صواريخ سكود السلاح الأكثر استخداما في الصراعات الإقليمية
واشنطن: هبة القدسي
صواريخ سكود هي نوع من الصواريخ الباليستية التي قام الاتحاد السوفياتي بتطويرها خلال الحرب البادرة وقام بتصديرها بشكل واسع إلى دول أخرى. وظهر على مدى الخمسين عاما الماضية عدة طرز مختلفة من الصاروخ. والاسم الروسي للصاروخ في نسخته الأولى هو R - 11 أما النسخ المتطورة الحديثة فقد سميت R - 300. ويبلغ طول صاروخ سكود الذي طوره الاتحاد السوفياتي نحو 11.25 متر.
وكان حلف الأطلسي هو أول من استخدم مصطلح سكود على صواريخ R - 11 وعلى نسخته الألمانية التي كانت تتسم بتصميم مختلف وشكل أصغر. وأدخلت روسيا صواريخ سكود إلى سلاح الجيش الروسي في عام 1957. وأدخلت تطويرا في المحركات، وفي قدرات الصاروخ في عام 1965 بحيث يحمل متفجرات تقليدية عالية القوة ويمكنه أن يحمل ما بين 5 إلى 80 طنا من الرؤوس النووية، وفي بعض الطرز مثل طراز SS - 1 الذي تم تطويره في الثمانينات بحيث يمكن لصاروخ سكود أن يحمل رؤوسا كيماوية وما يصل إلى أربعين من القنابل العنقودية. وفي التسعينات طور الاتحاد السوفياتي جيلا جديدا من صواريخ سكود بحيث تحمل رأسا حربيا ينفصل عن جسم الصاروخ، ومزودا بنظام توجيه أوتوماتيكي وكاميرا تلفزيونية بحيث يمكن مراقبة مسار الصاروخ وبيانات المنطقة المستهدفة. وقد حصلت دول عربية كثيرة على الصواريخ السوفياتية سكود. وقامت بعض الدول مثل مصر والعراق بتطوير الصواريخ وأعطتها أسماء مثل بدر 2000 في مصر، وصاروخ العباس، وصاروخ الحسين في العراق، وقد استخدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين صواريخ سكود خلال حرب الخليج الثانية، وقام صدام حسين بتطوير إمكانيات الصاروخ سكود Scud - B بتقليل حمولته من أجل منحه قدرة على الوصول لمدى أبعد. وتميزت الصواريخ التي طورها العراق بإمكانية إطلاقها من منصات متحركة وإمكانية حمل رؤوس حربية وكيماوية. وقد استخدمت مصر صواريخ سكود لأول مرة في حرب السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 وأطلقت ثلاثة صواريخ على الجسر الإسرائيلي على الضفة الغربية من قناة السويس. واستخدمت صورايخ سكود في الكثير من الصراعات الإقليمية التي شملت حرب القوات الأفغانية ضد القوات السوفياتية في أفغانستان، واستخدمها الإيرانيون والعراقيون ضد بعضهم خلال الحرب بين إيران والعراق. وكان هناك عدد قليل من صواريخ سكود التي استخدمت في الحرب الأهلية في اليمن عام 1994. وفي الشيشان عام 1996. واستخدم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي عددا قليل من الصواريخ ضد المتمردين عام 2011. وقد حصلت كوريا الشمالية على أول صواريخ سكود من مصر في عام 1980 لتشكل اللبنة الأولي للبنية التحتية لكوريا الشمالية لتطوير صواريخ سكود التي سميت باسم هواسونغ - 5 وإطلاق رحلات تجريبية. وأجرت كوريا الشمالية تطويرا في الصاروخ لتزيد نطاقه من 10% إلى 15% وليتمكن من حمل مواد شديدة الانفجار ورؤوس حربية كيماوية.. وفي عام 1990 طوت كوريا الشمالية إمكانات الصاروخ وأطلقت عليه اسم رودونغ ليصل مداه إلى 500 كيلومتر وزادت حمولته إلى 770 كيلوغراما. وبحلول عام 1999 نجحت كوريا الشمالية في إنتاج ما بين 600 إلى ألف صاروخ هواسونغ - 6 ورودونغ وقامت بتصدير بعضها إلى إيران وسوريا وليبيا واليمن.
أما إيران فقد حصلت على 100 من صواريخ سكود المعدلة في كوريا (هواسونغ - 5) في عام 1985 وقامت بإنتاج أول خط إنتاج لتلك الصواريخ والتعديل عليها لتخرج باسم صواريخ شهاب.
المصدر ؛ http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=708640&issueno=12435