أدان مجلس الأمن الدولي التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية الثلاثاء، ولوح بإجراءات مناسبة، في إشارة إلى عقوبات إضافية. لكن بيونغ يانغ هددت قبل ذلك باتخاذ خطوات تصعيدية في حال تم تشديد العقوبات المفروضة عليها.
وأدانت الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس بالإجماع التجربة النووية الكورية، وهي الثالثة بعد تجربتيْ عاميْ 2006 و2009، والأولى منذ تولي زعيم كوريا الشمالية الحالي كيم جونغ أون الحكم بعد وفاة والده في ديسمبر/كانون الأول 2011.
واعتبر المجلس أن الخطوة التي أقدمت عليها بيونغ يانغ "تهدد بوضوح الأمن والسلم الدولييْن، وتمثل خرقا خطيرا لقرارات الأمم المتحدة".
وتلا وزير خارجية كوريا الجنوبية كيم سونغ هوان -الذي ترأس بلاده حاليا مجلس الأمن- بيان المجلس الذي قال إنه سيبدأ فورا مناقشات تهدف إلى اتخاذ "إجراءات مناسبة" ضد كوريا الشمالية، دون أن يحدد طبيعتها.
لكن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس تحدثت بوضوح عن عقوبات، وقالت إنه ينبغي ليس فقط توسيع العقوبات القائمة، وإنما أيضا تعزيز نظام العقوبات على بيونغ يانغ، بما في ذلك على النظام المالي في هذه الدولة، وحذرت كوريا الشمالية من مواجهة عزلة أكبر.
تهديد بالتصعيد
وقبل ساعات من الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، قالت كوريا الشمالية إن التجربة النووية الجديدة "كانت مجرد أول رد نتخذه بأقصى قدر من ضبط النفس".
وجاء في بيان رسمي أنه "إذا واصلت الولايات المتحدة التصرف بعداء وتسببت في تعقد الوضع، فسنضطر لاتخاذ ردود أقوى مرة ثانية وثالثة بخطوات متلاحقة".
وقالت بيونغ يانغ إن التجربة النووية -التي تسببت في رجة أرضية بقوة خمس درجات على سلم ريختر- كانت ناجحة.
وأضافت أنها كانت أقوى من التجربتين الماضيتين، مشيرة إلى استخدام قنبلة أو عبوة أقل حجما.
وفي جنيف، قال مسؤول في بعثة كوريا الشمالية في مؤتمر حول السلاح إن بلاده لن تذعن لأي قرارات تتعلق بنزع أسلحتها بسبب السياسة الأميركية "العدائية" تجاهها.
وكانت بيونغ يانغ قد أجرت تجربتين صاروخيتين في الشهور القليلة الماضية، وتتوقع وكالة المخابرات الكورية الجنوبية أن تقوم بيونغ يانغ بتجربة أخرى في الأيام القليلة القادمة. وهناك تخوف من أن كوريا الشمالية توشك على إنتاج رؤوس نووية تقوم بتركيبها على صواريخ طويلة المدى.
دعم وتنديد
وفي الأثناء، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الثلاثاء دعم بلاده لكوريا الجنوبية في مواجهة التهديد النووي الكوري الشمالي. وكان أوباما أدان في وقت سابق التجربة النووية واعتبرها استفزازا، داعيا إلى رد دولي قوي عليها.
وفي وقت لاحق، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن كوريا الشمالية تمثل تهديدا لبلاده، وإنه ينبغي الاستعداد لذلك.
وذكرت الخارجية الأميركية من جهتها أن بيونغ يانغ أبلغت واشنطن مسبقا بالتجربة النووية. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أدانا التجربة، وطالبا برد دولي قوي.
كما أدانتها أيضا الصين لكنها دعت إلى الهدوء، وطالبت بيونغ يانغ بالعودة إلى المحادثات السداسية بشأن ملفها النووي، وهي الدعوة ذاتها التي صدرت عن روسيا.