برنامج الدعم الجوي القريب والثابت لتوفير قدرة إصابة أدق
4:01 PM 2013-10-9
فريق التحرير
تستمر رايثيون بالعمل على برنامج الدعم الجوي القريب والثابت الذي تطلقه وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية - داربا (DARPA)والذي بفضل برمجياته المتطوّرة، يمكّن القوات الأرضية من تلقى دعم جوي قريب من خلال تحسين التنسيق بين نظامي التحكّم في محطة الهجوم المشترك وأجهزة الاستشعار المحمولة جوا والأسلحة.
يهدف برنامج الدعم الجوي عن قرب والثابت إلى تحسين التنسيق في دعم الهجوم الجوي الأرضي القريب والثابت، إلا أنه قد يحدث ثورة على صعيد التكنولوجيا العسكرية ونشرها. ويشكل تطوير التنسيق بين الهجوم الجوي والأرضي والمعروف أيضاً بالدعم الجوي عن قرب، عملاً بالغ الخطورة والصعوبة.
يحرص الطيارون والعملاء الذين ينزلون إلى أرض المعركة عادة على عدم إصابة سوى الهدف المقصود باستخدام التوجيهات الصوتية فحسب، وإن حالفهم الحظ، يستخدمون خريطة مشتركة أيضاً. لذلك، يمكن في كثير من الأحيان أن يستغرق الجنود ساعة من الوقت للتشاور والتأهب والهجوم، فيفلت الهدف من بين أيديهم هذا إذا ما استبقهم الهدف إلى الهجوم أولاً.
بهدف التصدي لهذه التحديات، منحت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية - داربا (DARPA) مؤخرا عقداً للمرحلة الثانية من برنامج الدعم الجوي القريب(PCAS) والثابت لشركة رايثيون في والثام، في ولاية ماساشوستس.
يهدف برنامج الدعم الجوي القريب والثابت(PCAS) إلى تمكين القوات البرية وأطقم القتال الجوية من تحديد الأسلحة الموجهة – الدقيقة واستخدامها بشكل مشترك من خلال مجموعة متنوعة من المنصات المحمولة جوا. ويسعى البرنامج إلى رفع التقدم في مجال الحوسبة والاتصالات بهدف زيادة فعالية دعم الهجوم الجوي الأرضي عن قرب، فضلاً عن تحسين سرعة القوات البرية وصمودها عند الاشتباك مع قوات العدو.
وفي هذا الإطار، قال دان بات، مدير برنامج داربا: "يكمن هدفنا في جعل الدعم الجوي القريب أكثر دقة وسرعة، وسهل التنسيق في ظلّ الظروف التشغيلية العصيبة". وأضاف: "يمكننا استخدام الذخائر لضرب الأهداف الصغرى أو المتحركة، مما يقلّل من خطر النيران الصديقة أو الأضرار الجانبية".
على الرغم من أنّ أجهزة الدعم الجوي القريب أصبحت أكثر تطورا، إلا أنّه لم يتغير بشكل جذري منذ الحرب العالمية الأولى. بهدف تسريع قدرات الدعم الجوي القريب إلى جانب هذا الإنجاز التكنولوجي، يسعى برنامج PCAS إلى تطوير نظام رقمي بالكامل يشتمل على منتجات ونماذج معلوماتية تجارية كالواجهات المفتوحة، وتطبيقات البرمجيات المحمولة.
وتشمل تصاميمPCAS حاليّاً عنصرين رئيسيين هما برنامج الدعم الجوي عن قرب والثابت- الجوي (PCAS-Air) و برنامج الدعم الجوي عن قرب والثابت- الأرضي (PCAS-Ground) . يتكوّن برنامج (PCAS-Air) من نظام توجيه داخلي وأسلحة ونظم لإدارة الاشتباكات، بالإضافة إلى نقل البيانات العالية السرعة عبر الإيثرنت (تكنولوجيا أساسية لتوصيل أجهزة الكمبيوتر وتنفيذ الاتصالات بين الشبكات المحلية)، وأسلاك الطائرات الحالية أو شبكات الاتصال اللاسلكي.
واستنادا إلى المعلومات التكتيكية، تساعد الخوارزميات الآلية لبرنامج (PCAS-Air) على تحديد المسارات المثلى للهدف والسلاح الذي يجب استخدامه لدى الوصول والطريقة الأفضل لاستخدامه، وتستطيع أطقم الطائرات تلقي المعلومات إما من خلال واجهات ماثلة أو لاسلكيّاً عبر الحواسيب اللوحية.
وقد يقدم برنامج (PCAS-Air) المعلومات للقوات البرية من خلال برنامج (PCAS-Ground) ، وهو عبارة عن مجموعة من التقنيات التي تسمح بتحسين فرص التنقل، وإدراك الواقع الميداني والاتصالات الآمنة لتنسيق عمليات إطلاق النيران. ومن شأن عدسة نظام الشاشة المعروضة على مستوى النظر المتصلة سلكياً بجهاز كمبيوتر لوحي، كتلك المستخدمة في برنامج PCAS-Air ، عرض الصور التكتيكية والخرائط وغيرها من المعلومات لجعل أعين القوات البرية تبقى على الهدف بصورة أكبر وعلى شاشة الكمبيوتر بصورة أقلّ.
لقد تم حتى الآن استخدام أجزاء من برنامج PCAS-Ground على مستوى التجارب الميدانية التي تمثّلت ببعض الاستخدامات الأوّلية الواسعة النطاق للحواسيب اللوحية التجارية لتنسيق إطلاق النيران الجوية الأرضية.
فمنذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2012 حتى آذار/ مارس 2013، قدم برنامج PCAS-Air 500 حاسوب لوحي من نوع أندرويد مجهز ببرمجيات الوعي الظرفي، للوحدات المتواجدة في أفغانستان، وزوّدت الحواسيب اللوحية القوات المقاتلة بقدرات إضافية بما في ذلك البيانات الشبكية الرقمية (GRGs)، وبيانات ارتفاع التضاريس الرقمية وخطط ومعدّات تنفيذ المهمات الأخرى.
ويسمح نظام تحديد المواقع في الجو وعلى متن الطائرة، للطيارين والقوات البرية بتحديد مراكزهم النسبية في الوقت الحقيقي. وتظهر التقارير الميدانية أنّ برنامج PCAS-Ground قد حلّ مكان الخرائط الورقية، وحسّن بشكل كبير من قدرة القوات في تنسيق الاشتباكات الجوية بسرعة وأمان.
ومن أهمّ العناصر التي يقوم عليها برنامج PCAS هو السكة الذكية (Smart Rail)الذي يشكل نظام نمطي يعلّق على الطائرات ذات الأجنحة الدوارة، وهو ينفّذ العمليات الحسابية لعناصر البرنامج الجوي، كما يسمح بتركيب أجهزة راديو جديدة على متن الطائرة للاتصال بالعملاء الأرضيين. يشار إلى أنّ نظام التوصيل والتشغيل هذا قادر على التوافق مع الطائرات بدون طيار.
وفي الختام، قال بات: "تعتبر السكة الذكية وسيلة سهلة للتنسيق الجوي الأرضي الرقمي في الطائرات الحالية والمستقبلية. وكما أحدثت النواقل ثورة في مجال الحواسيب، كذلك يمكن للسكة الذكية أن تخفف من وقت وكلفة التطوير على صعيد التقنيات العسكرية، وأن تسرّع نشر برنامج الدعم الجوي عن قرب والثابت بالإضافة إلى قدرات خدماتية أخرى."
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=30464&cat=5