الكمبيوتر العسكري.. شريان حياة الجندي إسرائيل

إحدى ركائز القوة للجندي في ساحة المعركة، هو معرفته بالتفاصيل الجغرافية الدقيقة للأرض التي يقف عليها، وهذا ممكن من خلال التحصن بالعديد من الأدوات والوسائل التكنولوجية التي من بينها "الحاسوب العسكري".

وفي قطاع غزة، حيث تدور رحى المعركة بين كتائب جنود الاحتلال، وسرايا المقاومة الفلسطينية، لم يعد خافيا أن الحاسوب العسكري بات يمثل شريان الحياة للجندي الإسرائيلي، الذي يتم تزويده بالمعلومات الاستخباراتية التي يجرى تحديثها كل ساعة وكل دقيقة، بل باتت تشكل دعامة بقائه في هذه الساحة.

واصف عريقات، اللواء الركن المتقاعد، والخبير العسكري الفلسطيني يوضح أن "الكمبيوتر العسكري" عبارة عن جهاز كمبيوتر صغير الحجم يمكن أن يضعه الجندي في جيبه، ومن خلاله يتم إجراء العديد من العمليات الإلكترونية، والحسابية، إضافة إلى كونه أداة استقبال واتصال بالقاعدة العسكرية.

وتعود بدايات استعمال الكمبيوتر العسكري -وفق حديث عريقات لـ"إسلام أون لاين.نت"- إلى عام 1980، حيث تم استحداثه من قبل سلاح المدفعية الفلسطيني خلال الحرب الإسرائيلية على منظمة التحرير في لبنان في ذلك العام، ولهذا يمكن أن يسمى بـ"الحاسوب الوطني" كون أول استعمال له على مستوى الوطن العربي كان من خلال الثورة الفلسطينية.

وفي تلك الحرب –غير المتكافئة- ما بين فصائل منظمة التحرير والجيش الإسرائيلي كان لابد للمقاومة أن تبحث عن أداة ووسيلة تمكنها من التواصل فيما بينها، فتعوضها عن استخدام الآلات الثقيلة، وتعطيها دقة في المعلومات في وقت قياسي.

ولا يقتصر استعمال الكمبيوتر العسكري على وحدات المشاة، بل أصبح يشكل جزءا أساسيا في تركيبة العديد من الآليات العسكرية، فداخل المدرعات، وكذلك الآليات المصفحة يشكل الكمبيوتر دليلا أساسيا للاتصال والتواصل مع مقر القيادة، واستكشاف للواقع المحيط بهذه الآليات.

استعمالات الحاسوب

وتتعدد استعمالات الحاسوب العسكري، ما بين أداة معلومات، وأداة اتصالات وتلقي تعليمات من القيادة للجنود في ساحات المعركة.

وأول هذه الاستعمالات أنه يشكل بديلا عن الخارطة التي يستعين بها الجنود للتعرف على جغرافية ساحة القتال. وبذلك يتخلص الجندي من حجم الخارطة والوقت الذي تحتاجه في معرفة الهدف أو طريق الانسحاب.

أما الاستعمال الثاني، فيتمثل في التحديث المعلوماتي المستمر، وإمداد الجندي بإحداثيات الأهداف، وتحركاتها السريعة والمفاجئة، بحيث تبعث القيادة المركزية للجندي تلك المعلومات بشكل سريع ومتواصل.

فيما يعتبر الحاسوب العسكري أداة اتصال وتلقي أوامر من مسئوليه، وهذا يمثل الاستعمال الثالث له، وبإمكان الجندي تلقي أوامره أو الاستفسار عن أي قضية من مركز القيادة عبر هذا الجهاز الصغير.

فيما تمثل الوظيفة الرابعة لهذا الجهاز، عمله كجهاز إنذار وتحذير، بحيث يزود الجندي بإشارات معينة عند وجود خطر يحيط به.

ويتم تزويد الحاسوب العسكري بالمعلومات الخاصة بالأهداف، وتحركاتها وذلك بمساندة من طائرات الاستطلاع (بدون طيار) التي تغطي أجواء ساحة المعركة بغزة، والتي أصبحت إحدى الوسائل التي طورها الاحتلال الإسرائيلي وزودها فيما بعد بالصواريخ.

سلاح ذو حدين

وعلى الرغم من أهمية استخدام هذه التقنية، وما تتميز به من سرعة وقدرة في تزويد المعلومات للجنود في ساحة القتال، فإنه من الممكن أن يشكل مصدر خطر على حياة الجندي وعلى نجاح الخطط العسكرية، وبالتالي يمكن القول إنه سلاح ذو حدين.

فهناك إمكانية لاختراق برمجة الحاسوب العسكري من خلال عمليات ينفذها قراصنة الكمبيوتر. كما أن استعمال الحاسوب يجعل الجندي يعتمد عليه بشكل أساسي، وهذا ما قد يحدث له إرباكا في ساحة القتال من خلال تضارب في بعض الإشارات الواردة إليه أو سرعتها.

إضافة إلى ذلك، فإن استعمال الكمبيوتر قد يشتت تفكير الجندي، ويبعده عن نقطة الارتكاز، وعن مسرح عمليات القتال.

وقد حرصت قيادة جيش الاحتلال بعد هزيمة يوليو 2006 أمام حزب الله اللبناني، على الاستفادة من تكنولوجيا المراقبة عبر الطائرات التي تطير دون طيار ووصلها بأجهزة الكومبيوتر التي تتعقب القوات في الوقت المناسب من أجل رصد العدو أولا ثم ضربه.

عتاد الجندي

ونشرت بعض الصحف العبرية خلال الأيام الماضية صورا وتوضيحات عن جعبة الجندي الإسرائيلي وما يأخذه معه إلى أرض المعركة، حيث كان العماد الأساسي لأدواته هو الكمبيوتر العسكري الذي يحمله الجنود على ظهورهم، والذي يمكنهم من تلقي أحدث المعلومات والخرائط العسكرية والصور الجوية من الطائرات إليهم مباشرة لمعرفة ما يدور حولهم.

وإلى جانب الكمبيوتر، هناك الأدوات الاعتيادية التي يحتاجها الجندي مثل خوذة الرأس وعليها منظار رؤية ليلي، ودرع واق من الرصاص لحماية الجسم، وجهاز اتصال لاسلكي، إضافة إلى السلاح والذخيرة، والقنابل اليدوية وإسعاف أولي وماء للشرب.

(إن كنت لاتستطيع مساعدة إخوانك في سوريا فلا تبخل عليهم بالدعاء)