5-
اللواء طيار احمد ابو شهبه – احد ابطال الهليكوبتر مي 8التحقت بالكليه الجوية فى مارس عام 1964 وتخرجت فى يوليو 1967 ، بعد التخرج تم توزيعى على المقاتلات وكنت مرشح للتدريس بالكليه ، ثم انهيت فرقه مقاتلات على لميج-15ديول ( ثنائيه المقعد )، ولظرو صحيه تركت المقاتلات وانتقلت الى القاذفات اليوشن-28 فى ابوصوير وكنا 5 طيارين فى تلك الفرقه.وفي تلك الفتره حدث التصعيد من اخبار الحشود الاسرائيليه على الحدود السوريه ثم اعلان مصر المسانده لسوريا والحشد ورفع حاله الطوارئ للقوات المسلحه وتم ايقاف التدريب وتم تكليفنا بمهمه الدفاع السلبى وهو عباره عن اسعاف وانقاذ والايواء ، والدشم .وكنا نرى دشم المقاتلات والقاذفات عباره عن شكائر رملعلى شكل حرف يو وتدخل الطائرة من فتحتها ، وكان ذلك مخالف لما كان يعرف من دشم الخرسانيه ، وعندما سألنا عن الدشم الخرسانيه لحماية الطائرات قالوا لنا ن الميزانيه لا تسمح والموضوع مرفوض من القياده العليا .وفى يوم5يونيو صباحا شعرنا بصوت مقاتلات على ارتفاع منخفض جدا وبسرعات عاليه ،فى البدايه اعتقدنا انها مقاتلات ميج-21 تخترق حاجز الصوت ، ولكننا فوجئنا انها اسرائيليه فوق المطار وقاموا بضرب الممر الرئيسى والممرات الفرعيه والطائرت التى كانت على جانب الممر ، وشاهدت طائرات اليوشن وهى تضرب ، وكانت محمله بالوقود والذخائر ، ومن شدة انفجارها كانت ترتفع فالهواء بسبب انفجارات الذخيره التى بها ، وكانت تلك الطائره بها كابينه للطيار واخر للملاح واخر للمدفعجى .ثم بدأوا فى ضرب الهناجر وبرج المراقبه والممرات ثم جائت الموجه الثانيه ، ولكنها لم تجد شئ لتضربه فقد قامت الموجه الاولى بالمهمه كامله ولم تترك شئ .وكن حول المطار دفاع جوى عباره عن مدافع م/ط ولكنها كانت غير فعاله ونسبة اصابتها ومداها قليل .وكنت حتى تلك اللحظة على اقتناع كامل ان تلك الطائرات التى هاجمت المطار امريكيه وليست اسرائيليه ، وكانت تقارير المخابرات والاذاعه فى تلك الفتره تقول ان اسرائيل ليست لديها القدرة على مهاجمتنا بسبب قله الطائرات وعدد الطيارين ، وكان ذلك تقليل كبير من حجم القوة الاسرائيليه الحقيقه ووصل هذا الاقتناع الى كل الطيارين بالاسراب .فى اثناء الضرب اقلعت مقاتلتين ميج-21 من على الممر الفرعى وهم الحاله الاولىوكان منهم الطيار جورج طوسه اشتبك مع مقاتلات اسرائيليه واسقط احداها ثم تم ضربه وقفزفسقط على سور المطار ، فنقلناه الى مستشفى القصاصين وكانت المسافه ليست كبيره ولكن لسوء حاله الطريق كان يحدث اهتزاز مستمر وكان هذا يسبب الم كبير لجورج طوسه ولكنهكان سعيد جدا لأنه استطاع ان يسقط طائره اسرائيليه ، ثم جاءت اوامر بتجميع الطيارين فى فندق بالاسماعيليه،ثم بدأ بعد ذلك تأتى المخابرات والشرطه العسكريه تأخذ بعض الطيارين الذين قد تم اصلاح مطاراتهم للقيام بطلعات،ولكنها كانت طلعات فرديه ومنهم من لم يعد بعد ذلك.ثم بدأ بشكل مشدد تأمين الفندق واغلاق الطرق حوله لتأمينه .وبدأنا نسمع الاذاعات ونعرف حقيقه الامر من اننا قد تعرضنا لضربه قاسيه جدا ، وان الشحن الذى كن يحدث لنا ليس حقيقى .