تحولت ارتيريا الى ساحة للتخاصم بين إسرائيل ولإيران.فقد بدأت إسرائيل
بنشر المزيد من القوات في الجزر الإريترية في البحر الأحمر وفي المناطق
الجبلية في البلاد .ويعتقد بأن إسرائيل ستقوم بمراقبة إيران في هذه البلاد .
ووفقاً لبيانات شركة "Stratfor " للاستخبارات
التحليلية الأمريكية إن اريتريا أصبحت ساحة لنشاطات كل من إيران وإسرائيل.
حيث يحاول البلدان زيادة نفوذهما في هذه الدولة من القرن الإفريقي التي
تملك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وورد في أحد تقارير الشركة أن اريتريا
تحولت إلى منطقة أخرى للتنافس بين إيران وإسرائيل بسماحها للنشاطات
العسكرية على أراضيها.
وتفيد مصارد دبلوماسية
وصحفية للشركة أن الوجود الإسرائيلي في اريتريا هادف وفعال ويتضمن جمع
المعلومات الاستخبارتية في البحر الأحمر ورصد تحركات إيران. ووفقاً لتقارير
صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية إن مصادر مختلفة تعتبر الوجود
الإسرائيلي في اريتريا ليس هاماً عددياً ولكنه يملك قدراً كبيراً من
الأهمية.
ويعتقد أن اريتريا بدأت بالتعاون مع
إسرائيل بسبب مشاكلها الناتجة عن وضعها الجيوسياسي. فإن التهديد الرئيسي
لأمن اريتريا ينبع من إثيوبيا المجاورة والتي تملك علاقات دبلوماسية مع
إسرائيل أيضاً. فقد حصلت اريتريا على استقلالها عن إثيوبيا في عام 1991،
ومنذ ذلك الحين مازال البلدان في صراع مستمر. وكانت اريتريا قد خسرت الحرب
في الفترة ما بين 1998-2000 التي أودت بحياة ما لا يقل عن 70 ألف شخص،
ومازالت التوترات قائمة على الحدود بين البلدين.
وتواجه
اريتريا صعوبات أخرى بسبب دعمها للإسلاميين في الصومال، إذ يتهمها الغرب
بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وقمع المعارضة السياسية.
فقد
ورد في التقرير أن اريتريا تريد استخدام إسرائيل للتأثير على الولايات
المتحدة التي تعتبر حليفة لإسرائيل وإثيوبيا في القرارات المتعلقة باريتريا
التي تتخذ في الساحة الدولية. كما تريد تحسين قدراتها الدفاعية الجوية ضد
أي هجوم محتمل من إثيوبيا. بالإضافة إلى ذلك فإن التعاون مع إسرائيل يساعد
اريتريا على تحقيق التوازن في العلاقات المعقدة مع إيران.
ومن ناحية أخرى فإن إيران مهتمة بتعزيز مكانتها
في اريتريا، وبذلك تصطدم مصالحها مع مصالح إسرائيل. وقد أشارت الشركة في
تقريرها إلى أن إيران وقعت اتفاقية مع ارتيريا بشأن وجودها العسكري في
ميناء "عصب" الذي يعتبر مركزاً للتجارة البحرية لإثيوبيا التي لا تملك
منفذاً إلى البحر. وحصلت اريتريا على الدعم العسكري والمالي من طهران.
ويعتقد محللو شركة "Stratfor " أن الهدف الأساسي الذي يكمن خلف أنشطة إيران
في اريتريا هو السيطرة على مضيق باب المندب المنفذ الجنوبي للبحر الاحمر.
وهناك
دول أخرى مثل قطر والمملكة العربية السعودية ومصر التي تملك مصالحها
الخاصة في هذه البلاد، ولكن المنافسة الرئيسية هنا بين إسرائيل وإيران. ومن
المتوقع تزايد هذا التنافس في السنوات القادمة.