من المعروف تاريخياً أن تيمور لنك (1336 1405م) الذي يعتبر أبرز قائد عسكري في آسيا الوسطى في فترة القرون الوسطى، تمكّن من إعادة بناء امبراطورية المغول التي كان أسسها جنكيز خان (1167 1227م)، والتي امتدت من بولونيا (في الغرب) إلى كوريا (في الشرق)، ومن فيتنام (في الجنوب) إلى سواحل روسيا (على المحيط المتجمد في الشمال).
ونظراً إلى ضخامة المهمة التي ندب تيمورلنك نفسه إليها، فقد عاش في حالة حرب شبه دائمة من أجل الحفاظ على حدود امبراطوريته الواسعة الممتدة من البحر المتوسط (في الغرب)، إلى الهند (في الجنوب)، وروسيا (في الشمال).
وصل تيمورلنك إلى مرتبة رئيس وزراء، حيث قام في العام 1370م بإقصاء الخان وتولي زعامة الجكاتاي، بعد أن أعلن أنه من سلالة حنكيزخان، وأنه سيستعيد امبراطورية المغول السابقة. ولهذا قام تيمورلنك خلال العقود الأربعة التالية باكتساح أراض وبلدان جديدة، وأخمد كل الاضطرابات الداخلية التي واجهته، ونهب ما غلا ثمنه، ونقله إلى قصوره في سمرقند. ولم يوحّد تيمورلنك أي ولايات جديدة لتنضم إلى امبراطوريته، بل خلّف دماراً هائلاً تمثّل في الأكوام الكبيرة من بقايا الجماجم البشرية التي جمعها على شكل أهرامات لتذكّر الناس بانتصاراته، وعلى الرغم من أنه أبدى ميلاً وتقديراً للفنون والآداب، وجعل من سمرقند مركزاً ثقافياً، فإنه قاد في الوقت نفسه، عمليات ميدانية اتسمت بالوحشية والفظاعة.
ركّز تيمورلنك في المرحلة الأولى لإنشاء امبراطوريته على إخضاع القبائل المجاورة لسيطرته، ثم اتجه إلى بلاد فارس، وبلاد الرافدين، وأرمينيا، وجورجيا، وغزا روسيا. وفي طريق عودته قتل في فارس كل الذين عارضوه، وذبح أسرهم وحرق قراهم ومدنهم، ثم غزا الهند حباً بالقتال ونهماً لزيادة ثرواته، وعندما استولى جنوده على مدينة دلهي، ذبحوا سكانها ودمّروا ما عجزوا عن حمله إلى سمرقند. ولم يكن تيمورلنك يقتصر على ضحاياه من المدنيين فقط، فقد أمر بذبح مائة ألف جندي هندي وقعوا في الأسر.
دخل تيمورلنك سورية في العام 1401م، وذبح عشرين ألفاً من سكان دمشق، وهزم السلطان العثماني بايزيد الأول في العام التالي. ولقد أدركت البلدان التي لم تصلها بعد قبضة تيمورلنك أنها أمام قوة جارفة ماحقة، فأرسلت إليه الأموال والهدايا لتبعد وحوشه الكاسرة عن غزو أراضيها، ومن بين الذين فعلوا ذلك سلطان مصر وامبراطور بيزنطة.
دخل تيمورلنك سورية في العام 1401م، وذبح عشرين ألفاً من سكان دمشق، وهزم السلطان العثماني بايزيد الأول في العام التالي. ولقد أدركت البلدان التي لم تصلها بعد قبضة تيمورلنك أنها أمام قوة جارفة ماحقة، فأرسلت إليه الأموال والهدايا لتبعد وحوشه الكاسرة عن غزو أراضيها، ومن بين الذين فعلوا ذلك سلطان مصر وامبراطور بيزنطة.
كان تيمورلنك قائداً عسكرياً ذا سطوة، ولكنه كان يفتقد الدافع السياسي إلى إقامة امبراطورية حقيقية، فقد اعتبر البلاد التي يستولي عليها أماكن يتلذذ بنهبها، ويترك لجنوده مهمة العبث بها وقتل سكانها، ولم يخلّف أي إنجاز في تلك البلاد، سوى الدمار والقتل اللذين تشهد عليهما أعمال قواته، وبخاصة أهرامات الجماجم البشرية، لقد كان الرعب والذعر يسبقان قواته.
فإذا انتقلنا إلى رئيس وزراء إسرائيل أريئيل شارون، نجد في التاريخ أنه وُلد يوم 27-2-1928م، وقام يوم 29-9-2000م بزيارته للحرم المقدسي، ثم انتخب رئيساً للوزراء في 7-2-2001م، بعد أن أسقطت الانتفاضة الفلسطينية سلفه "إيهود باراك". ويوصف شارون بأنه "عريق في إجرامه ودمويته، ولتعدد جرائمه فإنها أكثر من أن تحصى طوال الأربعين عاماً الماضية. وإذا كان عالقاً في الذهن مذبحة صبرا وشاتيلا، فإن مذابحه ضد الأسرى المصريين والعرب في حربي 1956م و 1967م ووفقاً لوثائق اليهود أنفسهم قد فاقت الخمسة عشر ألف قتيل"(1).
