قال تقرير للمخابرات الاميركية «سي آي إيه» إن الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، كان غاضباً من تخلي تل أبيب وواشنطن عن تعهداتهما في كامب ديفيد، وشعوره بأن آمالاً عريضة لم تتحقق كان يرى تبددها بمضي الوقت، وأنه (السادات) فكر في قطع علاقته بإسرائيل (قبل اغتياله بـ7 أشهر)، وأشار التقرير الذي كُتب عام 1981، وبدأ رفع السرية عن أجزاء منه بداية من نهاية التسعينات، إن السادات كان يمكن أن يقطع علاقته بإسرائيل بعد أن تتم انسحابها من سيناء الذي كان مقرراً الانتهاء منه في يوم 25 أبريل (نيسان) من عام 1982 وفقاً لاتفاقية السلام المبرمة بين البلدين سنة 1979.
وأضاف التقرير أن السادات كان سيلقي بمسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل في عرض البحر، في حال ما إذا لم تظهر تل أبيب مرونة كافية تجاه القضية الفلسطينية، وأن يكون طريق السلام بين العرب وإسرائيل، بعد ذلك، من خلال مصر، وليس من خلال اتصالات منفردة بين إسرائيل وواشنطن من جانب وأي دولة عربية أخرى من جانب آخر (في إشارة للأردن حينذاك)، وأن السادات كان يأمل في فوز حزب العمل الإسرائيلي ليحل محل حكومة مناحم بيغن الذي صنع السلام مع السادات والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عقب حرب أكتوبر (تشرين) عام 1973.
ويرجع تاريخ الإفراج تباعاً عن أجزاء من التقرير المعنون باسم «السياسة الخارجية المصرية في الثمانينات»، لعام 1999، ووصلت نسبة الكشف عن المعلومات الواردة في نسخة حصلت عليها «الشرق الأوسط» أمس من موقع المخابرات الأميركية على الانترنت، لنحو 95 في المائة.