات الإحصاء للأعداد والبيانات الضخمة وهي تشبة إلى حد كبير قواعد البيانات، ومن ذلك الوقت نشأت فكرة إنتاج حاسب عالي السرعة للتطبيقات الصعبة التي تتطلب إجراء عمليات حسابية معقدة قد تأخذ عدة سنوات لو تم عملها بأجهزة الحاسب المتوفرة في ذلك الوقت، وفي عام 1950ظهر مشروع ضخم لمعامل الأشعة الووية التابعة لجامعة كليفورنيا الأمريكية بهدف الحصول على جهاز حاسب سريع جداً قادر على إجراء محاكاة ثلاثية الأبعاد للحركة الهيدروداينمكية ، وكان من المتوقع ان لا تزيد تكلفة إنشاء مثل هذا الجهاز عن 2.5مليار دولار، وإنحصرت المنافسة بين العملاقين في ذلك الوقت وهما UNIVAC وشركة IBM ولم تكن الأخيرة في الحقيقة مستعدة للدخول في هذه المنافسة في وقت بدأت ظهرت فيه الأفكار التقنية المختلفة لبناء مثل هذه الأجهزة الضخمة، ولهذا خسرت أي بي أم الصفقه لأنها في الحقيقة كانت تفكر في حاسوب أسرع بكثير مما يتطلبه هذا المشروع وفازت بها الأولى وكان المطلوب سرعة في حدود إثنين مليون أمر في الثانية(MIPS2)، بينما كانت تدرس أي بي ام فكرة انتاج جهاز بسرعة تقارب العشرة مليون أمر في الثانية، ومن هنا تم تشكيل فريق بأسم فريق ستريتش للقيام بالمهمة وذلك في عام 1955تقريباً، وفي بداية 1960تم إنتاج أول موديل من السلسلة الشهيرة IBM7030 والتي يعرفها جيداً كل العاملين على أجهزة الحاسبات الضخمة Main Frame ، وتم الكشف عنه فعلياً أول مرة عام 1960م وتم بيعه في أول صفقه بعدها بعام لمعامل لوس ألاموس في صفقة قيمتها أكثر من 13مليون دولار وأستمر الجهاز في الخدمة لما يقارب من عشر سنوات ولكن الحقيقة أن الشركة وفي نفس العام أضطرت إلى تخفيض سرعة الساعة إلى النصف تقريباً وهذا يشير إلى عجز المعالجات عن تنفيذ المهام بهذه السرعة وهكذا تم تخفيض السعر إلى النصف تقريباً وتعرضت الشركة للإحراج في ذلك الوقت ثم تم توقيف عرضة للبيع حيث لم يتم بيع سوى تسعة أجهزة فقط هي لمعامل لوس الاموس كما ذكرنا ووكالة الأمن القومي الامريكي ومعامل ليفرمور ومعامل الأسلحة النووية البريطاني، ومكتب الطقس الامريكي، وشركة ميتري والبحرية الامريكية، وعهد الطاقة النووية الفرنسي وأخير لشركة أي بي ام نفسها، وبالرغم من هذا الإخفاق فقد كان الجهاز نقلة نوعية في عالم الحاسبات وذلك لنظريات التقنية التي بني عليها والتي ماتزال تستخدمها أجهزة الحاسب حتى الآن، فمثلاً تقنية Standard Modular System transistor أستخدمت لاحقاً في معظم أجهزة الحاسبات الضخمة حتى الآن كما ان تقنيات Instruction pipelining. prefetch and decoding. and memory interleaving كانت الأساس للمعالجات الجديدة مثل البنتيوم ومعالجات محطات الألعاب التي تحتاج للسرعة العالية والتي يمكن تجميعها وصنع سوبركمبيوتر منهان كما ظهرت لأول مرة تقنيات الحماية وتقنية الثمية بيت bit byte8، ولهذا فإن الكثير من المؤرخين يعتبرون هذا الجهاز هو البداية الفعلية للسوبر كمبيوتر وليس الجهاز IBM701 والذي كان يعادل واحداً إلى 30من سرعة الجهاز IBM7030 حيث كانت الشركة تأمل بان تكون السرعة 100ضعف ولي مجرد 30ضعفاً لسرعة 701القديم.
المؤتمر يجمع الخبراء
في متحف تاريخ الحاسبات الخاص بشركة أي بي ام جمعت الشركة مرة أخرى خبراء ومهندسي الحاسب الذين ساهموا في بناء ذلك الجهاز العجيب وكان المنظر مدهشاً بالفعل حيث كان أكثر المهندسين في السبعينات من أعمارهم ويقول المهندس كلوسكي انه كان هناك اكثر من 40مهندساً لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عندما كان العمل على أشده أثناء اختراع ذلك الجهاز، واثنان فقط عمراهما في الاربعين، أما الإجتماع فقد كان فرصة لهؤلاء المهندسين لإسترجاع أحداث تلك الايام فقد كانت الشركة في مسيطرة على 70في المئة من سوق الحاسبات و 90في المئة من سوق أجهزة التخريم التي كانت تستخدم للبرمجة، وكانت تتعرض في نفس الوقت لقضايا من وزارة العدل تتعلق بعدم الثقة والاحتكار وغيرها والتي حلتها أي بي ام بصعوبة وكانت حيث الشباب من المهندسين في ذلك الوقت وأصبحت ذكريات الآن، كما تذكروا أيضاً ذلك القرار المؤلم الخاص بإيقاف خط الإنتاج لهذا الجهاز والى الأبد، اما الفرحة الاكبر لهم فهو ظهور الجهاز IBM360 الذي سيطر كلياً على السوق لعدة سنوات.