اختلفت، يوم امس، بمدينة المدية اراء قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة "مالغ" التابعة للحكومة المؤقتة، في موضوع الافراج عن الارشيف الاستخباراتي الذي يجاوز 50 طنا من الوثائق والمعلومات التي انتجتها قاعدة "ديدوش مراد" التي اسسها المرحوم عبد الحفيظ بوصوف على الاراضي الليبية باهداف استخباراتية محضة، قدمت وقتها اضافات مهمة للعمل الثوري التحرري للجزائريين
وقد نقلت تلك الوثائق التي ملات اكثر من 15 شاحنة من ليبيا الى الغرب الجزائري، مرورا بالصحراء، قبل ان تستقر هذ المادة الارشيفية الضخمة والمهمة في مخازن ودهاليز بناية وزارة الدفاع، وقد اجمعت الهيئة المحاضرة المكونة من بعض اطارات مخابرات الثورة حول دور "المالغ" والقيمة المضافة التي قدمتها لثورة نوفمبر المجيدة، وكذا الشخصية المحورية والكاريزما التي وقفت وراء نجاح تجربة العمل الاستخباراتي، ممثلة في قامة المرحوم عبد الحفيظ بوصوف، الا انهم اختلفوا في طريقة الافراج عن هذا الارث الوثائقي التوثيقي الضخم والمهم، فقد طالب عبد القادر بوخاري بتاجيل الافراج عن كثير من التفاصيل والمعلومات التي حواها ارشيف ديدوش مراد ، لان ذلك _ حسبه _ سيضاعف ازمة الراهن الجزائري الى اكثر من 20 ضعفا، وسيدفع في كثير من الاحيان الى الرغبة في اخراج المتعلقين هذا الارشيف من قبورهم ومحاسبتهم، معتبرا بأن الوقت لم يحن بعد للخوض في تفاصيل ومعلومات هذا الارشيف، اما السادة سنوسي ومجدوب وحشايشي والسيدة عبد الصمد، وبقدر ثنائهم على منظمتهم "المالغ" وعلى دورها المحوري في مواصلة الثورة والاعداد لمرحلة ما بعد الاستقلال، وبقدر ثنائهم على مؤسس المالغ وزعيمها المرحوم بوصوف، فإن اغلبهم دافعوا عن حق الاجيال والباحثين، وحتى التاريخ نفسه في المادة الاعلامية التي حواها ارشيف "المالغ"، ممثلا بالاساس في ارشيف ووثائق "قاعدة ديدوش" بكل فروعها ومديرياتها.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/156901.html