بعدها بدا توزيع لطيارين ، فتم توزيعى على مطار الماظه ، وبعدها جاء تنحى عبدالناصر ثم عدوله عن التنحى ، وخلال احداث تلك لفتره كان مازال لدينا روح معنويه مرتفعه ورغبهبالقتال،بعدها تم توزيععنا على الاسراب ولم نكنقد اكملنا فرقه اليوشن -28 .سمعنا ان هناك تخطيط لأنشاء اسراب هليكوبتر بشكل حقيقى ، اذ كان دورها قبل النكسه هو بالاحتفالات والاستعراضات والقاء الهدايا فقط ، وكنا نملك طائرات مى-1 ومى-4،لكن بعد النكسه حدث تحول كبير بالهلوجائت الينا المى-8 ومعها خبراء روس للأستفاده من امكانيات الطائره وكانت مسلحه ب 4 مستودعات صوراريخ كل بها 16 صواريخ كانت من طراز اس كى 1 واس كى 2ثم قمنا نحن بمصر بتركيبمدفع على الابواب .ثم بدانا فى توزيع الطائرات بين المطارات حتى لا يتم ضربها فكنا ننتقل من الماظه الى كوم اوشيموامبابه بحيث يصعب ضرب الطائرات..بدانا بالتدريب على الطائره بمصر وكان معنا خبراء روسوتم تشكيل الهليكوبتر على شكل فرقه وهى الفرقه119هل،وكانت مكونه من 3 الويةوكل لواء مكون من 3:4 اسراب وكل سرب مكون من 3:4 ارفف والرف مكون من 3 طائرات .واشتركنا فى عمليات الاستنزاف وكنا بشكل اساسى نقوم بأبرار القوات الخاصه بسيناء ومنها المجموعه 39قتالبشكل خاصحيث تقوم بنصب قواذف الكاتيوشا وضبطها بوقت معين تبدأ منه الضرب ، وكثير من تلك العمليات ، وبعضها تم الغاءه ، من ضمنها عمليه كنت بها وعندما عبرنا خليج السويس وعلى مشارف سيناء جاءنا امربالعوده بسبب اكتشاف الاسرائيليين للعمليه من خلال التصنت اللاسلكى ، وكانت عمليات الاستنزاف بشكل عام تتم ليلابعد انتهاء حرب الاستنزاف بدأ التدريب المركز على المى8 وخصوصا الطيران الليلى ، لأنها كانت لا تملك اجزة ملاحيه تساعدها للطيران ليلى وكنا نعتمد على الاتجاه والتوقيت ووصلنا الى مرحله النزول فى ارض لم تستطلع من قبل ليلا لعمل ابرار ، وذهب بعض زملائنا الىبعض الدول منها فرنسا للتدريب على طائرة تسمى فيرون ، تحت غطاء انهم طيارين ليبيين،وطلبوا من الفرنسيين التدريب عل الطيران الليلى ، ولكنهم رفضو ذلك لأن به نسبه عاليه من الاصابات وكانو يقولون لنا ان هناك دولتين مجانينهم من يتدربون على ذلك النوع هم مصر واسرائيل،لكن بشكل عام كان لدينا المى-6 والمى-8بالهليكوبتر ، لكن المى-8كانت العمود الفقري للهليكوبتر ، اذ كانت ذو مناورةعاليهبخلاف المى6والمى-8 تتوقف حمولتها على المدى الذى ستصل اليه ، مثلا اذا تم تحميلها ب 24فرد فسيقلل ذلك من كمية الوقود الذى ستحمله فكنا نقلل الحموله الى 8افراد للزياده فى المدى .وهناك طلعه لن انساها كانت فى عام1971،اذ كان لدينا بشكل دائم طائرتين مى-8 بالغردقه بغرض مقاومه اى ابرار يحدث على غرار الهجوم على شدوان ، وكان لدينا طاقمين هناك لم يتدربوا منذ فتره على الطيران اليلى وكنت قائد السرب بالانابه ومدرس ليلى ،وكان قائد الفرقه 119هل اللواء نبيل كامل قد حدد تعليمات محدده منها منع الهبوط الهل بجزيرة شدوان لانها عباره عن مجموعه من الجبال وصخور ، وبها مهبط بالجنوب لم ينزل به احد من قبل وحذرنا من الهبوط فيه .وعندما ذهبت الى الغردقه قمت بالطيران مع الاطقم ليومين ، وقبل ان اسافر بيوم واحد اتصل بى ليلا قائد منطقة البحر الاحمر العسكريه وقال لى ان هناك افراد بالجزية قد انفجر بسيارتهم لغم من مخلفات العدوان الاسرائيلي على الجزيره وبهم حالتين بأصابات خطيره ، وان لم ينقلو قبل الصباح سيموتون ، ومن ذوق وادب الرجل قال لى ان لديهنسخه من تعلمياتقائد الفرقه119 بعدم النزول بشدوان ، وأضاف (( ولكنى اخبرتك ان كان بأمكانك فعل شئ)) .