zatouna
عمـــيد
الـبلد : التسجيل : 05/03/2009 عدد المساهمات : 1685 معدل النشاط : 1603 التقييم : 82 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: تطورات الأزمة السورية والمخاوف الإيرانية - الروسية من صواريخ باتريوت الأطلسية فى تركيا السبت 19 يناير 2013 - 6:49 | | | المؤشرات المرتبكة الدلالة حول ما يحدث فى سوريا وبالذات تزامن الحديث عن مؤشرات إيجابية لتقارب أمريكى - روسى حول الأزمة السورية بوساطة الأخضر الإبراهيمى المبعوث الدولى والاممى للأزمة السورية، مع حديث صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن أن وحدات استخبارية عسكرية إسرائيلية تنشط فى سوريا بحثاً عن مخازن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وأن هذا النشاط يتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية مع تسخين متعمد أو افتعال متعمد لأزمة تتعلق بترسانة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من جانب الإسرائيليين والأمريكيين خصوصاً والدول الغربية عموماً، تزيد كلها من حساسية وخطورة ما يمكن أن تجره الأزمة السورية من مخاطر على الأمن الإقليمى مع تصاعد أزمة صواريخ باتريوت الأطلسية التى يجرى نصبها على الحدود التركية مع سوريا، أو بعمق 10 أو 15 كيلو متر فى عمق الأراضى التركية باتجاه سوريا. فافتعال أزمة بخصوص الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية مفادها أن النظام السورى عازم على استخدام هذه الأسلحة ضد المعارضة نظراً لاقتراب موعد معركة الحسم بين المعارضة والنظام، أو لأن النظام السورى عازم على نقل هذه الأسلحة خارج سوريا وربما إلى حزب الله فى لبنان وما يعنيه هذا كله من احتمال تدخل إسرائيلى فى سوريا تحت غطاء منع نقل هذه الأسلحة خارج سوريا، أو للسيطرة عليها فى عملية استباقية، أو ما قد يعنيه من احتمال تدخل الأطلسى فى سوريا يتعارض مع ما يروج حالياً من تفاؤل حول تقارب محتمل أمريكى - روسى حول حل سياسى للأزمة السورية بدأت مؤشراته مع الاجتماع الثلاثى الذى عقد فى 6 ديسمبر 2012 فى دبلن بين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ونظيرها الروسى سيرجى لافروف بحضور الأخضر الإبراهيمى، وتدعمت عقب لقاءات أجراها الإبراهيمى بعد ذلك فى جنيف (9- 12- 2012) مع كل من ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسى وويليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية. هذا التعارض تدعمه الأزمة المتصاعدة حول صواريخ باتريوت الأطلسية التى يجرى نصبها بالقرب من الحدود التركية - السورية والتى أثارت تحفظات روسية قوية واعتراضات إيرانية صريحة توحى بأن القضية ليست سوريا فقط بل ما سوف يترتب على سقوط النظام السورى من تداعيات إقليمية يصعب تصور أن إيران ستكون بمنأى عنها، ويصعب تصور أن إسرائيل لن تلعب أدواراً نشطة فى تفاقم هذه التداعيات سواء ما يتعلق بالصراعات الداخلية والانقسامات المتوقعة فى صفوف المعارضة حول السلطة إذا ما سقط النظام أو ما يتعلق بالتحرك النشط فى مواجهة حزب الله وإيران ضمن هدف فرض نظام إقليمى بديل وجديد فى الشرق الأوسط تتغير فيه الخرائط السياسية على النحو الذى يأمله الإسرائيليون. فالصواريخ من طراز باتريوت التى يجرى نصبها بطلب من الحكومة التركية على الحدود التركية مع سوريا جاءت فى توقيت ليست له علاقة بتهديدات سورية لتركيا بقدر ما له