الطفل محمد يحتضن صور شهداء ثورة يناير بعد
موته.... رسم مصر على هيئة سيدة تحمل أبناءها الشهداء خالد سعيد وعماد
عفت... وكتب بجوارهما "شهداء يناير أحياء عند ربهم يرزقون" الأحد، 18 نوفمبر 2012 - 14:01
مصابو حادث قطار أسيوط
محمود سعد الدين -تصوير محمود حفناوى
كل حالات الوفاة فى حادث اصطدام أتوبيس المعهد الأزهرى بقطار
منفلوط كانت فى الحال وقت الاصطدام، ونقل الأهالى كل جثامين الضحايا إلى
مستشفى منفلوط العام تمهيدا لاستخراج تصاريح بالوفاة.
18 طفلا فقط من بين 72 طفلا تم نقلهم إلى مستشفى أسيوط الجامعى كمحاولة
لإنقاذهم بينهم 10 أطفال تم إجراء تدخل جراحى سريع لهم وطفل أجريت له عملية
جراحة ميكروسكوبية بسبب بتر يده.
من بين الـ18 طفلا، يرقد 17 طفلا فى الطابق الأرضى بالمستشفى بينما فارق
طفل واحد فقط الحياة ويدعى محمد، غير أن حادثة وفاته قصة إنسانية تعكس رقة
وخيال طفل صغير يحلم بمستقبل أفضل بعد ثور 25 يناير.
يقول الدكتور مصطفى أحد الأطباء بقسم الطوارئ: "مع بداية توافد سيارات
الإسعاف استقبلت طفلا تبدو من ملامح وجهه البراءة وكان يعانى من كسور فى
مناطق مختلفة بالجسم وإصابة قوية فى المخ، فحاولت أن أسعفه طبيا، وبالفعل
توجهنا سريعا لإحدى الغرف المخصصة لعلاج الحالات الحرجة وبدأنا فى التعامل
معه، غير أنه كان يمسك فى يده كراسة رسم ويضمها إلى صدره، فحاولت أن أبعد
كراسة الرسم قليلا لكى أستطيع إسعافه غير أنه رفض وتمسك بها بكل قوة رغم
أنه فاقد لأى قوة أو عزيمة وهو الأمر الذى أصابنى بصدمة وجعلنى أتوقف قليلا
عند هذا المشهد.
يضيف الدكتور مصطفى: حاولت مرة ثانية لأنه كان لابد من إبعاد كراسة الرسم،
غير أن الطفل محمد كان يرفض، واستمر فى ذلك لمدة دقائق انتهت معها حياته
نظرا للإصابة القوية برأسه التى نتج عنها تهتك فى المخ.
يقول الدكتور مصطفى: بعد التأكد من وفاة محمد أزلت كراسة الرسم من يديه
وفتحتها فقرأت اسمه بالكامل وبدأت أفتحها فوجدته يرسم صورا مختلفة لشهداء
ثورة يناير، وتحت كل صورة يكتب اسم الشهيد فى نهاية الصفحة كتب بالقلم
الرصاص " شهداء يناير أحياء عند ربهم يرزقون".
يصف الدكتور مصطفى رسم الطفل محمد قائلا: لقد رسم مصر على هيئة سيدة وتحمل
شهداءها ورسم الطفل محمد شهداء مثل خالد سعيد والشيخ عماد عفت" فى مشهد
بالغ التأثير.
المصدر
انا لله و انا اليه راجعون ---- ولا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم