انتقد محللون روس ما آلت إليه "الثورة الليبية" في ذكراها الثانية،
مؤكدين أنها لم تحدث تغيرات إيجابية جذرية في حياة المجتمع الليبي، بل خلقت
حالة عدم استقرار لأمد مفتوح.
10:27 | 2013 / 02 / 15
"أنباء موسكو"
وأشار المحللون في
نقاش حول طاولة مستديرة دعت إليه وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" بمناسبة
الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة الليبية إلى أن عدم الاستقرار السمة
البارزة في الحياة الليبية السياسية والأمنية اليوم، وأن "ثمة مواجهات
مازالت قائمة بين مؤيدي النظامين القديم والجديد، إضافة إلى المحاولات
الحثيثة لتقسيم البلاد.
بالمقابل أثنى المحللون على نظام القذافي السابق
بوصفه نظاما جامعا لكل الليبيين، وإن كان المجتمع الليبي، برأي أناتولي
يغورين نائب رئيس معهد الاستشراق في موسكو، قد "نضج لإحداث تغيرات في
الحياة السياسية والاجتماعية، إلا أن القذافي ماطل فيها".
وأكد يغورين
ردا على سؤال لأنباء موسكو، أن تصرفات القذافي في الفترة الأخيرة كانت تثير
الكثير من التساؤلات وكان واضحا أن خطواته على طريق الإصلاح "إما لم تكن
كافية أو مشكوك فيها"، معترفا في الوقت نفسه بأن الرئيس الليبي الراحل قد
"أطال الجلوس على كرسي الحكم". بالمقابل انتقد بافل أكوبوف رئيس جمعية
الدبلوماسين الروس عملية قتل القذافي، واصفا إياها بالوحشية، واستبعد
أكوبوف أن يكون القذافي مجنونا، أو لا يمكن التنبأ بتصرفاته، أوإرهابيا كما
يصفه البعض، وقال:" قابلت القذافي أكثر من 40 مرة ولم ألحظ فيه جنونا، كما
يصفه البعض، بل على العكس، وهو شخص يمكن التنبأ بتصرفاته" إلا ن هذه
الصورة عن القذافي برأي أكوبوف" رسمها الغرب له لأنه كان آخر القادة
المعاديين لأمريكا في المنطقة رغم أنه في نهاية حياته خفف من حدة موقفه
هذا" حسب تعبير الدبلوماسي الروسي السابق.
من جهة ثانية لفت رئيس جمعية
الدبلوماسيين الروس إلى أن روسيا ارتكتب خطأ حينما وثقت بوعود الغرب في
طريقة التعاطي مع الملف الليبي وقال" صادف أن تطابق رأيي مع رأي الدبلوماسي
السابق رئيس غرفة التجارة الروسية حاليا يفغيني بريماكوف بأنه لا ينبغي
لموسكو بعد اليوم أن تثق بوعود وكلام شركائها الغربيين. بصراحة الغرب خدعنا
قبيل تبني قرار مجلس الأمن بشأن الحظر الجوي على ليببيا"، مشيرا إلى أن
موسكو "استقت العبر من هذا الدرس، لذا ترانا اليوم في طريقة التعاطي مع
الأزمة السورية قد اتخذنا موقفا واضحا وصارما" مشيرا إلى أن ما حدث كان
"سوء تقدير من روسيا".
واستبعد أكوبوف ردا على سؤال لأنباء مومسكو حول
إمكانية أن يكون موقف موسكو من الأزمة السورية محصورا في إطار الرغبة
بالانتقام من الغرب لإلتفافه على موسكو في الملف الليبي قال أكوبوف "موقف
موسكو المبدئي هو أن مشكلات سورية الداخلية ينبغي أن يحلها السوريون
بأنفسهم دون تدخل خارجي وهذا هو الدرس الذي تعلمناه من الأزمة الليبية".
وحول
تداعيات الثورة الليبية على مصير الاستثمارات الروسية في هذا البلد أكد
أكوبوف أن موسكو تتخذ إجراءات للعودة إلى ليبيا وقال" الحكومة الليبية توحي
لنا أنها مستعدة لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع روسيا في عهد القذافي
والسماح للشركات الروسية بالعمل في ليبيا" لكنه أشار إلا أن هذا الكلام
يبقى مجرد إيحاءات غير قابلة للتطبيق خلال الاشهر الستة القادمة على الاقل"
لأسباب تتعلق بعدم الاستقرار في ليبيا من جهة وبالمعوقات التي تخلقها
العواصم الغربية أمام الشركات الروسية الراغبة بالعودة إلى السوق الليبية".
في
السياق ذاته دعا أناتولي يغورين الحكومة الروسية إلأى "عدم الاستعجال في
الفترة الحالية في العودة إلى ليبيا، والانتظار فترة ستة أشهر على الأقل
حتى تنجلي الأمور أكثر"
بالمقابل اعتبر يغورين أن " الربيع العربي لم
يبدأ من إحراق الشباب التونسي محمد البوعزيزي نفسه بل انطلق بتحريض أمريكي
سابق للشباب العربي عبر ما أسماه تدخلا إلكترونيا في حياة مجتمع الشباب
العربي وقال:"في الأول من ديسمبر/ كانون الأول عام 2010 أعلن خوسيه
فرنانديز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية خلال مؤتمر صحفي في الجزائر تحت
عنوان (الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية في بلدان المغرب
العربي) أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تبدأ من اليوم وتكمن في المقام
الأول في دعم شباب العالم العربي وإقامة اتصالات مباشرة بين المنظمات
الشبابية الغربية والعرب". وأضاف:" ما إن غادر فرناندس الجزائر حتى خرج في
اليوم الثاني آلاف الشباب الجزائريين إلى الشوارع".
وتساءل يغورين:"
كيف يمكن جمع هذا العدد خلال يومين ؟" واستطرد: "إن الولايات المتحدة خاضت
وتخوض تدخلا إلكترونيا في الحياة السياسية للشرق الأوسط".
مصدر http://anbamoscow.com/aworld/20130215/380156938.html