علاقة باحتمالات تصعيد الأزمة السورية فى غير صالح النظام لدفع الأمور نحو أمر واقع جديد لا تقبله روسيا أو إيران. هذه القراءة هي بالضبط ما وصلت إليه دوائر التخطيط الاستراتيجي الروسية، لذا جاء رد الفعل الروسي هو الأشد والأكثر تعبيراً عن القلق من الخطوة التركية. فقد عكست التصريحات الرسمية الروسية قلقاً بالغاً من الوضع العسكري واحتمالات تطوره في ضوء خطوة تركيا والناتو. فرغم محاولات أنقرة تهدئة المخاوف الروسية، فإن الأخيرة ترى في الأمر تهديداً بإثارة مواجهة مسلحة "خطيرة". كما غلب على المواقف الروسية الرسمية الخشية من مجرد رفع مستوى التسليح على الحدود، على اعتبار أنه يؤدى بذاته إلى زيادة احتمالات وقوع المواجهة، أو كما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "بقدر ما نكدس أسلحة يزداد خطر استخدامها". قراءة موسكو للحماية الأطلسية لحدود تركيا، تذهب بعيداً عن فكرة الدفاع عن الحدود في المرحلة الحالية. إذ لا مبرر في تلك المرحلة بمعطياتها الآنية إلى القلق الحدودي. لذا تعتبر موسكو أن الخطر الحقيقي يكمن في النوايا والاحتمالات المستقبلية وليس في الخطوة الآنية بذاتها. بل إن بعض التقديرات الروسية لا تستبعد استخدام تلك الصواريخ ضد الطائرات السورية مباشرة من دون التعرض لهجوم، وذلك في إطار عملية حظر جوى يتم فرضها على نظام دمشق، خصوصاً فى المناطق الشمالية القريبة من الحدود التركية. لذا ترى موسكو أن الخطوة جزء من تحضيرات أوسع لعمليات عسكرية في سوريا، أقلها فرض حظر جوي على الطائرات السورية. لكنها قد تمتد أيضاً لتشمل غزواً لسوريا يقوم به "الناتو"، وهذه هي المداولات والمشاورات التي تجري في أروقة السياسة والإستراتيجية الروسية، وإن لم تنعكس بوضوح بعد في التصريحات الرسمية، حيث يعتقد بعض الخبراء العسكريين الروس أن ثمة تخطيطاً لاجتياح محتمل لسوريا عبر الأراضي التركية، ليس بواسطة الجيش السوري الحر أو غيره من القوات والفصائل التي تحارب قوات النظام، وإنما مباشرة بواسطة قوات الناتو، وهو أمر لا تقبله موسكو ولن تسمح به، وهذا هو السبب وراء ارتفاع حدة اللهجة الروسية في رفض فكرة نشر الباتريوت في تركيا. المهم في رد الفعل الروسي، أنه لم يقتصر على التصريحات والمواقف السياسية، فقد بادرت موسكو إلى اتخاذ إجراءات مضادة للخطوة التركية / الغربية، ما يعني أن روسيا ليست فقط قلقة للغاية، ولكنها أيضاً تأخذ الأمر بجدية تدفعها إلى التحرك العملي وعدم الاقتصار على المواقف والتصريحات أو حتى الاتصالات السياسية وحسب. فقد قررت موسكو إرسال 4 بوارج إلى مرفأ طرطوس، وهي رسالة واضحة ومباشرة إلى واشنطن وليس فقط إلى أنقرة أو "الناتو"، ذلك أن زيارات القطع الحربية الروسية إلى طرطوس تتم عادة بشكل فردي وعلى التوالي، وليس بأكثر من قطعة في وقت واحد. وتجب الإشارة هنا إلى أن روسيا لها أكثر من 10 قطع بحرية تجوب مياه المتوسط، ينتظر تدعيمها في القريب العاجل بـ10 قطع أخرى، خلاف الأربع المخصصة للرسو في طرطوس. يعكس هذا التطور في سلوك موسكو وموقفها العملي، مدى استشعارها الخطر مما يجري داخل سوريا، وما قد يجري على الحدود التركية. لكن الملاحظ أن هذا السلوك الروسي يسير في اتجاه الرد على الخطوات التركية والغربية، وليس في اتجاه منعها، وهو ما يرجع بالأساس إلى افتقاد موسكو وسائل الضغط الكافية للحيلولة دون نشر "الباتريوت" أو دفع "الناتو" إلى