لاريب في أن بين تيمورلنك وشارون فسحة زمنية هي أكثر من سبعمائة عام، كما أن بينهما فسحة جد كبيرة في الحروب التي شنّها كل منهما. وبالرغم من هذه الهوة الفاصلة، فثمة خيط واحد يجمع بين الرجلين، هذا الخيط هو النزعة المشتركة للدماء والتدمير، فقد كان تيمورلنك يقوم بحروب لم يهدف منها سوى إشباع رغبته تلك، ولم يخرج شارون عن منهج تيمورلنك هذا، فشن حروباً وقاد معارك تحت راية الصهيونية وتنفيذ مشروعها، وقصد من وراء ذلك أن يحقق رغبته في القتل والتدمير، اللذين حصرهما في الإنسان العربي والأرض العربية.
2 أسلاف شارون
سُئل مرة شاب إسرائيلي: كيف ترى القضية الفلسطينية؟ فأجاب: من خلال فوهة البندقية. إن شارون في حربه الإبادية ضد الشعب الفلسطيني، ينفذ "رؤية" هذا الشاب الإسرائيلي، فلغة التدمير في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية هي العنصر الأساسي في مشهد الحرب. وقد عمد الجيش الإسرائيلي إلى استعمال هذه اللغة وحدها، ليس من أجل غرض الإبادة والتدمير فحسب، وإنما أيضاً لبثّ الرعب والفزع في نفوس الفلسطينيين، بهدف خلق حالة جماعية فلسطينية للنزوح خارج الوطن (ترانسفير).
إن شارون في أعماله الإبادية والإرهابية هذه، وفي إيغاله في القتل و التدمير، لا يأتي بجديد، وإنما هو يواصل بذلك ما كان قد بدأه أسلافه وهو معهم ومنهم من إمعان في قتل الشعب الفلسطيني وتدمير وطنه ودياره، قبل قيام إسرائيل وبعده.
وهذا واضح في مذكرات قادة الصهيونية والدولة، أمثال: جابوتنسيكي، وبن غوريون، وبيغن، وديان، وشارون، وغيرهم كثير. وبالرغم من أن من يسمّون "المؤرخين الجدد" أمثال: إيلان بابيه، وبني موريس .. وغيرهما حاولوا تصحيح المعلومات التي زوّرتها الصهيونية بشأن إقامة إسرائيل، فإن اعتراضهم بأن الإرهاب كان جزءاً رئيساً من فكر وحركة العصابات الصهيونية في ذلك الوقت ذو مغزى. إن اعتماد شارون في ائتلافه الحاكم على الأحزاب، والتنظيمات الصهيونية اليمينية والعنصرية، مثل حركة "كاخ"، وحزب "موليديت" ذو مغزى أيضاً.
وإذا كان أريئيل شارون قد وجد معلِّمه النموذجي في التاريخ القديم، وهو تيمورلنك، فإن معلمه الذي عاصره، وهو فلاديمير جابوتنسكي (1880 1940م)، كان صهيونياً أصيلاً، حتى أنه أراد أن تكون الحركة الصهيونية بلا شوائب، فأسس "الحركة الصهيونية التصحيحية"، وتبنّى الأفكار الداروينية والنيتشوية والفاشية، كما آمن بقدرة الإنسان على صوغ المستقبل بإرادته، لهذا جمع مريديه في منظمة "بيتار"، وتضمّن دستورها أن هدف الصهيونية تحويل "أرض إسرائيل" وضمنها شرقي الأردن إلى كومنولث يهودي. ولهذا فإن شارون يرى أن قرار مجلس الأمن (242) لعام 1967م، يهدف إلى منح إسرائيل حقوقاً على الضفة الغربية وقطاع غزة مساوية لحقوق الفلسطينيين التي اعترفت بها الأمم المتحدة منذ العام 1947م، فهو يفسّر تعبير "الحدود الآمنة" الوارد في القرار بأنه يعطي إسرائيل الحق في المطالبة بأجزاء واسعة من الضفة والقطاع، لأسباب أمنية.
وهكذا خلص شارون إلى القول إن الضفة والقطاع ليسا أراضي محتلة، بل هي أراضٍ متنازع على ملكيتها(2). ولهذا فإن مطالبة الفلسطينيين بهذه الأراضي مساوية لمطالبة الإسرائيليين، وقد جاء وزير الدفاع الأمريكي الحالي (دونالد رامسفيلد) ليقول: إن إسرائيل قد كسبت بالحرب عام 1967م أراضي عربية، ويعني هذا أن هذه الأراضي هي غنائم حرب.
