أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
لا يمكن أن نصدق بأن السفن الحربية يمكن أن تبدو بهذا الشكل، وكأنها رسمت وزينت من قبل المهرجين، رسوم غير متماثلة وخطوط ودوائر وأشكال هندسية وألوان زاهية مختلفة، بهذا الشكل كانت تبدو السفن متنكرة منذ 100 عام. للأسف لا توجد لدينا صور ملونة عن هذه السفن، لكن تم الحفاظ على مجسمات صغيرة. هل تتخيلون كيف بدت سفينة "war Clover " في واقع الأمر؟ خلال الحرب العالمية الأولى واجه البريطانيون والأمريكيون وحتى الفرنسيون تهديداً خطيراً من قبل الغواصات الألمانية التي كانت تقصف وتغرق سفن الحلفاء بنجاح منقطع النظير.
وقد فشلت جميع المحاولات في تمويه السفن، لأنه لا يمكن بشكل دائم التكيف مع أطياف الألوان المتغيرة لمياه البحار وللسماء، وأي تمويه يمكن أن يتناسب مع حالة معينة من أحوال الطقس، يتعارض كلياً مع حالة أخرى من الأحوال الجوية. عندها اخترع الفنان البريطاني نورمان ويلكنسون وهو ضابط في الأسطول البحري العسكري خطة جديدة للتمويه مبنية على أساس الاتجاه الفني الحديث من الفنون الجميلة في ذلك الوقت، والحديث يدور عن الفن التكعيبي.
الصورة: صاحب فكرة "التلوين المبهر" نورمان ويلكنسون. بدلاً من إخفاء السفينة في محاولة لتلوينها بشكل كامل بحيث تشبه البيئة المحيطة بها، اقترح ويلكنسون اطلاء السفن بشكل تجريدي أي تقسيم جسم السفينة بخطوط عشوائية مائلة مشكلاً بذلك مستويات وزوايا وهمية. تم اعتماد هذه الفكرة في الجيش والقوات المسلحة، وأطلق البريطانيون على هذه التقنية المبتكرة اسم تمويه التلوين المبهر، أما الأمريكيون فقد أطلقوا عليها اسم الفن المضطرب.
الصورة: سفينة USS Mahomet التجارية الأمريكية
الحقيقة أن البحارة الألمانيين كانوا مجبرين على إيجاد العدو بالعين المجردة وكانوا لا يستهدفون السفينة مباشرة وإنما يقصفونها في المكان المحتمل الذي ستصل اليه بعد إطلاق القذيفة وبالتالي فإن أي إطلاق مبكر أو متأخر سوف يعني الإخفاق. وبالتالي كان على قائد الغواصة تحديد الأهداف بدقة من حيث المسار والسرعة، ولكن كان من الصعب تنفيذ هذه المهمة من خلال المنظار لأنه لا تبدو الصورة واضحة لا من حيث معرفة إن كانت هذه سفينة أم لا؟ أو من حيث عدد السفن. تبدو السفن بصورة غير واضحة تماماً وتظهر أقل حجماً مما هي عليه في الحقيقة لأن جزء منها كان مغموراً في المياه والآخر متناسق مع ألوان السماء، لذلك لا يمكن تحديد الجسم بشكل دقيق. تجدر الإشارة إلى أنه تم استدعاء فنانين حقيقيين من أجل تحقيق تمويه أفضل. بداية كان لكل سفينة لوناً من المكعبات المميز والخاص بها. في وقت لاحق، خلال الحرب، تم تطوير أنواع وأشكال فنية للتمويه حتى أن الرسم التجريدي لم يكن مستخدماً فقط في السفن العسكرية وإنما في سفن الركاب المدنية أيضاً. للأسف الشديد لا توجد هناك صوراً فوتوغرافية ملونة عن تلك السفن، وهي لم تكن في واقع الأمر تشبه في ألوانها الحمير الوحشية. وقتها كان التمويه بألوان مختلفة وأحياناً فاقعة. يقال بأن شكل القافلة البحرية من هذه السفن الملونة بألوان طير الببغاء كان ببساطة مذهلاً. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى انتهت مرحلة استخدام التمويه المبهر للأساطيل البحرية وذلك لعدة أسباب. فعند ظهور الطيران بشكل فعال أصبح من الواضح رؤية السفن الملونة من الجو، والأمر الثاني هو أن البحارة كانوا غير راضين عن الرسومات المزركشة لسفنهم العسكرية.
الصورة: السفينة Mauretania ما أروع لو كانت في متحف مايكوفسكي
حاولت البحرية الأمريكية والبريطانية العودة إلى ما يسمى بالفن المضطرب في نهاية الحرب العالمية الثانية بعد أن قامت بتدمير الأسطول الجوي الياباني، وبالفعل كانوا يستخدمون اللوحات الفنية كأسلوب لحماية سفنهم من غواصات العدو، "بالمناسبة أجريت التجارب على الدبابات والسيارات المدرعة". وأخيراً تم تطوير عمل الرادارات وأجهزة الكشف اللاسلكية وتقنيات أخرى، ولم تعد هناك حاجة للكشف عن الأهداف بالعين المجردة.
