ايفان الرابع (25 أغسطس 1530، موسكو - 18 مارس 1584، موسكو [1] المعروف باسم إيفان الرهيب، أمير موسكو العظيم وقيصر عموم روسيا [2]، توج كقيصر في العام 1547 وهو في السادسة عشرة من عمره خلفاً لوالده إيفان الثالث[3]،وحكم من عام 1547 وحتى 1560. مما شكل سابقة في تاريخ القياصرة الروس-نتيجة صغر عمره-، لذلك قام بعض المستشارين المرموقين بمساعدة القيصر في إدارة البلاد
أعلن إيفان الرابع نفسه قيصراً لأول مرة في تاريخ روسيا واتبع سياسته المتمثلة في مركزية السلطة. شهد عهده فتح تاتارستان وسيبيريا، وتحول روسيا إلى مجتمع متعدد الأعراق. بين عامي 1530-1584 خاض القيصر إيفان الرابع حروباً وسٌع على إثرها أراضي روسيا وجعل منها إمبراطورية مترامية الأطراف.
إتبع إيفان الرابع سياسة توسعية في حكمه، كانت تهدف إلى الربط بين بحر البلطيق وبحر قزوين. ولذلك خاض القيصر حروبا توسعت بنتيجتها اراضي روسيا لتصبح امبراطورية مترامية الأطراف. وقام إيفان الرهيب عام 1552 بمحاصرةقازان وإسقاط القبيلة القازانية، وارتكب فيها مجازر جماعية. وفي 1554 تمكن من الاستيلاء على أستراخان، وأصبح بذلك نهر الفولجا قناة روسية بحتة تسهل الوصول إلى بحر قزوين. ومهدت الطريق للتوسع الروسي إلى ما خلف الأورال. وقد تم استيطان سيبيريا في عام 1555.واحتل الروس أرض الباشكير في سنة 1557 في عهده. وكان هدف إيفان الرهيب العسكري الرئيسي فتح بولندا والسويد واقامة علاقات مع أوروبا أيضا. لكنه فشل في حروبه مع بلدان أوروبا وخاصة ليتوانيا وبولندا.
فرض ايفان سلطته الشخصية الفردية وسلطة عائلته وليس سلطة الدولة، في 1552 استطاع القيصر الروسي إيفان الرهيب (إيفان الرابع) كما أصبحت موسكو عاصمة لروسيا في عهده.
سعى إيفان الرابع في سياسته الداخلية بفاعلية في محاربة التجزئة الإقطاعية، وكان يهدف إلى بناء أمة قوية. وقيل أنه كان يتعامل بقسوة مع معارضيه، فقد كانت الطريقة المفضلة له في التعذيب هي تهشيم الارجل قبل أن يلقي بالضحايا في الثلج أو جعلهم يزحفون ويطلبوا الرحمة. وفي عهد ايفان كانت العائلات النبيلة وحتى خدمهم من الاهداف الرئيسية للقمع والتنكيل، وكانت تجرى عمليات اغتصاب وقتل جماعي للنساء الارستقراطيات، وفي بعض الأحيان كانت تباد مجتمعات بأكملها أو يتم التخلص منها بأي شكل من الاشكال.
حدث في عام 1553 أول خلاف له مع مساعديه، إرتكب على إثرها مجزرة بحق أكثر المقربين اليه. حدث ذلك قبل أن يصبح أكثر وحشية وقسوة. أصبح إيفان الرهيب مسكونا بعدها بالشك والارتياب من إمكانية تعرضه إلى العقاب الصارم جراء ارتكابه لتلك المجازر. وهذا ما دفعه لقتل إبنه عام 1582. ساهمت هذه الحادثة في تحويل القيصر وحتى نهاية حياته إلى طاغية مستبد، ومسؤول عن ارتكاب عدد كبير من المجازر الوحشية، لذلك سمي بالرهيب.
في أوخر ايام حياته ورغم أنه اعلن الحرب على السلطة الكهنوتية، إلا أنه انسحب أخيراً إلى حياة الرهابنة.
قضى إيفان الرهيب نحبه عام 1584 بعد إصابته بمرض غريب جعل جسمه يتورم، وتنبعث منه رائحة نتنة. بدأت بعده فترة عصيبة خيمت على روسيا لثلاثة عقود تقريبا.
المصدر:http://arabic.rt.com/news_all_news/info/23348/