انقذوا القدس قبل ضياعها؟!في ظل استمرار المفاوضات
الفلسطينية الاسرائيلية تتواصل عمليات البناء الاستيطاني الشرسة في مدينة
القدس، وأي من دول العالم لم تبد اعتراضا على هذه الهجمة المتصلة منذ
احتلال المدينة، والذين شاركوا في لقاء انابوليس يدفعون القيادة
الفلسطينية الى عدم التفكير بوقف المفاوضات، وكأن هذه المسرحية التفاوضية
باتت تشكل غطاء للمخططات الاستيطانية التي تلتهم القدس من جوانبها وداخلها
ومحيطها.
أين نحن مما يجري في مدينة القدس؟
نحن منشغلون بالتكهنات حول
التشكيلات الوزارية والتنقلات والتغيرات والتعيينات والدبلوماسية لدولة لم
تقم بعد، ومنهمكون في حروب المواقع والوقيعة والدس وتحريك الملفات
والتلويح بها بعيدا عن التجرؤ بفتحها.. والاستغاثة بالقناصل لوقف المد
الاستيطاني الذي تشارك فيه وتقوم به دولهم من استيطان مقنع أهدافه ليست
ببعيدة عن أهداف الاستيطان اليهودي، فاوروبا لها من الكعكة نصيب.
القدس ضحية اللجان الوهمية
الباحثة عن الظهور الاعلامي امام عدسات التلفزة وعلى صفحات الجرائد،
والقيام بزيارات وجولات لدور البعثات القنصلية متعددة الجنسيات.
القدس تغرق في بحر الاستيطان،
فماذا ينتظر أبناء الشعب والأمة، والسلطة تردد عبارات التنديد والاستنكار
والاستغاثة بالمجتمع الدولي المنحاز كليا لاسرائيل والداعم والممول لخططها
الاستيطانية فارضة امرا واقعا من التهويد وتغيير المعالم.
حتى الان، ورغم التحذيرات
والنداءات وصرخات القدس ومواطنيها ، لم تنجح القيادات الفلسطينية في وضع
خطط جادة سليمة ومدروسة لحماية القدس، ووقف عمليات تهويدها وتغيير
معالمها، وهي لم تدرك بعد ان القيادات الاسرائيلية غير معنية بسلام عادل
حقيقي، وان القيادة الحالية أعجز من أن تتخذ قرارا بصنع سلام جاد مع
الفلسطينيين، ومثل هذه الحال في اسرائيل يدفع تلك القيادات الى تصعيد
هجماتها ضد القدس، واستغلال الوقت والأغطية المتوفرة لها لتغيير
معالم المدينة.
ويبقى السؤال مطروحا.. ماذا فعلتم للقدس.. هناك الكثير من الخطط والخيارات والتوجهات لانقاذ المدينة قبل ضياعها، فهل من اجابة؟!