بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر بشأن برنامج إيران النووي الذي يخشى الغرب
من أن يكون هدفه إنتاج قنابل نووية وهو ما تنفيه إيران، وفي الوقت الذي
أعلنت فيه طهران عن نجاحها في إطلاق صواريخ سجيل 2 متوسطة المدى قبل
يومين، تكشف اليوم مجلة "التايم" الأميركية عن أن البنتاغون يتحضر في هذه
الأثناء لمواجهة هجوم صاروخي من جانب إيران.
وتشير في الوقت ذاته أيضاً إلى أن اختبار منصات الاعتراض الصاروخية التي
تعتزم أميركا القيام به الشهر المقبل، لا يرمي إلى مواجهة خطر صواريخ سجيل
-2 متوسطة المدى، وإنما لمواجهة التهديد الأكبر الخاص بصواريخ إيران
الباليستية العابرة للقارات (التي سيتم تدشين نماذج وهمية منها للعبور من
فوق المحيط الهادئ باتجاه أميركا خلال هذا الاختبار)، على الرغم من
استبعاد إدارة أوباما وقوع مثل هذا الخطر في المستقبل القريب.
وتشير المجلة في ذات السياق إلى أن الاختبار الذي تعتزم واشنطن القيام به
الشهر المقبل، لن يهدف فقط إلى مواجهة ذلك التهديد الذي يبدو أقل إلحاحا،
بل سيتضمن أيضاً على تحديات تقنية أشد وطأة. فالإقدام على تدمير صاروخ
كوري شمالي - وفقاً للمجلة - يقضي باستهدافه أثناء تحركه بصورة سريعة من
اليسار إلى اليمين عبر مجال رؤية إحدى المنصات.
كما تكشف المجلة عن أن مواقع الصواريخ الإيرانية ومنصات الاعتراض
الأميركية تتطلب قدرًا أكبر من التصادم الذي يقع وجهاً لوجه، ما يعني أن
السرعة النهائية لكلا المقذوفتين ستكون أسرع مما كانت عليه في السابق: حيث
ستقترب من 18 ألف ميل في الساعة، مقارنة ً بـ 15 ألف في التدريبات السابقة.
وفي هذا الشأن، تلفت المجلة لما قاله الجنرال باتريك اورايلي، المسؤول عن
النظام الدفاعي الصاروخي الأميركي خلال تجمع لمسؤولين من وزارة الدفاع يوم
الاثنين الماضي، عن أن مستوى التحديات سيتزايد أمامهم، عندما يضطرون
لمواجهة الصواريخ وجها ً لوجه بدلا ً من مواجهتها من الجنب. وطبقا ً
للمعلومات التي أوردتها المجلة، فإنه من المتوقع أن يشهد الاختبار إطلاق
صاروخاً اعتراضياً من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا لمهاجمة صاروخ
إيراني وهمي، يتم إطلاقه من جزر مارشال.
هذا وتمتلك الولايات المتحدة الآن 23 قاعدة اعتراض صاروخية أرضية في
ألاسكا، وكاليفورنيا، ومن الممكن أن يتم استخدامها ضد الصواريخ التي يتم
إطلاقها – بصورة فعلية – من كوريا الشمالية أو إيران.
وتُذكِّر المجلة في هذا السياق بما سبق وأن قاله اورايلي أمام الكونغرس في
أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "إن بمقدورهم الذهاب في كلا الاتجاهين. فإذا
نظرت إلى الكرة الأرضية من القطب الشمالي، ستجد أن الجزء الأقرب من
الولايات المتحدة لإيران هو ألاسكا". وتابع حديثه بالإشارة إلى أن واشنطن
تمتلك طرقا ً أخرى لتدمير مثل هذه الأسلحة، بما في ذلك مهاجمتها أثناء
الفترة التي تُستغرق لإطلاقها، وتستمر على مدار عدة أيام.
وتنوه المجلة أيضًا لما قاله الجنرال جيمس كارترايت، نائب رئيس هيئة
الأركان المشتركة، عن أن جميع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات
المرتبطة الآن بكوريا الشمالية وإيران يتم إطلاقها من فوق منصات. كما يمكن
مشاهدتها بكل وضوح، إذ أنها مثبتة فوق الأرض، ويمكنك أن تتعقبها قبل
الإطلاق إن كانت لديك الرغبة في ذلك. نحن لا ندعم الخيار الذي يرمي إلى
احتمالية القيام بهجمات استباقية، لكن المسألة مرتبطة هنا بقدرات مادية
نمتلكها".
وفي الختام، تلفت المجلة إلى ذلك التقرير الذي نشرته صحيفة التايمز
اللندنية الأسبوع الماضي، واستند على وثائق استخباراتية سرية تحصلت عليها
من وكالات الاستخبارات الأجنبية، وكشفت عن أن إيران تعكف الآن على تطوير