أكد مسؤول عسكري أميركي رفيع أن الإدارة الأميركية وأجهزة الاستخبارات الغربية على اطلاع تام على غالبية البرامج العسكرية الإيرانية حتى التي يُعلن عنها حديثا من قبل طهران، وهي لا تشكل تهديدا يؤثر على موازين القوى الحالي بين إيران والولايات المتحدة.
"إيران ليست بعملاق يبلغ طوله عشرة أقدام ولا حتى أربعة أقدام،" قال المسؤول العسكري الذي آثر عدم كشف اسمه. "لا يزال هناك فارق كبير جدا في ميزان القوى لصالح أميركا، وسيزداد هذا الفارق بشكل هائل إذا ما أضيفت قوى حلفاء أميركا إلى المعادلة."
وتعليقا على ما بثته وسائل إعلام إيرانية مؤخرا عن بدء تصنيع أسلحة جديدة، أشار إلى أن غالبية تلك الأسلحة هي نسخ معدلة عن أسلحة صينية وكورية شمالية وروسية، تعود لحقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، يعاد تجميعها أو تصنيعها في إيران تحت أسماء جديدة.
ويلفت المراقبون إلى أن الولايات المتحدة تقوم منذ سنوات بإعادة ترتيب أولوياتها من ناحية التسلح، لتركّز على طبيعة التحديات والحروب التي ستواجه قواتها خلال الجزء الأول من القرن الحالي.
فمعظم الدراسات العسكرية الأميركية تشير إلى أن الحروب التي قد تدخلها أميركا خلال العقد الحالي والقادم ستكون مع ما تسميه "قوى مارقة"، تستخدم أساليب حرب العصابات الاستنزافية لإنهاك الولايات المتحدة وقلب الرأي العام فيها ضد حكامها.
وعليه تم الإيعاز خلال التسعينيات ومطلع القرن الحالي لشركات السلاح الغربية، والأميركية تحديدا، بتطوير أنظمة مخصصة لمواجهة الأسلحة التي يستخدمها أعداء أميركا لضرب جنودها واستنزاف قواتها حيثما وجدوا في مهمات خارجية.
وشكلت فترة الاحتلال الأميركي للعراق حقل تجارب أظهرت لمصنّعي الأنظمة العسكرية الغربية مناطق الضعف وكيفية التغلب عليها.
وتظهر الأنظمة العسكرية التي دخلت مؤخرا وتدخل حاليا الخدمة في تشكيلات القوات الأميركية وحلفائها، أن التحضير يجري للتعامل مع حرب عصابات برا وبحرا.
فعلى سبيل المثال، يستبدل الجيش الأميركي آليات النقل طراز هامفي الخفيفة التصفيح بعربات تكتيكية خفيفة متعددة المهام (JLTV) تصنيع شركة لوكهيد مارتن، وهي آليات مصفحة ضد الألغام والعبوات الناسفة التي توضع على جوانب الطرق، وهو التكتيك الأمثل للمقاتلين في العراق وأفغانستان الذي أودى بحياة العديد من الجنود.
كما طورت الشركة ذاتها أنظمة استشعار ومراقبة تمكن القوات العاملة في بيئة عدائية من مراقبة تحركات الخصم من مسافات بعيدة، من أجل استباقها بضربات قاضية.
وبعد أن طورت الشركات الأميركية أنظمة مضادة للصواريخ البالستية، عمدت إلى تطوير منظومات مضادة للصواريخ الأصغر حجما، مثل الغراد والكاتيوشا والقسام وحتى قذائف الهاون، وهي جميعها من الأسلحة التي استخدمت وتستخدم بنجاح ضد القوات الأميركية وحلفائها في أماكن عدة.
ولا تعتبر منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ والأهداف الصغيرة وحيدة من نوعها، بل إن عددا من الشركات الغربية تطور أنظمة مشابهة.
وتعمل شركة لوكهيد مارتن على تطوير منظومة EAPS وهي عبارة عن صواريخ يبلغ طولها 60 سنتم، تستطيع حماية مدن أو منشآت عسكرية من هجمات بالصواريخ ومدافع الهاون.
ويكمن الفرق الأساسي بين هذه المنظومة وتلك التي تستخدمها إسرائيل في مستوى الدقة والكلفة، بحيث يكلف الصاروخ الأميركي 15 الف دولار في حين يزيد سعر صاروخ القبة الحديدية عن الخمسين ألف دولار.
وطورت شركات غربية خلال السنوات الماضية مجموعة أسلحة وأنظمة دفاعية، مخصصة لمواجهة خطر هجمات زوارق سريعة مسلحة ضد فرقاطات ومدمرات وحاملات طائرات.
وحسب مسؤول غربي، فإن عملية تسليح القطع الحربية في أميركا وغيرها من الدول بدأت منذ أكثر من خمس سنوات لمواجهة سيناريوهات هجمات من قبل مجموعات من الزوارق الصغيرة السريعة، والتي تعتمد عليها البحرية الإيرانية بشكل أساسي.
وعليه، فإن القيادة العسكرية الأميركية تطور قدراتها وتستعد منذ سنوات للحروب التي ستواجهها، إما ضد إيران أو قوى أخرى، بهدف تحقيق حسم سريع وتجنب الانزلاق إلى حرب استنزاف لا تستطيع أنظمة ديمقراطية الفوز فيها.
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=27705&cat=9