شركات فرنسية استفادت من عقود وهمية بـ100 مليون أورو
كشف الفرانكو لبناني زياد تقي الدين، الوسيط في بيع الأسلحة، معلومات جديدة بخصوص قضية تمويل الحملة الانتخابية لصالح الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، في حملة 2007 من طرف العقيد الراحل معمر القذافي.
قال تقي الدين، أمام قاضي التحقيق رينو فان رومبك، إن العقيد القذافي كان سخيا اتجاه فرنسا بتمويل ساركوزي خلال حملته الانتخابية لسنة ,2007 بل تواصل ذلك حتى بعد دخوله قصر الإليزي، حسبما نقلته صحيفة ''لوباريزيان'' أمس. ووعد تقي الدين القاضي بتقديم أدلة عن المبلغ الذي يتجاوز 50 مليون أورو والذي كشف عنه سيف الإسلام، نجل العقيد القذافي في وقت سابق.
وكشف تقي الدين أن كلود غيون، رئيس ديوان ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية، كان يلتقي ببشير صالح، أمين سر القذافي، و''كان غيون يعطيه أرقام الحسابات لصب الأموال''. بدوره يقوم صالح بتقديم تقارير مكتوبة للعقيد القذافي. فهذه الحسابات، يضيف الوسيط، موجودة اليوم بحوزة محمودي البغدادي، وزير أول سابق، سلمته الحكومة التونسية للسلطات الليبية الجديدة.
وأضاف تقي الدين: ''لدي أدلة تثبت أن ثلاث شركات فرنسية استفادت من عقود وهمية.. بمبالغ تتجاوز 100 مليون أورو''. وأوضح أن الهدف من ذلك كان السعي لإشراك الفرنسيين في مراسم الاحتفالات بالذكرى الأربعين للثورة الليبية المصادفة للفاتح سبتمبر .2011 وأكد أن أحد أبناء كلود غيون يمتلك ويسيّر إحدى تلك الشركات وخلص قائلا: ''بحوزتي العقود والتحويلات وأصحاب الحسابات والمبالغ''. ثم اقترح على القاضي ''فتح تحقيق منفصل عن قضية كراتشي، تحقيق خاص بقضية التمويل الليبي''، كما أشار.
وكان سيف الإسلام هدد بنشر تفاصيل قضية تمويل حملة ساركوزي في ,2007 قبل إلقاء القبض عليه من طرف ثوار الزنتان عندما تزعمت فرنسا الحرب على نظام القذافي.
وتتقاطع تصريحات تقي الدين مع ما كشف عنه رامي العبيدي، المسؤول السابق لشؤون المخابرات الخارجية والعسكرية التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، عن حقائق جديدة في قضية اغتيال القائد الليبي معمر القذافي، حيث أكد في حديثه للصحيفة الإلكترونية الفرنسية ''ميديا بارت'' أن وحدات فرنسية خاصة اغتالت الزعيم الليبي بشكل مباشر.
وقال رامي العبيدي إن المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي كانت على دراية بكل تحركات موكب السيارات التي كانت تقل القذافي، مشيرا إلى أن القصف الجوي الذي تعرض له موكب السيارات كان مبرمجا من طرف المخابرات الفرنسية، كما أكد المسؤول الليبي السابق أن الهدف من اغتيال معمر القذافي كان التستر على قضية تمويل القذافي للحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في 2006 ـ 2007 بالوثائق والدلائل.
جاء ذلك تأكيدا لما نسبت ''كوريير دلا سيرا'' الإيطالية لدبلوماسي ليبي سابق، الذي صرح في أكتوبر الماضي أن ''مصلحة ساركوزي كانت تقتضي إسكات القذافي إلى الأبد''. وقال محمود جبريل، عضو سابق في المجلس الانتقالي الليبي، إن ''أطرافا كثيرة كانت تريد إسكات القذافي الذي يمتلك أسرارا، جراء تشابك العلاقات بين الأنظمة الغربية والعربية''. كما يشار إلى أن ساركوزي والرئيس الأمريكي أوباما صرحا في منصة مشتركة مع البريطاني ديفيد كامرون في 15 أفريل 2011، أن ''القذافي يجب أن يرحل نهائيا''.
ويرجح الإعلاميون الفرنسيون أن تكون لتصريحات زياد تقي الدين رواج كبير قد يثقل ملف ساركوزي أمام قضاء بلده، بعدما أسقطت عنه الحصانة.
http://www.elkhabar.com/ar/monde/317003.html