غزة - "اقتيـادهم إلى السجـون وهم معصـوبو الأعيـن والأيدي.. اقتحـامات للبيـوت.. تفتيشها بـوحشيـة.. ترهيب الصغـار.. واعتقـال ينال الجميـع". وهـو يسـرد الكلمات الأولى من تقريره لا يُصدّق المُشـاهد أن الصحفي الإسرائيلي تسفي يحسكلي، يتحدث عن الاعتقالات التي تُنفذها الأجهزة الأمنيـة في الضفة الغربية المحتلة بحق عناصر وكوادر حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
الصحفي "يحسكلي" بدا مذهولا غير مصدق لما تُشاهده عيـناه، واعتـرف أن شعورا بالحيرة والاستغراب أصابه من التفاصيل التي ضمنها تقريره، بعد أن سمحت له الأجهزة الأمنية بمرافقتها في إحدى مهماتها لاعتقال أنصار لحماس، ومداهمة مؤسسات الجمعيات الخيرية بمدينة الخليل خلال الأيام القليلة الماضية.
اعتقلت أخـي
وعلى هامش عرض تقريره، قال الصحفي خلال استضافته في أستوديو القناة العاشرة الإسرائيلية، إنه لا يُصدّق حجم الولاء لإسرائيل الذي أباده ضباط وجنود الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين انتشروا الأسبوع الماضي في الخليل، وتصميمهم على محاربة حماس.
وأضاف أنه رافق بكاميراته نشاطات الأجهزة الأمنية وهي تداهم وتعتقل، وعلق مندهشا وهو يشهد أحد أعمال المداهمة الليلية: "بالأمس كنا نحن (جيش الاحتلال) نداهم ونفتش البيوت واليوم (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) فتح تداهم وتفتش بيوت حماس!".
ويعرض التقرير جانبا مما قامت به تلك القوات من مداهمات وحمل الأسلحة التي سمح جيش الاحتلال بوصولها إليها بعد أن قدمتها جهات عربية وأمريكية وسمح لها كذلك بالتنقل بحرية في الخليل عبر الحواجز الإسرائيلية.
ويجزم قادة القوة في التقرير أن وجودهم في الخليل لا يستهدف مستوطنين أو جنود الاحتلال، وأنه ليس من الوارد أن يطلقوا النار أو يستخدموا القوة ضد المستوطنين ولا الجنود، حتى لو تعرضوا لاستفزاز منهم.
فردا على سؤال للصحفي الإسرائيلي، قال الضابط الفلسطيني رمضان عوض، وسط استغراب الأول: "لا يمكن أن نطلق النار على مستوطنين أو جنود.. يوجد لدينا أوامر واضحة".
وعندما سأله الصحفي: "ما هي الأوامر؟ هل هي إطلاق النار ضد المستوطنين والجنود في حالة الاستفزاز"، أجاب عوض: "بالتأكيد لا، ليس ضد الإسرائيليين، نحن نعرف من سنواجه".
بينما قال أحد الجنود الفلسطينيين بتفاخر: "قبل أيام صدر أمر باعتقال أخي، وهو من أنصار حماس، وشاركت في اعتقاله، فلو طلبوا اعتقال والدي الآن سأعتقله، فمهمتنا هي تنفيذ الأوامر.. يقولون اعتقل نعتقل يقولون اقتل نقتل".
خدمة الاحتلال
وتضمن التقرير عرضا لقوات الأمن الفلسطينية وهي ترغم مواطنا على نزع راية التوحيد الخضراء عن منزله، بدعوى أنها راية حماس، كما يعرض اقتياد وتحميل معتقلين بالقوة إلى سيارات للشرطة، وضرب أحدهم على عينه.
سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، علق على التقرير بقوله: إن "جرائم الأجهزة الأمنية في الضفة ضد أبناء حماس ومؤسساتها دليل على مدى تورط هذه الأجهزة في التبعية والعمالة للاحتلال".
وأردف أبو زهري في تصريحٍ صحفي أن "تنفيذ مخطط ضرب الحركة وقوى المقاومة يأتي تحقيقا لمصالح الاحتلال الإسرائيلي، الذي يوفر الدعم لهذه الأجهزة، ويزودها بالسلاح ويمكنها من الانتشار في مدن الضفة".
وشدد على أن "انتشارها (القوات الأمنية) ليس لحماية المواطن الفلسطيني، وإنما لمساعدة الاحتلال في ضرب حماس، فما جرى في نابلس وجنين يجري الآن في الخليل".
واعتبر أبو زهري أن "التقرير يؤكد ما سبق أن أعلنته حماس عن طبيعة دور وأهداف انتشار هذه القوات في مدن الضفة".
المصدر: اسلام اون لاين