على الرغم من المعارضة الصريحة التي أبدتها الصين، وقّعت تايوان ثلاثة عقود دفاع كبيرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
في هذه المناسبة، صرّح السيناتور الأميركي جايمس إينهوف، الذي يزور تايبيه حالياً برفقة 18 مشرّع، للمراسلين أنّ بلده ينوي بيع 30 مروحية قتال أباتشي (Apache) إلى تايوان، التي تعدّ إحدى أهم شركائها العسكريين في جنوب شرق آسيا، هذه السنة.
على غرار ذلك، ستحصل تايوان على 60 مروحية نقل من طراز بلاك هوك (Black Hawk) من الولايات المتحدة الأميركية في العام 2014، بحسب السيناتور إينهوف.
كما ستبيع الولايات المتحدة صواريخ باتريوت ذات القدرة المتقدمة PAC-3 إلى تايوان عام 2015 أيضاً.
وقال إينهوف: "إنّ عملية توقيع عقود الدفاع هذه تدلّ على وعد واشنطن الصارم بالاستمرار بتلبية حاجات تايوان الدفاعية."
تهدف العقود الجديدة إلى التصدي "للتهديد العسكري المستمرّ"، بحسب ما أعلنه اللواء سامسون لي، مسؤول دفاع تايواني رفيع المستوى، في سياق الإشارة إلى الصين.
وأضاف لي أنّ تايوان ستستمر في شراء نظم دفاع تلبي التهديدات العسكرية المستمرّة
وعلى الرغم من أنّه لم يتم الإعلان رسمياً بعد عن قيمة هذه العقود، فإنّ خبراء في مجال صناعة الدفاع يعتقدون أنّها تتراوح بين 3 و4 مليار دولار أميركي.
وتعتبر عقود البيع هذه بحسب قانون العلاقات مع تايوان الصادر عام 1979، والذي يتعين بموجبه على الولايات المتحدة الأميركية تزويد تايبيه بالأسلحة التي تحتاجها من أجل المحافظة على "قدرة دفاع ذاتي كافية."
وقد باعت واشنطن أسلحة تقدر قيمتها بـ18 مليار دولار أميركي لتايوان خلال السنوات السبعة الماضية، بحيث تعد هذه العملية الأكبر منذ العام 1979.
وفي هذا الإطار قال السيناتور جايمس أنّ حوالي 47 سيناتور أميركي و181 نائباً قد وجهوا كتاباً إلى الرئيس أوباما يحثونه على بيع مقاتلات إف-16 سي/دي (F-16 C/D) إلى تايوان.
وأضاف جايمس: "يعتبر أمن تايوان مسألة تهمّ أصدقاء هذه الدولة كافة في مجلس الشيوخ والكونغرس الأميركي."
تجدر الإشارة أن تايوان تعمل على إعادة تأهيل 145 مقاتلة إف-16 إيه/بي (F-16 A/B) عبر إضافة قدرات رادار مبتكرة وعتاد حرب إلكترونية متقدم وغيرها من التحديثات. وقد وقعت لوكهيد مارتن على عقد بقيمة 1.85 مليار دولار أميركي لبدء العمل على هذا المشروع
كما يدرس البيت الأبيض أيضاً خيارات للمساعدة في تصحيح خلل متنامي في مقاتلات تايوان مقابل قوات بكين، على أن تشمل هذه الخيارات عملية بيع محتملة لنماذج F-16C/D المتطوّرة التي لطالما أرادت تايبيه امتلاكها.
وأشارت بعض المصادر إلى أنّ بعثة الكونغرس الأميركية اقترحت مجدداً على حكومة تايوان تعليق مشاكلها مع اليابان حول جزيرة دياويوتاي بهدف التصدي معاً للتهديد العسكري المتنامي الذي تسببه الصين.
في الوقت نفسه، اعترضت الصين بشكل قاطع على عقود الدفاع الموقعة بين الولايات المتحدة الأميركية وتايوان.
"إننا نحث الولايات المتحدة الأميركية على الالتزام بمبدأ صين واحدة وبثلاثة بيانات رسمية مشتركة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، وقطع المبادلات الرسمية مع تايوان، والتوقف عن بيع الأسلحة لهذه الأخيرة." حسبما أفاد هونغ لي في مؤتمر صحافي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصين تعتبر تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، مقاطعة منشقة ستتم إعادتها إلى حيث تنتمي ولو كان ذلك بالقوة.