وفى ذلك الموقف طغى على الشعور الانسانى فأتصلت بقائد المنطقه الجنوبيه الجويةمحمد عبدالرحمن وذكرت له ما حدث فقال لىافعل ما تراه صحيح ، فقلت له ان القمر مكتمل والرؤيه جيده ويمكننى ان اصل الى هناك ، وبالفعل فى خلال 20 دقيقه كنت قد انهيت المهمه واحضرت المصابين ، وهذه هى الطلعه الوحيده التى التى اخذت بها جواب شكر من قائدمنطقه البحر الاحمر ولفت نظر فى نفسالوقت من قائد القوات الجوية !!حرب اكتوبر اول مهمه انتحاريه :يوم 5 أكتوبر كان هناك سربان هيليكوبتر في الجنوب فصدرت الأوامر لمجموعة منا بالانتقال و التمركز في مطار الماظة فأحسسنا ان هناك شيئا ما.
في صباح يوم 6 اكتوبر – و كنت برتبة رائد طيار- اخبرونا بموعد الضربة الجوية و اعطوا كلا منا المهمة المطلوبة منه ، و كانت قد حدثت تنقلات للاسراب حسب المهام المطلوبة من كل سرب و اقترابه من الهدف المطلوب التعامل معه حتى يوفر الوقود.
كانت مهمة الهيليكوبتر ستبدأ الساعة الخامسة و النصف أي بعد الضربة الجوية بثلاث ساعات تقريبا مع غطاء جوي من الطائرات المقاتلة ، و لكن لظروف معينة نفذت الهيليكوبتر طلعتها بمفردها … و حققت بطولات.
و كان دوري تنفيذ طلعات خاصة جدا .. كنت أول يوم سأنقل مجموعة من قوات الصاعقة المدربة تدريبا عاليا جدا من مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعي – رحمه الله – لإنزالهم خلف خطوط العدو في عمق كبير و هم يعلمون جيدا أنه لا توجد قوات مصرية أخرى ستلحق بهم أو تعود إليهم حتى و إن حدث تطوير الهجوم.
كانوا سينزلون في جنوب العريش في منطقة اسمها “جبال بركة” و هو منطقة فيها كهوف و مغارات لتكون لديهم فرصة للاختباء عن عيون العدو … و كان دورهم الرئيسي استطلاع مبكر و تبليغ القيادة المصرية بتحركات العدو البرية من مدرعات و خلافه ..
و كذلك التبليغ عن خروج أي طائرات من مطار العريش حتى يكون لدى القيادة علم و تتصرف بناءا على ذلك.
كانت هناك مجموعة مزودة بأجهزة اتصال و طعام و شراب و كل ما يحتاجونه و كان معهم دليل عربي من البدو حتى يحدد لهم مكان الإنزال في منطقة الجبال و كانوا ينزلون لضرب العربات المدرعة و زرع الألغام ثم يعودون إلى الكهوف قبل الفجر و البقاء فيها خلال النهار ثم يكررون نفس الأعمال في الليل .. و كانت مهمتهم عبارة عن عملية انتحارية.
كانت التعليمات أن يقلع قبلي سرب هيليكوبتر و ينفذ إبرارا لقواتنا خلف خطوط العدو في منطقة “تمادا” ثم أقلع أنا وراء هذا السرب الساعة الخامسة و النصف تقريبا و أكمل إلى جنوب العريش.
أقلع هذا السرب في تشكيل من 9 طائرات و أنا وراءه بمسافة قليلة و قبل منطقة الإبرار لهذا السرب في تمادا بحوالي 15 كلم فوجئنا بطائرتين إسرائيليتين تضربان آخر طائرتي هيليكوبتر من تشكيلنا الذي أمامي لكن الحمد لله لم نصب لأننا كنا على ارتفاع منخفض ، و عندما رأيتهم بعيني أعطيت إنذارا لقائد التشكيل فتفرقت الطائرات الهيليكوبتر و تعامل كل طيار هيليكوبتر مع الطائرات المعادية بطريقته حتى لا تضربه.
