أسهمت
التكنولوجيا الحديثة في توسع معايير و مفاهيم القدرة الجوية والتقنيات
المستخدمة في تحقيق وفرض السيادة الجوية والتفوق الجوي على كافة النواحي
التكتيكية و العملياتية والإستراتيجية وشكلت المقاتلات عبر عقود من الزمن
تاريخاً عريقاً في ذلك واستطاعت أن تفرض نفسها كمحور رئيسي تتمركز عليه
القدرة الجوية لبلد ما، وإن كانت السنوات الأخيرة قد شهدت نقلة نوعية في
مجال صناعة الطائرات المسيرة UAV وتعدد أنواعها وقدراتها العملياتية
والقتالية ، الأمر الذي دفع إلى التساؤل عن مستقبل احتمالها كبدائل
للطائرات المأهولة ، إلا أن صناعة المقاتلات تشهد منافسة قوية في مجال
ابتكار الجديد وتطوير القديم منها ويتوقع أن يصل معدل إنتاج المقاتلات إلى
400 مقاتلة سنوياً بحلول العام 2015 .
ففي الوقت الذي أثبتت المقاتلات نفسها كسلاح فعال ذو كفاءة قتالية و
عملياتية عالية وأدوار متعددة من كافة جوانب المسرح العملياتي اتسعت دائرة
المنافسة بين كبريات الشركات العالمية في تسخير التكنولوجيا الحديثة لتطوير
القديم وابتكار الأحدث والأحدث وصولاً إلى تصنيع مقاتلات متقدمة متعددة
الأدوار لم تكن في الحسبان منذ عقود ، وخلال هذا العام بدأت الصين وروسيا
اختبارات ما يعرف بمقاتلات الجيل الخامس ( FGAF ) ( Fifth Generation
Aircraft Fighter ) تنظم بذلك إلى أمريكا مشكلين بذلك مجموعة النخبة في
مجالات تقنيات التحفي والتفوق الجوي .
كما أن التوجهات الحديثة لا تقتصر فقط كما أشرنا إلى ابتكار أنماط
جديدة من الطائرات القتالية Combat Aircraft بل إلى تسخير التكنولوجيا في
الحفاظ على الأنواع القديمة وتعزيز دورها وكفاءتها العملياتية والقتالية
ولا تزال البعض من المقاتلات التي تقوم بها الشركات المهمة بهذا المجال على
سبيل المثال مقاتلات Mig-21 الروسية والتي حلقت منذ العام 1956 من خلال
برنامج التحديث التي قامت به شركة ميج MiG ـ RAC إلى طراز MiG -21-93
(9.6 طن ) لا تزال تعد سلاحاً جوياً فعالاً مع القوات الجوية الهندية والتي
تطلق عليها اسم Bison .