الرأي – ربيع يحيى: أكدت مصادر مطلعة أن جهاز الاستخبارات الروسية الخارجية Svr يقوم بالتجسس على شركات إسرائيلية تعمل في مجال التكنولوجيا المتطورة وتطوير نظم التكنولوجيا الأمنية، كما يقوم بمتابعة أنشطة تلك الشركات في الخارج. وقالت المصادر أن هناك رصد روسي قد يكون مبالغ فيه لتلك الشركات التي من المفترض أنها تعمل على تطوير نظم أمنية على درجة عالية من التقدم. خاصة وأن تلك الشركات تقوم في النهاية بتصدير تلك التكنولوجيا لجيوش تربطها بإسرائيل علاقات صداقة على حد قول المصادر، في الوقت الذي تعتبر فيه موسكو أن تلك الدول معادية لها. وأضافت المصادر أن إسرائيل نشرت منذ فترة قائمة بالدول التي تتعامل معها في مجال التكنولوجيا الأمنية والعسكرية، وأن من بينها دول تعتبرها موسكو معادية لها، منها دول تربطها بروسيا حدود مشتركة. وقالت أن تلك الدول تشتري التكنولوجيا الأمنيه الإسرائيلية، وتستعين بخبراء إسرائيليين في هذا المجال لتدريب كوادرها. من جانب أخر تحدثت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة عن إسقاط طائرات استطلاع صغيرة بدون طيار تابعة لجورجيا بواسطة الجيش الروسي، ولكن مالم ينشر هو أن الاستخبارات الروسية الخارجية Svr كانت تمتلك معلومات مؤكدة أن تلك الطائرات صناعة إسرائيلية، وأنها كانت في مهمة ميدانية، قبل أن يتم إسقاطها بواسطة الجيش الروسي. كما أكدت المصادر أن روسيا تتعقب النشاط الإسرائيلي الموجه لخدمة المصالح الأمريكية في نفس المجال، وأكدت أن المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات الروسية حول التطورات التي توصلت إليها إسرائيل في مجال التكنولوجيا العسكرية، تحقق توزان أمام الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فالتعقب الروسي للشركات الإسرائيلية لا ينقطع. وأضافت المصادر أن الاستخبارات الروسية الخارجية نجحت في تجنيد رجال أعمال إسرائيليين من أصول روسية أو علماء في مجال التكنولويجا العسكرية، وأن كل صغيرة وكبيرة تحدث في إسرائيل تصل فورا إلى وزارة الدفاع الروسية وأجهزة الاستخبارات. وكشفت المصادر النقاب عن عمليات تجسس روسية وقعت في الأراضي الإسرائيلية، كان مقرها السفارة الروسية، والمركز الثقافي الروسي في تل أبيب، وأن قائد شبكة التجسس الروسية كان هو نفسه الملحق الثقافي الروسي في إسرائيل. وقالت أنه في عام 2005 تم طرد الملحق الثقافي الروسي من إسرائيل على نفس الخلفية. ولكن من ناحية أخرى تعتبر المصادر أن التجسس على التطور التكنولوجي في المجال الأمني لا يشترط أن يتم من داخل إسرائيل. وأكدت أن الاستخبارات الروسية تتبع طرق متطورة للغاية معتمدة على جواسيسها في إسرائيل وخارجها لاختراق شبكات المعلومات الإسرائيلية أو رصد جميع المتخصصين في تطوير التكنولوجيا الأمنية. وأضافت أن لدى روسيا ميزة كبيرة، وهي أن معظم العاملين في هذا الحقل في إسرائيل يجيدون اللغة الروسية، وأن نفس المهاجرين الذي تستعين بهم إسرائيل من روسيا لزيادة كثافتها السكانية، هم من يتجسس عليها في النهاية. وأضافت انه في أعقاب مغادرة أي خبير إسرائيلي في مجال التكنولوجيا الأمنية والعسكرية لدولة من الدول القريبة من روسيا، فإن المعلومات التي نقلها هذا الخبير إلى تلك الدول، تصل إلى موسكو قبل أن يعودالخبير إلى إسرائيل.