هذه المناورات أضاعت حوالي 8 دقائق من وقت المهمة و كان معي خزان وقود احتياطي لأن مسافتي كانت أبعد من مسافة طائرات السرب التسعة فأكملت رحلتي و في طريقي شاهدت منظرا جميلا جدا لن انساه في حياتي ، وجدت 4 طائرات سوخوي مصرية تضرب موقع إسرائيلي و ينفذون ذلك في شكل دائرة رأسية، طائرة تضرب الموقع ثم ترتفع لأعلى عائدة إلى الخلف ثم تدخل خلفها الطائرة الثانية و تنفذ نفس الشيء و هكذا بالنسبة للطائرة الثالثة و الرابعة حتى اشتعلت النيران في الموقع كله و كانت الطائرات تنفذ ما يشبه دوران الساقية ، هذه الطائرات رفعت روحنا المعنوية جدا.
و قبل وصولي إلى منطقة الإبرار حل الظلام فكان لا بد أن ارتفع لأعلى لأنني مقبل على منطقة جبال ، و بمجرد أن ارتفعت ظهرت على الرادار المعادي و فوجئت بطائرات اعتراضية ألقت قنابل مضيئة في الجو لتحديد مكاني و محاولة ضربي ، و الحمد لله أفادتني هذه القنابل المضيئة حيث أضاءت المكان و عرفت أنني في بحيرة البردويل و عندما وصلت إلى منطقة الجبال ارتفعت قليلاو بدأت أبحث عن منطقة النزول و معي الدليل من بدو سيناء حتى وجدناها و تم إنزال المجموعة التي كانت معي بما معهم من صواريخ لضرب الطيران المعادي المنخفض و علمت بعد ذلك انهم ضربوا ضربوا طائرات إسرائيلية كانت في مطار العريش.
كانت مجموعة الصاعقة هذه متحمسة جدا و مدربة على أعلى مستوى و يعرفون قيمة المهمة التي سينفذونها و معنى الشهادة و يكفي أنهم كانوا يعلمون قبل هذه الطلعة أنه لن تصل إليهم أية مساعدات فكان اعتمادهم على الله تعالى أولا ثم على أنفسهم و تدريباتهم.
و عندما هاجمتنا الطائرات الاسرائيلية قبل وصولنا الى منطقة الجبال لم اشعر ان احدا منهم اهتز او اصابه الخوف بل كانوا كلهم إيمان و يعرفون أن العمر واحد و الرب واحد.
وصلنا إلى بركة جنوب العريش و في تقديري استغرقت هذه الرحلة ساعة و نصف و لم أشعر بالوقت لأننا كنا في مواجهة حقيقية و في منطقة لم تستطلع من قبل ، و لا نعرف ظروفها لكن الطلعة استغرقت وقتا طويلا لدرجة أنني عندما عدت إلى المطار وجدتهم قد شطبوا على طائرتي باعتبارها من الطائرات المفقودة.
في طريق عودتي كان لا بد من تغيير خط السر حتى لا أجد الطائرات المعادية في انتظاري فاتجهت عبر شمال سيناء إلى البحر المتوسط بمحاذاة الساحل على رأس البر ثم الدلتا ، و نتيجة المناورة و البحث عن مطنقة الجبال و الهروب من الطائرات المعادية استنفدت كمية كبيرة من الوقود و كان مفروضا أن أدخل عن طريق بورسعيد و لكن بسبب نفاد الوقود بالاضافة الى أن مدفعيتنا كانت تضرب من بورسعيد ضربا حرا فقد أكملت السير على البحر و عندما وجدت الوقود أوشك على النفاد تماما اتصلت بالمركز الرئيسي للعمليات لكن المفاجأة أن جميع المطارات أغلقت أجهزة اتصالاتها حتى لا تستطيع إسرائيل التقاط هذه الاتصالات ثم تنفذ أي ضربة معادية.
كما تم إغلاق كل الاجهزة الملاحية لم اجد امامي سوى الارتفاع لأعلى حتى التقطتني الرادارات المصرية و عرفوا أن هناك طائرة هيليكوبتر قادمة فتوقعوا أن تكون مصرية وفتحوا أجهزة الاتصال و تحدثت مع مطار المنصورة و كان أقرب المطارات لي و تم إضاءة الممر ، في هذا الوقت كانت الساعة حوالي الثامنة مساءا.
