21 من الأسماء الحسنى المنقوشة بمساجد مصر "ملفقة" .
الاثنين أكتوبر 20 2008 -
القاهرة-اعتبر
إنذار قضائي غير مسبوق في مصر، أن 21 من أسماء الله الحسنى المعروفة
والمنقوشة على معظم مساجد البلاد هي من قبيل "التلفيق"، وليست أسماء
حقيقية مستخلصة من الكتاب والسنة، رغم أنها تتردد على ألسن المطربين
والمنشدين في محطات الإذاعة والقنوات الفضائية، وأشهرهم الشيخ النقشبندي
والمطربان هشام عباس وايهاب توفيق،، وتدرس في مناهج الأزهر والتعليم العام
والجامعات" وتفتتح بها الأفراح وعقود الزواج.
ووجهت 4 محاكم مصرية هذا الإنذار إلى كل من شيخ الأزهر و4 وزراء، ورئيس
اتحاد الإذاعة والتلفزيون، متضمناً طلب استبعاد أسماء "الخافض المعز المذل
العدل الجليل الباعث المحصى المبدئ المعيد المميت الواجد الماجد الوالي
المقسط المغنى المانع الضار النافع الباقي الرشيد الصبور" بعد أن أكدت
دراسة موثقة أنها أفعال وأوصاف لا يصح الاشتقاق منها، ولا تسمية الله
تعالى بها.
وقال المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة طه محمود عبدالجليل
لـ"العربية" إنه تم توكيله رسميا من قبل 50 من الدعاة الاسلاميين وأساتذة
الجامعة والباحثين في الفقه والعقيدة، لطلب توجيه هذا الإنذار إلى الجهات
المعنية.
وأضاف: بناء على ذلك، قام محضرون من المحاكم الأربعة بالقاهرة، وهي
الجمالية والسيدة زينب وعابدين وبولاق، بتسليم الإنذار إلى كل من الشيخ
محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، ووزراء التعليم، والتعليم العالي، والأوقاف،
والإعلام، ورئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون.
تحرك من 4 محاكم
وشرح عبدالجليل أن موكليه يعتبرون أن 21 أسما من أسماء الله الحسني
المعروفة وعددها 99 اسما، ليست حقيقية، وأن شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي
ومجمع البحوث الإسلامية أقرا، في وقت سابق، بصحة دراسة موثقة توصلت إلى
ذلك.
وونتيجة ذلك، توقع "أن تتحرك تلك الجهات لحذف الأسماء المشار إليها، وإلا فإن الخطوة التالية قانونا هي إقامة دعوى قضائية ضدها".
ويتصدر قائمة الموكلين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الشيخ يوسف
البدري، وأستاذ العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة بالجامعة
الإسلامية بالمدينة المنورة د. محمود عبدالرازق الرضواني، والأستاذ بجامعة
الأزهر وعميد معهد إعداد الدعاة بجامعة عين شمس محمود شعبان مصطفى،
والداعية الإسلامي عادل الشوربجي.
تحقيق الأسماء المشهورة
واستند الانذار على أن الموكل الثاني الوارد اسمه في القائمة، د. محمود
عبدالرازق الرضواني، وهو عالم مصري متخصص في العقيدة الإسلامية، "قام
بتحقيق أسماء الله الحسنى المشهورة بين الناس لتمييز الصحيح منها من غير
الصحيح فى إطار ما أجمعت عليه الأمة واتفقت عليه كلمة أهل العلم دون منازع
من أن أسماء الله تعالى توقيفية، وأنه لا بد لكل اسم من دليل نصي صحيح
يذكر فيه الاسم بنصه".
واستطرد أنه "حقق وطالع ما يقرب من 50 ألف كتاب، مستخدماً الوسائل
العلمية الحديثة كجهاز الحاسب الآلي، وقام بجمع أسماء الله الحسنى الواردة
بنصها فى القرآن والسنة وقارنها بالأسماء المشهورة حالياً والمعتمدة عند
العامة على أنها من مقدسات الإسلام، حسب الترتيب الذي يكتب منقوشاً فى
مساجد وزارة الأوقاف المصرية ومطبوعاً بالكتيبات الصادرة عنها وعن غيرها
من الجمعيات الإسلامية".
وأشار الانذار القضائي إلى أن تلك الأسماء "تدرس فى مقررات مناهج
التعليم وتتردد في وسائل الإعلام مسموعة ومقروءة ومرئية، مثل موجات
الإذاعة وعلى رأسها إذاعة القرآن الكريم ومحطات التلفزيون، على ألسنة
المنشدين أمثال الشيخ النقشبندى، والمغنيين أمثال هشام عباس وإيهاب توفيق
وغيرهما، حتى بلغت شهرتها الآفاق، وصارت يفتتح بها حفلات عقود الزواج
والأفراح" .
وأوضح أن الرضواني توصل إلى أن "29 اسماً من الأسماء المشتهرة بين
الناس التي هي من إدراج الوليد بن مسلم الواردة فى رواية الترمذي لم توافق
الشروط العلمية التي وضعها العلماء واتفقوا على وجوب توافرها فى الاسم حتى
يمكن أن يكون من أسماء الله الحسنى".
21 اسما غير صحيحة
وفي الانذار أن هذه الأسماء هى "الخافض الرافع المعز المذل العدل
الجليل الباعث المحصى المبدئ المعيد المحيى المميت الواجد الماجد الوالي
المنتقم ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع المغنى المانع الضار النافع
النور الهادي البديع الباقي الرشيد الصبور ".
وواصل أن "منها 21 ليست من الأسماء الحسنى، والثمانية الباقية أسماء
لله ذكرت بصيغة مقيدة أو مضافة وهى تتميز بشروط غير ما اشترط فى أسماء
الله الحسنى المطلقة التي تفيد الكمال المطلق لله تعالى كما عرفها ابن
تيمية وغيره من العلماء وهي: "الرافع المحيي المنتقم الجامع النور الهادي
البديع ذو الجلال والإكرام ".
وأكد أن "من بركات هذه الدراسة أنها استخرجت كل الأسماء المطلقة
الواردة بنصها فى الكتاب والسنة الصحيحة دون تقييد أو إضافة أو اشتقاق من
وصف، فكانت تسعة وتسعين اسماً غير لفظ الجلالة".
وأشار الانذار إلى أن الدراسة "استخرجت كل الأسماء المقيدة والمضافة
فكانت تسعة وتسعين اسماً أيضاً" منوها إلى "أن أسماء الله الحسنى لا حصر
لها كما جاء فى الحديث الشريف الصحيح... "أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ
لَكَ، سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ
عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ
الْغَيْبِ عِنْدَكَ".
وقال المحامي طه عبدالجليل لـ"العربية.نت" إن هذه الدراسة عرضت على
مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وهو أعلى جهة علمية شرعية فى مصر من خلال
30 محاضرة مسموعة ومكتوبة نصاً على اسطوانة كمبيوتر مدمجة، وبعد أن قام
المجمع بفحصها ومراجعتها والتدقيق فيها لمدة 6 أشهر أقر بصحتها وبعدم
تعارضها مع العقيدة الإسلامية وصرح له بطبعها ونشرها وتداولها بتاريخ
5-2-2005. كما تلقى صاحبها خطابا من شيخ الأزهر في 28- 12- 2005 يقدم فيه
الشكر له وتقدير مجهوده فى البحث والثناء عليه.