كشف رئيس المخابرات الداخلية الفرنسية السابق، إيف بوني، أن تدخل القوى الأجنبية في حوض البحر الأبيض المتوسط يؤدي دائما إلى نتائج عكسية، كما لا تؤدي إلى تحقيق الأهداف المسطرة سلفا. ومن جهته، أوضح الباحث الفرنسي، إيريك دو ميسي، أن ما يسمى بالربيع العربي خططت له الولايات المتحدة الأمريكية ابتداء من سنة 2001، ونفذته فعليا سنة .2010 وعلى نفس الخطى، كشفت الوزيرة السابقة، سعيدة بن حبيلس، أن واقع الدول العربية التي جرت فيها ''الثورات العربية''، أصبح يتسم بانعدام الأمن وانتشار القوى المعارضة للديمقراطية، وانتشار شبح الحرب الأهلية.
اعتبر إيف بوني، في المداخلة التي ألقاها، أمس، بنزل ''السوفيتال'' ضمن اليوم الدراسي الذي نظمته الحركة النسوية للتضامن مع الأسرة الريفية، بالتعاون مع المركز الدولي للبحث والدراسات في الإرهاب، حول موضوع ''الثورات العربية سراب أم حقيقة''، أن منطقة البحر الأبيض المتوسط عرفت، في السنوات الأخيرة، بروز إسرائيل كقوة جديدة تسعى لممارسة نفوذها عبر تفتيت وتجزئة الدول العربية، لضمان استقرارها.
وأبدى بوني استيائه مما أصبح يسمى بـ''الثورات العربية'' التي قضت، حسبه، على أنظمة عربية لائكية أسماها بالوطنية والبعثية، حققت قسطا وافرا من الاستقرار والديمقراطية للشعوب العربية. ووصف بوني نظام صدام حسين بالنظام الأحسن، بينما اعتبر النظام الحالي بالسيئ. وتوقف بوني، في مداخلته، عند وضعية الدول العربية التي شهدت ''ربيعا عربيا'' ووصفه بالوضع المأساوي، من منطلق إيمانه بأن التدخل الأجنبي لا يؤدي أبدا إلى تحقيق طموحات الشعوب، بل يزيد أوضاعها تعقيدا ومأساوية. ولدى تناوله الكلمة، قال الباحث الفرنسي إيريك دو ميسي إن الولايات المتحدة الأمريكية خططت للربيع العربي منذ 2001 ونفذته ابتداء من .2010 وأوضح دو ميسي، في محاضرة حول ''دور المنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام في الثورات العربية''، أن هذه الإستراتيجية برزت عقب أحداث 11 سبتمبر، التي دفعت المسؤولين السياسيين في واشنطن إلى طرح السؤال التالي: ''لماذا يكرهنا الإسلاميون؟''، فكان الجواب عبر إعداد دراسة أثبتت أن العالم العربي يكره أمريكا لأنها تساند إسرائيل، ولا تسمح للإسلاميين بالوصول إلى السلطة. وذكر دو ميسي أن واشنطن اتخذت قرار ''مساندة الثورات العربية، والوقوف إلى جانب التيارات الإسلامية، بشرط ضمان مصالح أمريكا، وتوقيف الإرهاب''. وكشف دو ميسي أن أمريكا دربت وساعدت قوى غير حكومية داخل العالم العربي لتنفيذ خططها، ووصف نتائج هذه الثورات بالكارثية، وبالأوضاع التي قد تؤدي إلى عودة الحرب الباردة بسبب الوضع في سوريا، وهي نفس النتائج التي توصل إليها الباحث السوسيولوجي عروس الزوبير في مداخلة حول ''ثورة أم ثوران؟''.
http://www.elkhabar.com/ar/monde/317801.html