الصورة: سفينة Mauretania المدنية. تبدو من خلال الصورة على أنها سفينة مزركشة.
وهكذا تم إعادة طلاء السفن الحربية بألوانها المعتادة حالياً وهي اللون الرمادي، أما الفن التكعيبي فقد عاد أدراجه إلى مكانه الأصلي. هناك عينة من هذا النوع من التمويه في ميناء بورت سموث: سفينة HMS Monitor M33 تم بناؤها عام 1915، وعلى الرغم من أنها تبدو متواضعة نسبياً إلا أنها شاركت في معارك أثناء الحرب العالمية الأولى وحتى في الحرب الأهلية، فقد كانت جنباً إلى جنب مع 6 سفن أخرى تساند الجيش الأبيض في منطقة أرخانغيلسك. على الرغم من أن تمويه ويلكنسون استخدم على نطاق واسع في الحرب العالمية الأولى وقليلاً في الحرب العالمية الثانية، إلا أن فعاليته لم يتم إثباتها علمياً. ولهذا قرر فريق من الباحثين البريطانيين مؤخراً التحقق من فعالية تمويه ويلكنسون تحت إشراف نيك سكوت صموئيل وهو أخصائي في علم النفس التجريبي. النقطة الرئيسية التي استخدمت خلال الاختبار كانت السرعة، فإذا كان التمويه غير صالح للسفينة فإن المركبات القتالية السريعة ذات الشكل التجريبي يمكنها تضليل جنود العدو حتى في وقتنا هذا. الحقيقة أن تصورنا للسرعة يعتمد على عوامل كثيرة متنوعة. فعلى سبيل المثال يبدو لنا أن الأجسام الكبيرة تتحرك ببطء، فقد أظهر سكوت صموئيل وزملائه من المتطوعين نوعين من الأشكال الهندسية تختلف من حيث اللون وسرعة الحركة على الشاشة علماً أن أحد الشكلين كان مموهاً. تبين أن سرعة الجسم المموه كانت أقل بنسبة 7% إذا ما تم مراقبته بالعين المجردة، وبالتالي لا يمكن للمقاتل الذي يحمل قاذف مضاد للدبابات في هذه الحالة حساب المسافة بدقة وسوف يخطئ الهدف المموه وفقاً لطريقة ويلكنسون.
كما قال الأخوة الموضوع جديد ورائع و تنسيقه جميل ... تستحق تقييم مني هذه المعلومات جديدة علي و لم أكن أعرفها لكنني أواجه صعوبة في فهم آلية عمل الزخرفات الغير المنتظمة حتى لو أنها مزخرفة كيف ستؤثر على المنظار في الغواصة إذا كانت مرئية ؟؟؟ إلا إذا كانت تؤثر على تقدير سرعة الجسم بالعين المجردة كما شرحت آخر التقرير
صورة السفينة USS Mahomet التجارية الأمريكية مميزة و أعجبتني ..
الطريف في التقرير : أن البحارة كانوا غير راضين عن الرسومات المزركشة لسفنهم العسكرية. أنا أؤيدهم معهم الحق إنها غير مقبولة
كما قال الأخوة الموضوع جديد ورائع و تنسيقه جميل ... تستحق تقييم مني هذه المعلومات جديدة علي و لم أكن أعرفها لكنني أواجه صعوبة في فهم آلية عمل الزخرفات الغير المنتظمة حتى لو أنها مزخرفة كيف ستؤثر على المنظار في الغواصة إذا كانت مرئية ؟؟؟ إلا إذا كانت تؤثر على تقدير سرعة الجسم بالعين المجردة كما شرحت آخر التقرير
صورة السفينة USS Mahomet التجارية الأمريكية مميزة و أعجبتني ..
الطريف في التقرير : أن البحارة كانوا غير راضين عن الرسومات المزركشة لسفنهم العسكرية. أنا أؤيدهم معهم الحق إنها غير مقبولة
شكرا على الموضوع تحياتي
شكرا على المرور و التقييم اخي العزيز.
Ali TUN كتب:
تقييم على الموضوع الجميل بالمناسبة هذه هي المرة الاولى التي اطلع على هذه المعلومات
انا من موقعي اكاد اجزم ان هذه سفينة فما بالك وهي في البحر
و تبعد اميال و اميال عن العدو ... طبعا سيختلط عليهم الامر امتحياتي ...
شكرا على التقييم و المرور الطيب اخي علي
almayhobi كتب:
كل هذا خوف من الغواصات الالمانية مع ان الغواصات الالمانية كانت تحارب اكثر من جبهة يعطيك العافية على الموضوع الرائع
شكرا على المرور اخي اما بالنسبة للالمان فكان الاسطول الالماني يشكل خطر كبير جدا على قوافل المعونة القادمة ولولا صنع الرادار في تلك الفترة لكان امر البريطانين قد انتهى.