كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية النقاب عن أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قامت بإنتاج أنتجت فيلم وثائقي يُبين عملية هدم لقبة الصخرة وإقامة الهيكل المزعوم مكانها، ضمن حملة إعلامية لتحسين صورة إسرائيل في العالم، والترويج للرواية الإسرائيلية الكاذبة.
ولفت المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، إيتمار آيخنر، إلى أن قنوات التلفزيون الإسرائيلي قامت بناءً على طلب الخارجية ببث أجزاء من الفيلم المذكور، وساق المراسل قائلاً إن نجم الفيلم هو نائب وزير الخارجية من حزب (إسرائيل بيتنا)، بقيادة الفاشي أفيغدور ليبرمان، إذ أنه يظهر، كما أظهرت الصور التي نشرتها الصحيفة، على خلفية هدم قبة الصخرة وهو يتحدث عن العلاقة بين اليهودية والقدس، وموقع الحرم القدسي الشريف، وهو ما يسمى إسرائيليًا بجبل الهيكل.
ونقلت الصحيفة العبرية في سياق تقريرها عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إن الوزارة اتخذت قرارًا يقضي بعدم بث الفيلم خشيةً من ردة فعل الفلسطينيين، واستبداله بفيلم آخر، لافتًا إلى أن الفيلم يتحدث عما أسمته المصادر عينها بالحرية الدينية في القدس.
ونوه المراسل آيخنر إلى أن إنتاج هذا الفيلم يأتي ضمن الحملة الإعلامية لتطوير التسامح ولتحسين صورة الدولة العبرية في العالم، إلا أن الخارجية الإسرائيلية قررت عدم بث الشريط على هذا الشكل، خوفًا من تفسير الفيلم على أنه يشكل مسًا بالمواطنين المسلمين، وخشية رد فعل المواطنين العرب في مناطق الـ48 والفلسطينيين، ولجأت إلى إدخال تعديلات عليه، وتحديدا تعديل المقطع الذي تظهر فيه قبة الصخرة تنهار، وينشأ من داخلها الهيكل المزعوم.
وزادت الصحيفة قائلةً إن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت منع بث هذا الشريط، وإنتاج آخر عوضا عنه، يظهر فيه الهيكل يختفي بمسحوق سحري، إلى جانب ساعة تظهر الزمن إلى الوراء، مع شرح يؤكد على أنه قبل إقامة قبة الصخرة كان الهيكل ماثلا على الجبل، على حد قول الصحيفة، التي نقلت عن نائب وزير الخارجية أيالون قوله إن صورة جبل الهيكل، أيْ الحرم القدسي الشريف، ينهار، كان سيخلق عنفًا وشغبًا، على حد تعبيره.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من مزاعم نائب الوزير أيلون بأنه في الفيلم يتناولون حرية الأديان في القدس المتاحة لجميع الديانات، فإنه يظهر انهيار قبة الصخرة تمامًا، ليرتفع من بين أنقاضها الهيكل المزعوم، والتأكيد على أن اليهودية موجودة في المكان قبل وصول الإسلام.
في سياق ذي صلة، وقال المحامي زاهي نجيدات، الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، تعقيباً على هذا الخبر، كما جاء في بيان أصدرته أمس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إنه آن الأوان للأمة الإسلامية والعالم العربي أن يرتقيا لمستوى الحدث، فالخطب جلل والوقت ثمين، ومن جهتها عقبت المؤسسة على هذا الخبر بقولها: أيا كان الفيلم المروج، فنؤكد على أن المشروع الصهيوني بحقيقته قائم على حلم وأسطورة احتلال القدس والمسجد الأقصى ثم إقامة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى، وقد قالها في الماضي دافيد بن غوروين: لا قيمة لإسرائيل دون القدس، ولا قيمة للقدس دون الهيكل، وهنالك إجماع صهيوني على قضية بناء الهيكل المزعوم، ولذلك نحن نرى بعين الخطورة ترويج ونشر مثل هذه الأفلام، خاصة من دائرة رسمية من دوائر المؤسسة الإسرائيلية، فهذا الفيلم وغيره من القرائن والأحداث تشير إلى أن الاحتلال يسعى لتحقيق مخطط تقسيم المسجد الأقصى، كخطوة من خطوات العمل على بناء الهيكل الأسطوري المزعوم. وفي سياق متصل ذكرت المؤسسة أن عضو الكنيست موشيه فيغلين، من قائمة الليكود بيتنا، اقتحم ودنس اليوم المسجد الأقصى بالإضافة إلى نحو 30 مستوطنا. وختمت المؤسسة: وان كان الأمر كذلك فعلى كل الحاضر الإسلامي والعربي أنْ يعي أن المسجد الأقصى يعيش في هذه اللحظات حالة الخطر الشديد، وواجب الوقت على كل الأمة أن تنتصر للمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.





http://alquds.co.uk/index.asp?fname=today\31qpt952.htm&arc=data\2013\01\01-31\31qpt952.htm