روسيا تصمم نسخة معدلة من الكورنيت المضاد للدباباتصمم المكتب الهندسي لصناعة الأجهزة في مدينة
تولا أحدث تعديل لنظام صاروخي مضاد للدبابات من طراز كورنيت قادراً على
ملاحقة وتدمير الدبابات بشكل تلقائي وهذا النظام يشبه إلى حد كبير نظام
"جوالين" الأمريكي و"سبايك" الإسرائيلي، مع إن الـ "كورنيت" الروسي بإمكانه
تتبع حركة الدبابات تلقائياً وسيكون منافساً للمنظومة الأمريكية.
جدير
بالذكر أن منظومة الصواريخ الصاروخية المضادة للدبابات كانت تدار يدوياً
حتى وقتنا هذا وكانت تحتاج إلى تصليح دائم للموجه عن طريق عصا التحكم
الموجودة على لوحة الإطلاق أما النظام الجديد فهو يعمل حسب يعمل "أطلق
وانسى" ولكن بفارق واحد وهو أن المشغل بإمكانه تصحيح المسار إذا لزم الأمر.
ولكن
في الوقت نفسه فإن وزارة الدفاع الروسية تشكك في هذا التصميم معتبرة إياه
قديماً وقد عفا عنه الزمن. وكما أوضح أحد ضباط القوات البحرية لصحيفة
إيزفيستيا وهو مطلع على نظام كورنيت الجديد قائلاً: "لا يحلق الصاروخ
تلقائياً كما هو الحال مع الأمريكيين ولكن يتم التحكم به من منصة الإطلاق،
أي أنا هذا النظام لا ينتمي إلى الجيل الثالث وإنما يكون تصنيفه من الجيل
الثاني المعدل. أي أن الصاروخ يتم التحكم به عن طريق منصة الإطلاق بدلاً من
المشغل وهذا لا يغير كثيراً في الأمور لأنه يمكن تدمير المنصة وسوف حينئذ
يسقط الصاروخ".
ولكن من جهة أخرى يوضح المصممون بأنهم قاموا بتصميم النظام التلقائي ليس على الصاروخ وإنما على منصة الإطلاق.
فعلى
سبيل المثال يشير أحد مصممي منظومة كورنيت قائلاً: "إذا افترضا أن هناك
ثلاثة دبابات تسير في أرض المعركة وقد تم إصابة إحداها، ففي هذه الأثناء
ينشب حريق في هذه الدبابة وتتحول إلى مصدر قوي للحرارة. ولهذا فإن الصواريخ
التالية التي تحمل رؤوس حرارية كالتي في أنظمة "جوالين" الأمريكية سوف
تتوجه إلى هذا المصدر الحراري وفي هذه الحالة لا يمكن للمشغل التحكم
بالصاروخ في حين أن المنظومة الروسية تضرب الهدف المطلوب وفقاً للمهمة
الموكلة إليه".
بالإضافة إلى أن النظام
التلقائي المثبت في الرؤوس الأمريكية والإسرائيلية يبلغ تكلفته 90% من قيمة
الصاروخ وهو عرضة للتدمير مع وقوع الصاروخ نفسه، أما في حالة منظومة
كورنيت فإن النظام التلقائي يبقى على منصة الإقلاع ولهذا فإن النموذج
الروسي أرخص من الأمريكي والإسرائيلي. ويضيف المصمم قائلاً: "يبلغ ثمن
الصواريخ الأمريكية والإسرائيلية نحو 120 ألف دولار للصاروخ الواحد أما
الصاروخ الروسي فهو أرخص بست إلى سبع مرات".
فعلى
وجه الخصوص نلاحظ أن النظام الجديد قادر على تدير ليس فقط الدبابات
والعربات المدرعة ولكن أيضاً المروحيات والطائرات التي تحلق على ارتفاع بضع
مئات من الأمتار. يشار إلى أنه تم تصميم منصات إطلاق محمولة وأخرى يتم
تثبيتها على العربات المدرعة.
وقد صرح الخبير
العسكري المستقل فيتشسلاف تسيليوكا في مقابلة مع صحيفة إيزفيستيا أن
الشركات المصنعة الغربية تضع اللمسات الأخيرة على الصواريخ ذات الرؤوس
الموجهة تلقائياً مع تثبيت نظام تحكم عن بعد.
ويتابع
تسيليوكا حديثه قائلاً: " أظهرت تجربة العراق ولبنان وأفغانستان أن
الصواريخ المضادة للدبابات تصيب في أكثر الأحيان المنازل وبعض المناطق
الملتهبة بدلاً من إصابة الدبابات، مع العلم أن الرؤوس الموجهة تلقائياً لا
تفي بالغرض لأنها لا ترى الأهداف، ولهذا تم تجهيز منظومة جوالين وسبايك
بمركز قيادة لكي يتمكن المشغل من تحديد واختيار الأهداف بحرية وبشكل مستقل
عن الرؤوس الموجهة تلقائياً.
لا يستبعد
الخبراء العسكريين أن "كورنيت" سيكون سلاحاً انتقالياً يمهد لظهور صواريخ
مضادة للدبابات ذات توجيه تلقائي. وفي هذا الصدد يؤكد الأخصائيون أن
المنظومة الجديدة يجب ضمها إلى القوات المسلحة وهذا نموذج انتقالي لمرحلة
ما قبل الجيل الثالث، وحتى ذلك الحين ستحل هذه المنظومة محل الأنظمة
القديمة من الجيل الثاني من طراز "ميتيس" و"فاغوت" و"كورنيت".
يشار
إلى أن جوالين الأمريكية التي صممت في بداية التسعينات من القرن الماضي
والتي اعتمدت في سلاح القوات الأمريكية عام 1996 هي عبارة عن منظومة من
الجيل الثالث، مع العلم أن هذه المنظومة الأمريكية تم استخدامها بشكل فعال
في العراق وأفغانستان، وهذه المنظومة موجودة في خدمة أكثر من 10 دول من
بلدان العالم.
المصدر