كيف علمت إسرائيل بالاختطاف قبل وقوعه !
ولماذا أصرت علي وجود إسرائيليين ضمن المجموعة؟
للمرة الثانية تتعرض مصر لعملية إرهابية مسلحة خطيرة بعد ساعات من إطلاق تحذير إسرائيلي فبعد تفجيرات سيناء »طابا ودهب« وكان من المستغرب للغاية هذه للمرة أن الجانب الإسرائيلي أصر علي الزعم باحتمال وجود إسرائيليين ضمن المختطفين حتي بعد مرور 72 ساعة من وقوع العملية (!) فقد نسبت صحيفة هاآرتس لـ»يسري« الذي لم تفصح عن أية بيانات عنه سوي أنه مصري ويعمل مدير شركة سياحية قوله هناك احتمال بالفعل لوجود سائحين إسرائيليين ضمن المجموعة المختطفة، وهو ما رفضت وزارة الخارجية نفيه حتي بعد نفي مسئولين مصريين لتلك المعلومات واكتفت الخارجية الإسرائيلية بالتأكيد علي أن الأمر تحت الفحص. من جانبه كتب المحلل الأمني لصحيفة يديعوت أحرونوت يقول: لاتوجد ـ علي ما يبدو ـ علاقة بين عملية خطف السائحين في جنوب مصر وبين التحذير الذي أطلقته قبل العملية بساعات هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية مشيراً إلي أن الخطر الرئيسي علي الإسرائيليين يكمن في جماعات فلسطينية نجحت في دخول سيناء مؤخراً وربما تنفذ عمليات داخلها حتي لا تحرج حماس بتنفيذ عمليات انطلاقاً من غزة في ظل إبرام حماس اتفاق تهدئة مع إسرائيل، وربما يتم اهداء العملية لروح عماد مغنية كنوع من الانتقام لاغتياله، وفي المقابل تبدو عملية الاختطاف في جنوب مصر ـ والكلام لا يزال لمحلل يديعوت أحرونوت ـ عملية جنائية وليست لها دوافع سياسية أو عقائدية استلهمت ماقامت به من عمليات القراصنة أمام السواحل الصومالية وبقية الدول الأفريقية التي لا تسيطر فيها السلطة المركزية علي مياهها الإقليمية بشكل قوي. وكشف المحلل عن مفاجأة كبيرة عندما أكد وجود زيارات إسرائيلية عديدة لمصر استهدفت المنطقة الحدودية مع السودان، كما قامت أعداد كبيرة من الإسرائيليين بالغطس في المياه الإقليمية المصرية المتاخمة للحدود مع السودان، وهي الزيارات التي توقفت قبل عملية الخطف بفترة قصيرة، دون أسباب واضحة(!). ووفقاً للكاتب الإسرائيلي نفسه فانه يمكن استخلاص عدة دروس من الحادث الأخير في مصر أولها: ان الشرق الأوسط أصبح مكان خطر للسائحين بشكل عام وللإسرائيليين بشكل خاص، وثانيها أن تل أبيب امنعت لحسن حظها عن اتخاذ أي مواقف رسمية فور إبلاغها بوجود إسرائيليين ضمن المجموعةالمختطفة وهو ما ثبت عدم صحته بعد ذلك، والدرس الثالث هو ضرورة الالتفات بجدية للتحذيرات التي تطلقها هيئة مكافحة الإرهاب في إسرائيل. يذكر أن موقع ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي »التابعة له هيئة مكافحة الإرهاب« هو الذي يصدر البيانات التحذيرية التي غالباً ماتحمل صيغة علي غرار: »هناك تحذير من هيئة مكافحة الإرهاب يوصي الإسرائيليين بالامتناع عن زيارة مصر بما في ذلك سيناء، وقد تزايدت مؤخراً خطورة الإرهاب ضد الإسرائيليين في سيناء، وتوجه لجنة مكافحة الإرهاب انتباه المواطنين الاسرائيليين الي خطورة الأمر وضرورة مغادرة مصر فوراً«. وفيما يتعلق بالتسلل من وإلي الحدود المصرية نوهت صحيفة هاآرتس انه خلال عام 2007 تسلل لإسرائيل من الأراضي المصرية نحو 5000 شخص، غالبيتهم من دول أفريقية. وكانت يدييعوت أحرونوت قد قدرت أعداد زوار سيناء من الإسرائيليين خلال عيد الفصح اليهودي الأخير بنحو »50« ألفاً، »نفس الأعداد تقريباً زارت سيناء العام الماضي في ظل ظروف مشابهة« مما دفع عدداً من قيادات اليمين المتشدد الإسرائيلي لدعوة الشرطة الإسرائيلية للتدخل لمنع خروج هؤلاء لمصر رغم تحذيرات هيئة مكافحة الإرهاب حتي ولو تم هذا المنع بالقوة.