صدق
أو لا تصدق, أن البدلة الذكية لجندي القرن الواحد والعشرين والتي استعان
بها الجيش الأمريكي, والباراشوت الذكي للقوات الجوية الأمريكية اخترعها
عالم مصري.
إنه الدكتور محمود الشريف, أحد الطيور المصرية النابغة المهاجرة, خريج كلية
الهندسة جامعة القاهرة عام1967, وحاليا رئيس مركز البحوث المتطورة وأستاذ
المواد والإليكترونيات والكمبيوتر بجامعتي بنسلفانيا ودريكسل،استعان به
الجيش الأمريكي وسلاح القوات الجوية الأمريكية عدة مرات لحل عدد من
المشكلات باستخدام الألياف الضوئية للاستشعار
'الأهرام' التقت الدكتور محمود الشريف, الذي تحدث عن أهم ابتكاراته فيقول:
مشروع البدلة الذكية لجنود القرن الواحد والعشرين هو أحد أهم المشاريع
التي نفذتها علي مدار5 سنوات مع الجيش الأمريكي بتكلفة8 ملايين دولار
وبالتعاون مع3 جامعات من بينها جامعة دريكسل التي كنت أمثلها بهدف الوصول
الي تصميم بدلة عسكرية للقرن الواحد والعشرين, حيث كنت قائما علي الجزء
الخاص بوضع شبكة الأعصاب في البدله العسكرية والتي تعمل علي استشعار
الغازات السامة والتعرف علي الغازات والميكروبات الضارة بصحة الجندي في حقل
المعركة فترسل إشارات إلي مركز القيادة أوتوماتيكيا دون أن يتدخل الجندي.
ولقد تكفلت فرق بحثية أخري من جامعة' نورث كارولينا' باختيار الأقمشة
بمواصفات معينة لضمان سهولة الحركة وخفتها, أما جامعة' أكون' فكانت مختصة
بعمل طبقات الحماية علي الزي العسكري لتكون مضادة للماء والحريق أيضا.
وطورنا هذا الاختراع بعد ذلك ليرصد صحة الجندي في حالة إصابته والتوقع
بخطورة الإصابة فيرسل رسالة أوتوماتيكية في أقل من الثانية إلي مراكز
القيادة.
أما ابتكاره الثاني, الذي يحدثنا عنه هو' الباراشوت الذكي', والذي يعد من
أهم ابتكاراته التي استعان بها الجيش الأمريكي لحل مشكلة الباراشوت الذي
يستخدم اليوم في حمل الإنسان والدبابات والأسلحة الثقيلة أيضا التي يصل
وزنها إلي20 طنا. يقول د. الشريف: كانت المشكلة التي تواجههم أن وزن مظلة
الباراشوت أصبح ثقيلا وينبغي أن يكون مرنا من الناحية التكتيكية, وقالوا
إنهم لا يعرفون القوي المؤثرة الحقيقية في فتح الباراشوت, ففكرت في وضع
وسائل الاستشعار الضوئية في أقمشة الباراشوت والخيوط التي تربطه. وبدأت
أطور جسم الباراشوت ليمكن استخدامه كجهاز استشعار وتوجيه عن بعد كما يمكن
عبر البراشوت الجديد رصد إن كانت هناك إشعاعات نووية أو بيو كيميائية
موجودة في منطقة الحرب والحصول علي هذه المعلومات الكترونيا ونقلها إلي غرف
التحكم والمراقبة.
العالم المصري الدكتور محمود الشريف, يؤكد لنا أيضا أن جامعة دريكسل
استعانت به عام1990 لحل مشكلة كانت تواجه القوات الجوية الأمريكية, وبناء
عليه كتبت ورقة بحثية لحل هذا الموضوع باستخدام الألياف البصرية للاستشعار,
حيث كان الأمريكان قد بدأوا آنذاك في صنع الطائرات من المواد الكربونية
البلاستيكية المقواة بدلا من المعادن, مما يوفر في وزن الطائرة كثيرا,
علاوة علي أن له مميزات أخري, لكن المشكلة أنه كانت تحدث شروخا في جسم
الطائرة ولا يعرفون كيف يتنبأون بالضعف في أي جزء من جسم الطائرة المصنع
بهذه المادة, فقدمت البحث الذي ذكرت فيه أنه يمكن وضع وسائل استشعار من
الخيوط الضوئية التي تماثل حجم شعرة الرأس, وحولتها من كابل يحمل الضوء من
مكان لآخر إلي جهاز يقوم بوظائف معينة في مساحة لا تزيد عن خمس ملليمتر,
وبناء عليه يمكن أن تنتشر هذه الخيوط في جسم الطائرة مثل أعصاب جسم
الإنسان, وبالتالي تقوم برصد كل شيء داخل جسم الطائرة.
الجدير ذكره أن العالم المصري الدكتور محمود الشريف, التحق بعد تخرجه
ضابطا متخصصا بالقوات المسلحة حتي حرب اكتوبر.1973 وفي عام1981, ابتعث
العالم محمود الشريف الي الولايات المتحدة للحصول علي الماجستير عن دراسته'
للشاشات المسطحة' ثم الدكتوراه في استخدامات الليزر والألياف الضوئية. وفي
عام1987 عاد إلي مصر وعمل في سلاح الدفاع الجوي عميدا للتعليم الهندسي
بكلية الدفاع الجوي, إلي أن أحيل للتقاعد بعدها بعامين ليعود الي الولايات
المتحدة باحثا ومبتكرا...ويبقي السؤال متي تستفيد مصر من طيورها المهاجرة؟
المصدر
http://www.ahram.org.eg/Science-Technology/News/184788.aspx