"شورى سيتي" مشروع معماري يثير جدلا واسعا في الولايات المتحدة ويضع مشروعية استخدام الإدارة الأمريكية للطائرات بدون طيار، كسلاح يستهدف الإرهابيين من عناصر تنظيم "القاعدة" في أي مكان بالعالم، على المحك. المشروع طرحه طالب وفنان أمريكي ويتضمن تصميما معماريا لمدينة قادرة على الدفاع عن نفسها بوجه هجمات الطائرات بدون طيار.
سيباستيان سايبت (نص)
الفنان والمصمم الأمريكي آشر كوهين وضع الخطوط العريضة لمشروعه "شورى سيتي" (مدينة الشورى) في ربيع 2012 كمحاولة أولية لإنشاء مدينة تجعل من المستحيل عمليا على الطائرات بدون طيار مهاجمتها أو الاقتراب منها. مشروع يمثل تحقيقه على أرض الواقع حلما لبعض الناس فيما اعتبره آخرون مشروعا "معاد للقيم الوطنية" الأمريكية.
عندما أعلن كوهين عن مشروعه لأول مرة منذ عام تقريبا لم يلق أحد له بالا، لكن مؤخرا عاد المشروع إلى ساحة الجدال بالولايات المتحدة بعد انتقاد جون برينان نائب مستشار الرئيس أوباما للأمن القومي والرئيس المقبل لوكالة الاستخبارات الأمريكية، وأحد أشد المتحمسين لسلاح الطائرات بدون طيار، له في جلسة 7 فبراير/شباط الجاري بمجلس الشيوخ.
كوهين نفسه يرى "أن أي مشروع معماري يهدف للتصدي لهجمات الطائرات بدون طيار ما هو إلا محض خيال علمي، غير أنه ضرورة معاصرة من جانب آخر". لكن ما دفع كوهين للتفكير في هذا المشروع هو إيمانه "بأن استخدام هذه الطائرات لم يسفر إلا عن زرع اليقين في وعي شعوب بأكملها بأن الموت قادر على حصد أرواحهم في أي وقت وفي أي مكان ولأتفه الأسباب. وعليه فإن مشروعا مماثلا سيكون بلا شك حائط صد منيع لحماية أرواح شعوب قلبت الحروب حياتها رأسا على عقب".
أسس بناء "شورى سيتي"
مدينة "شورى" مصممة بالكامل لتضليل أجهزة رصد هذه الطائرات القاتلة، كما وضع في أساس تصميمها مناسبتها للبلاد الإسلامية والشرق أوسطية وهي "الثيمة" التي تم استغلالها على أكمل وجه عبر التركيز على إنشاء أكبر عدد ممكن من المآذن حتى تصبح مهمة الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض شبه مستحيلة. البيوت نفسها في هذه المدينة ينبغي أن تبنى على طريقة "لعبة تركيب الصور" حتى تصبح مهمة الطائرات في رصد المنزل المستهدف عسيرة. يجب أيضا استخدام أكبر قدر ممكن من الألوان في طلاء الجدران والنوافذ والأبواب لإضافة تعقيدات بصرية إلى التعقيدات المعمارية السابقة.
طرق التحكم في الحرارة داخل المدينة وكيفية توزيعها يمثلان عاملان إضافيان في تضليل المتحكمين بتوجيه هذه الطائرات، فالطائرات تستخدم أجهزة رصد حراري للتعرف على ضحاياها "وإذا ما استطعنا حرمانها من هذه الميزة فسيجد المتحكمون بدفتها صعوبة بالغة في التعرف على الأهداف وسط مبان تكاد تتجانس درجات حرارتها" يضيف آشتر كوهين.
http://www.france24.com/ar/20130211-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B7%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%89-%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D9%8A