روايات متضاربة عن عملية تحرير الرهائن.. مصر تؤكد تنفيذها بالتنسيق مع السودان والخرطوم تنسبها لقواتها وإيطاليا تؤكد مشاركتها
كتب صبحي عبد السلام (المصريون): : بتاريخ 29 - 9 - 2008
تعددت الروايات حول عملية تحرير الرهائن الـ 19 الغربيين والمصريين الذين تم إطلاق سراحهم صباح أمس بعد عشرة أيام من اختطافهم، حيث سارعت كل من السلطات في مصر والسودان وإيطاليا بالإعلان عن نجاحها في عملية تحريرهم.
إذ أعلنت مصر نجاحها أمس في تحرير الرهائن وقيام طائرة خاصة مصرية بنقلهم إلى مطار شرق العوينات، ثم إلى مطار ألماظة بشرق القاهرة.
وأبلغ وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي الرئيس حسني مبارك بأنه تمت تصفية نصف خاطفي الرهائن في منطقة الحدود المصرية السودانية التي كان الخاطفون نقلوا الرهائن إليها.
وجاء في رواية مصرية أخرى، أن قوات الكوماندوز المصرية هي التي حررت الرهائن داخل الأراضي التشادية عقب قيام الجيش السوداني بالاشتباك مع الخاطفين وقتل 6 منهم وأسر 2 اثنين، إلا أن الجيش السوداني لم يواصل المطاردة داخل الأراضي التشادية، نظرا للعداء الشديد بين السودان وتشاد، وهو الأمر الذي جعل السلطات المصرية تنسق مع تشاد لتقوم القوات المصرية بتحرير الرهائن داخل أراضيها.
أما السودان فقد أعلنت رواية مغايرة لعملية تحرير الرهائن، إذ قال مسئول سوداني إن الخاطفين تركوا الرهائن لحال سبيلهم بعد أن قتلت القوات السودانية ستة منهم يوم الأحد وألقت القبض على اثنين.
وقال المقدم الصواري خالد مسعد مدير مكتب المتحدث باسم الجيش السوداني في تصريحات لتلفزيون "الجزيرة" إن الجيش السوداني نجح في تحرير الرهائن في عملية قام بها يوم الأحد قتل خلالها 6 من الخاطفين كان من بينهم زعيم المختطفين، كما أسر اثنين أدليا بمعلومات تفصيلية عن مكان وتحركات المختطفين.
وأشار إلى أن قيام الجيش السوداني بمهاجمة المختطفين يوم الأحد وقتل 6 وأسر اثنين أدى إلى بث الرعب بين باقي الخاطفين حيث تركوا السياح وهربوا. وقد وجهت السلطات السودانية التهنئة للجيش السوداني على عمليته الناجحة والتي أدت إلى تحرير السياح ومرافقيهم المصريين.
في حين أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن بلاده قامت بجهد كبير في تحرير المختطفين، وأن قوات "كوماندوز" إيطالية وفريق من جهاز المخابرات الإيطالي ساهم في العملية.
وأضاف في تصريح للتلفزيون الإيطالي "كانت عملية محترفين ممتازة. من الواضح أن علينا أن نشكر أصدقاءنا الألمان الذين عملوا معنا ومع مصر وكذلك السودان".
ورد الجيش السوداني على تضارب الأنباء بخصوص عملية تحرير الرهائن بأنه سيعلن كافة التفاصيل في مؤتمر صحفي يعقده ظهر اليوم الثلاثاء.
يأتي هذا في الوقت الذي بدأت مصر والسودان وليبيا في التنسيق للسيطرة على منطقة المثلث الحدودي الذي يربط حدود الدول الثلاث وسيتم زيادة التواجد الأمني لسد الثغرات المفتوحة في هذه المنطقة والتي استغلها الخاطفون في اختطاف السياح.
كما أدى هذا الحادث إلى لفت انتباه السلطات المصرية إلى خطورة الفراغ الأمني على الحدود الجنوبية والغربية من بؤرة التوتر المشتعلة في دارفور، خاصة وأن هناك تحذيرات ومخاوف من أن تتحول هذه المنطقة لملاذات آمنة لعصابات إجرامية.