أمل العديد من شركات الأدوية الأوروبية في إنشاء مصانعها في الجزائر ولاسيما الشركة الفرنسية للأدوية ”سانوفي” التي تمضي قدما لإنشاء مصنع ثالث في الجزائر، خاصة وأن الجزائر تعرف نموا اقتصاديا وكذا تغير طبيعة الأمراض وهو ما يجتذب شركات الأدوية الكبرى خاصة مع ظهور فرص جديدة لعلاج أمراض مزمنة.
وقال فيباكر، الرئيس التنفيذي للشركة، إنه يمضي قدما في هذا الاستثمار بالرغم من أزمة الرهائن الأخيرة في الجزائر لأن المصنعين القائمين لا يستطيعان تلبية الطلب المحلي وحدهما وقد أصبحت الجزائر أولوية لشركة ”سانوفي” التي تعمل في إفريقيا منذ 1953.
وتدير الشركة الفرنسية حاليا مصنعين في الجزائر وتستثمر 70 مليون أورو لبناء مصنع جديد على مشارف العاصمة، وكان قد جاء المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي لمتابعة الاستثمارات الفرنسية في الجزائر جون بيار رافارين في نوفمبر الماضي لمتابعة استثمارات ”سانوفي” في الجزائر، وقال ”لدى المجمع آفاق لتطوير نشاطاته من خلال استثمارات صناعية يجري حاليا التباحث حولها مع الطرف الجزائري”. وقال كريستوف سبينيمان الخبير القانوني لدى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ”إن تصنيع الأدوية لا يتم في الفراغ، وغالبا لا توجد في إفريقيا المعرفة اللازمة مثل التدريب والروابط بين الجامعات والصناعة والإطار التنظيمي”. وذكر الرئيس التنفيذي للشركة، كريس فيباكر، إن إفريقيا أصبحت سوقا مثيرة للاهتمام وسنواصل تعزيز وجودنا التجاري هناك عن طريق إنشاء فروع لنا هناك حيث سنمضي قدما لإنشاء مصنع هو الثالث من نوعه هناك، مضيفا أنه ”بحلول 2020 ستكون السوق الإفريقية قد تضاعفت إلى مثلي حجمها حاليا لتبلغ 45 مليار دولار، غير أن الشركات الغربية تواجه العديد من العقبات التي تتمثل في البيروقراطية والفساد ونقص التنظيم والبنية التحتية مع محاولتها للاستفادة من هذه السوق الواعدة”. ووفقا لبيانات ”آي.أم.أس” من المتوقع أن يبلغ الإنفاق على الأدوية في إفريقيا 30 مليار دولار بحلول عام 2016 مدفوعا بمعدل نمو سنوي يبلغ 10.6 بالمائة هو أعلى معدل بعد النمو الآسيوي ويتساوى مع النمو في أمريكا اللاتينية.
ويتعين على الشركات الغربية أيضا أن تواجه منافسة في الأسعار من الأدوية المستوردة من الهند والصين التي تضاعف حجمها إلى أكثر من المثلين في السنوات الأخيرة.
وقال خيمينيز ”نفكر بجدية فيما سيحدث حين تبدأ تلك الأسواق الناشئة بالتباطؤ لأنها لن تواصل النمو بمعدلها الحالي إلى الأبد.. وإفريقيا مكان يحظى بكثير من اهتمامنا”.
وسيكون النمو مدفوعا بزيادة الثروة الاقتصادية والطلب على علاج الأمراض المزمنة من أفراد الطبقة الوسطى في الأماكن الأكثر تمدنا.
ومن المتوقع أن تصبح أمراض مزمنة كأمراض القلب والأمراض الرئوية والسكري والسرطان، سببا لنحو 46 بالمائة من إجمالي الوفيات في إفريقيا جنوبي الصحراء بحلول عام 2030 ارتفاعا من 28 بالمائة في 2008 وفقا لتقديرات البنك الدولي.
وهذا تحول كبير لشركات الأدوية التي كان دورها الرئيسي توفير الأدوية لأمراض معدية مثل الملاريا وفيروس ”إتش.آي.في” بإفريقيا وغالبا على أساس المساعدة الإنسانية.
http://www.al-fadjr.com/ar/economie/237860.html