نزلت في المنصورة و اتصلت بالقيادة و باللواء نبيل كامل قائد الفرقة 119 أخبرته بنجاح المهمة لأطمئنه على رجال الصاعقة.
كانت هذه أول طلعة لي و كان معي في الطائرة زميل طيار و ملاح و طاقم مهندسين بالإصافة إلى المدفعجي المخصص للمدفع.
تقرر بعد ذلك تكرار هذه الطلعات الخاصة و إبرار قوات خاصة أخرى لنجاح الطلعة الاولى التي حققت ارتباكا في صفوف العدو.
في الطلعة الثانية كان الليل مقمرا و دخلت من وسط سيناء من طريق اسمه الطاسة – بالوظة و هو موازي للقناة بعد أن عبرت القناة و دخلت وسط سيناء كانت الساعة العاشرة مساءا تقريبا ، وجدت دبابات اسرائيلية مدرعة فأبلغت الرئاسة باللاسلكي و قررت انزال القوات التي معي اولا ثم ضرب هذه الدبابات في طريق عودتي.
اتفقت على ذلك مع الملاح المرافق و هو احمد ربيع ، فأعددنا الصواريخ استعدادا لضرب الدبابات بعد أن أنزلنا القوات التي معنا لكن الاسرائيلين شعروا بالطائرة و هي مقبلة عليهم عندما سمعوا صوتها و قبل أن نضرب النار عليهم و على مسافة 10 كلم فوجئنا بكثافة نيران و ضرب عشوائي منهم لحماية أنفسهم من كل الاتجاهات و بكافة الاسلحة الموجودة لديهم فاضررت لتغيير اتجاهي ناحية الشمال و ابتعدت عن نيرانهم و عندما عدت للنقطة الاولى لمحاولة ضربهم مرة اخرى اصابت طلقاتهم بطن الطائرة لكن الحمد لله لم تكن مؤثرة.
أكملنا العودة و نزلنا في مطار أبو صوير و كان قائد المطار اللواء جمال عفيفي الذي أحضر بطارية و بحث بنفسه عن الاصابات ببطن الطائرة.
طلعه انتحاريه اخري حصلت بسببها علي نجمه الشرف العسكريه حصلت على نجمة الشرف في حرب 73 عن مجموعة الطلعات التي نفذتها و من بينها طلعة خاصة جدا و كنت الطيار الوحيد الذي نزل بطائرته الهيليكوبتر لإمداد الجيش الثالث و هو محاصر فكانت هذه الطلعة مميزة لأن خطورتها عالية جدا و كان الطريق المخطط لكي اسلكه على ارتفاع عال جدا حوالي 2000 قدم و لكي اتفادي جبل عتاقة خاصة انني ليس في طائرتي رادار و لكي اصل للجيش الثالث بدون اجهزة ملاحية للمساعدة فان هذه العملية بها صعوبة كبيرة بالاضافة الى وجود طائرات اسرائيلية في الجو كانت تلقي قنابل مضيئة لتحديد مكاني و ضربي لكن الحمد لله نفذت المهمة بنجاح و توفيق من الله سبحانه و تعالى.
كانت هناك اصابات خطيرة في الجيش الثالث المحاصر تحتاج الى نقل دم و كانت مهمتي نقل كميات كبيرة من البلازما بالاضافة الى الطعام و المياه و مستلزمات القوات المحاصرة.
بعد ان نزلت في موقع الجيش الثالث استقبلني قائد الجيش الثالث ، استفسرت منه عن الاحوال فطمأنني و عرضت عليه ان آخذ جرحى معي للإسعاف بدلا من أن أعود بالطائرة بمفردي فرفض و قال ان الموجودين هنا بعضهم في حاجة لنقل دم فقط و البعض الاخر اصابته سطحية و لا داعي لنقلهم
لانهم لا يريدون ان يتركوا مواقعهم فقد كانت روحهم القتالية عالية جدا و قد حفروا آبارا لإخراج مياه للشرب و كان الطعام رغم قلته يكفيهم.في طريق عودتي قابلتني طائرة معادية و اطلقت علي نيرانها و اصابت طائرتي لكنها اصابة خفيفة كانت بعيدة عن خزان الوقود و المروحة و اكملت رحلت العودة في شكل خط متعرج “زجزاج” و ليس في خط مستقيم حتى لا اكون هدفا سهلا للطائرات الاسرائيلية.
المصدر
http://group73historians.com/%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%a1-%d8%b7%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%87%d8%a8%d9%87-%d8%a7%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84/