التراجع عن أي قرار في هذا الاتجاه، وهو ما اعترف به صراحة وزير الخارجية الروسي بقوله: "إن روسيا ليست عضوا في الحلف ولا تستطيع عرقلة قراراته"، ورغم استدراكه بأن بلاده تقر بأنه لا أحد "ينوي جر الحلف إلى الأزمة السورية"، إلا أنه عاد وأشار إلى أن "في المجال العسكري لا تهم النيات، وإنما تهم الاحتمالات، وعندما تزيد الاحتمالات تزيد المخاطر". ورغم أن موسكو ليست وحدها في رفض الخطوة التركية، حيث تشاركها إيران التي قام وزير خارجيتها بجولة شملت سوريا والعراق وتركيا ذاتها، إلا أن الرفض الروسي يظل هو الأقوى والأكثر تجسيداً للقلق، ما يؤكد أن عسكرة الحدود التركية - السورية ليست عملية محصورة النطاق فقط في الأزمة السورية، على الأقل من وجهة نظر موسكو. - موقف "الناتو": في المقابل لم يبد الجانب الآخر (الغرب والناتو) رغبة قوية في طمأنة موسكو، بل ربما العكس، فقد وصف الأمين العام للناتو أندريس فوج راسموسن الانتقادات الروسية بـ"غير المبررة"، وأكد أن الحلف سيفعل كل ما يلزم "للدفاع عن حليفتنا تركيا"، في إشارة إلى منح "الناتو" تلك الخطوة أهمية خاصة، وهو ما يؤكده الواقع بالفعل، فمن بين 28 دولة عضو في الحلف، لا تملك صواريخ "باتريوت" سوى ثلاث دول هي ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة. ويشير هذا بدوره إلى أن عملية نشر الصواريخ لم تكن ليقبل بها "الناتو" إذا لم تكن تقديراته لأهميتها وضرورتها عالية. ثمة مؤشرات أخرى تصب في الاتجاه ذاته، أي أهمية تلك الخطوة من وجهة نظر "الناتو"، من بينها الصعوبات الفنية التي تواجه عملية نشر الصواريخ، والمتطلبات اللوجستية والبشرية اللازمة لتشغيل البطاريات. وكانت لجنة من "الناتو" قامت بزيارة إلى تركيا لتحديد مواقع نصب بطاريات "الباتريوت"، التي ينتظر أن يتراوح عددها بين 4 و6، وهنا تبرز مشكلة تتعلق بالجانب العملياتي في تلك الخطوة، حيث يحتاج الإشراف على إدارة تلك البطاريات وتشغيلها إلى ما يقرب من 150 خبيراً من خارج تركيا، ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت أنقرة ستستضيفهم فوق أراضيها أم فقط عدداً منهم، بينما سيعمل الباقون من مواقع توجيه وتحكم خارج الأراضي التركية، الأمر الذي يثير بدوره جوانب أخرى لم تحسم بعد، منها صلاحية إصدار الأوامر بإطلاق الصواريخ، وما إذا كان القرار العملياتي سيخضع لقيادة تركية أو من جانب الناتو، وهي مسائل ربما تكون سابقة لأوانها حالياً، لكنها ستكون محورية إذ اقتضى الأمر اللجوء إلى استخدام تلك الصواريخ، خصوصاً إذا تم ذلك بشكل مفاجئ وليس في إطار عملية مخطط لها مسبقاً، وهو ما ينطبق أيضاً على الأسس والجوانب المعروفة باسم "قواعد الاشتباك"، والتي ستختلف بدورها حسب طبيعة كل حالة وملابساتها. الموقف الإيرانى لا يقل ارتباكاً عن الموقف الروسى، فقد انتقد على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإيرانى خطة "الناتو" لنشر صواريخ أرض - جو "باتريوت" على الحدود السورية - التركية عقب عودته من زيارته لأنقرة يوم 24 نوفمبر الفائت، واصفاً نشر هذه الصواريخ بأنه سيعقد المشكلات بالمنطقة، وقال أن له آثار سلبية وأنه بحث خلال جولته التى بدأها بلبنان واختتمها فى أنقرة خطة الناتو لنشر هذه الصواريخ. وكان لاريجانى قد التقى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان فى مكتبه وعلى مدى ساعتين خلال زيارته للعاصمة التركية، وكانت قد سبقت زيارة لاريجانى لأنقرة أنباء تداولتها الصحف التركية بأن معتقلين من "حزب العمال الكردستانى" التركى المعارض اعترفوا بأن الاستخبارات الإيرانية زودتهم بالسلاح من أجل شن هجمات على الجيش التركى، ما زاد من شكوك المسئولين الأتراك فى أن تحقق زيارة لاريجانى أية نتائج إيجابية. وبقدر استياء الأتراك كان استياء الإيرانيين نظراً لأن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان قد نفى بشدة للرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد خلال لقائهما فى بالى قبل أسبوع من زيارة لاريجانى لأنقرة نية تركيا نشر هذه الصواريخ رغم أن أنقرة كانت ماضية فى العمل على نشر هذه الصواريخ الأمر الذى فأقم من شكوك طهران بخصوصها على خلفية ما تردد قبل عام عندما نصبت واشنطن رادارات متطورة قرب مدينة مالاطيا على الحدود مع إيران. فقد تحدث الإعلام وقتذاك عن العلاقة الاستراتيجية عسكريا وتقنياً بين هذه الرادارات وأخرى مماثلة نصبت فى إسرائيل ضمن ما سمى بـ"مشروع الدرع الصاروخية" بهدف مراقبة الصواريخ الإيرانية التى قد تستهدف إسرائيل مستقبلاً، وقيل يومها أن الخطة الأمريكية تستهدف نصب مجموعة من الصواريخ لحماية الرادارات المذكورة قرب مدينة مالاطيا، وبالتالى التصدى لأى خطر مفاجئ قبل نصب صواريخ بعيدة المدى داخل الأراضى التركية لضرب العمق الإيرانى مستقبلاً. وقالت المعلومات حينها أن الهدف من الرادارات والصواريخ فى تركيا هو رصد الصواريخ الإيرانية فور تصويبها باتجاه إسرائيل وإسقاطها فى الأجواء الإيرانية، إذ تستطيع الرادارات الموجودة فى تركيا، بسبب قربها من إيران مقارنة مع إسرائيل، أن ترصد الصواريخ الإيرانية خلال ست دقائق فور إطلاقها من منصاتها، وذلك قبل ست دقائق أيضاً من الرادارات الإسرائيلية (الرادارات الأمريكية المنصوبة فى إسرائيل)، ما يعنى أن الرادارات الأمريكية فى تركيا ستمنح إسرائيل ست دقائق إضافية للتصدى للصواريخ الإيرانية التى تسعى واشنطن للتصدى لها أيضاً عبر سفنها الحربية فى الخليج أو شرق البحر المتوسط أو قواعدها الموجودة فى دول الخليج وتركيا. هذه الشكوك والمخاوف الإيرانية، وذلك التكتم التركى بخصوص نصب صواريخ باتريوت الجديدة على الحدود التركية مع سوريا فى هذا الوقت شديد الحساسية بالنسبة لتطورات الأزمة السورية، دفعت قائد القوة الجوية التابعة للحرب الثورى الإيرانى أمير على حاجى زاده للتأكيد، يوم 24 نوفمبر الفائت، على أن بلاده قد تستهدف الدرع الصاروخى لحلف شمال الأطلسى بتركيا فى حالة نشوب أى صراع فى المستقبل، وأضاف: "نحن نراقب بشكل دائم حركات أعداء الثورة وإيران، وليس لدينا قلق حيال تحركات الأعداء العسكرية. ونعزز استعداداتنا للمواجهة يوماً بعد يوم". هكذا يتجدد حديث المواجهة، وهكذا تجد إيران نفسها مدفوعة دون تدبير منها لهذه المواجهة، فما يحدث فى سوريا الآن مفعم بالمخاطر، وما يجرى اتخاذه من استعدادات تركية وأطلسية وإسرائيلية ينبئ بأن الأزمة الحقيقية الخاصة بسوريا لم تبدأ بعد، وربما يكون سقوط النظام السورى إيذاناً بالبدء الحقيقى للصراع الذى قد لا يكون إقليمياً فقط بل قد يتطور إلى صراع دولى ساخن، أو على الأقل صراع دولى بارد على النفوذ ليس فقط داخل سوريا بل قد يمتد إقليمياً نحو إيران وإسرائيل وتركيا ودول عربية مجاورة
http://acpss.ahramdigital.org.eg/Articals.aspx?Serial=1131901&Arch=14
|
|