وإذا كان شارون ينأى بنفسه عن ذكر تيمورلنك، فإنه لا يخفي تلمذته على يدي أستاذه (جابوتنسكي) الذي كان قد قال: "الصهيونية مغامرة استعمارية، لذلك فإن نجاحها أو فشلها يعتمد على القوة العسكرية، البناء مهم، وتعلّم العبرية مهم، لكن الأهم هو القدرة على القتل". وقد أراد شارون أن يكون التلميذ المخلص لمعلمه (جابوتنسكي)، فكانت حربه على الشعب الفلسطيني تجسيداً ل "القدرة على القتل"؛ فتدمير البِنى التحتية، وضرب سيارات الإسعاف، وتدمير المنازل وجرفها على ساكنيها، واستخدام المدنيين وبخاصة الأطفال منهم دروعاً بشرية، وإعدام الأسرى والمدنيين من دون محاكمة، واغتيال القادة والمقاومين، والحصار، والتجويع، ومنع الماء، والكهرباء، والطعام، والدواء، وحجز حريات الناس، ومنع إسعاف الجرحى وتركهم ينزفون حتى الموت، واعتقال الآلاف من المدنيين وتعذيبهم وإذلالهم، واختفاء بعض المعتقلين، ودفن الجثث والجرحى تحت الأنقاض، ونقل أعداد كبيرة من الجثث إلى مقابر جماعية في أماكن شتى للتغطية على حقيقة المجازر .. وغير ذلك، هي بعض ما ارتكبه أريئيل شارون وجيش إسرائيل من انتهاكات لكل ما ورد في الاتفاقيات الدولية، وأحكام القانون الدولي.
شارون أن يكون التلميذ المخلص لمعلمه (جابوتنسكي)، فكانت حربه على الشعب الفلسطيني تجسيداً ل "القدرة على القتل"؛ فتدمير البِنى التحتية، وضرب سيارات الإسعاف، وتدمير المنازل وجرفها على ساكنيها، واستخدام المدنيين وبخاصة الأطفال منهم دروعاً بشرية، وإعدام الأسرى والمدنيين من دون محاكمة، واغتيال القادة والمقاومين، والحصار، والتجويع، ومنع الماء، والكهرباء، والطعام، والدواء، وحجز حريات الناس، ومنع إسعاف الجرحى وتركهم ينزفون حتى الموت، واعتقال الآلاف من المدنيين وتعذيبهم وإذلالهم، واختفاء بعض المعتقلين، ودفن الجثث والجرحى تحت الأنقاض، ونقل أعداد كبيرة من الجثث إلى مقابر جماعية في أماكن شتى للتغطية على حقيقة المجازر .. وغير ذلك، هي بعض ما ارتكبه أريئيل شارون وجيش إسرائيل من انتهاكات لكل ما ورد في الاتفاقيات الدولية، وأحكام القانون الدولي.
يؤمن شارون بقولة (جابوتنسكي) بأن الله أنزل السيف والتوراة على اليهود، لذلك فهو يدعم التنظيمات اليهودية ذات الطابع الديني والإرهابي، وبخاصة تلك التي تعتقد أن الله قد خصَّ شعب إسرائيل بالأرض ما بين النيل والفرات، وهو المعنى الذي يرمز إليه الخطان المتوازيان في العلم الإسرائيلي.
وهكذا قتل شارون منذ (29-3-2002م) وحتى (29-9-2002م) (1897) فلسطينياً، وأصاب (41) ألفاً بجروح. وكان 85% من هؤلاء الشهداء مدنيين غير مسلحين، و 22% دون سن ال (18)عاماً.
3 ملمح من التاريخ
حينما أرادت القيادة الإسرائيلية إنشاء قوة محمولة جواً، هي الذراع الثالثة للقوة الضاربة الإسرائيلية، وذلك في العام 1948م، لم تجد أفضل من شارون ليتولى قيادة هذه الوحدة التي لم تستطع الاشتراك في حرب 1948م، لأنها كانت آنذاك على وشك التشكيل، على أساس أن يكون قوامها مائة مظلي، وأن تكون مهمتها عمليات النسف، والتخريب، والقتل، والتعذيب، وهي عمليات نفّذتها الوحدة الجديدة التي كانت تحمل اسم "الوحدة 101" ضد المواطنين العرب في فلسطين المحتلة (مثل: مذبحة قبية في تشرين الأول- أكتوبر 1953م، ومذبحة الخليل في كانون الثاني- يناير 1954م)، ثم تطوّرت هذه الوحدة لتصبح لواءً قاده شارون نفسه في عملية الإبرار الجوي في أبو عجيلة (سيناء) في حرب 1967م.
حينما تولّى حزب الليكود الحكم في آيار- مايو 1967م، اقترح وزير الزراعة (شارون) خطة محددة للاستعمار الاستيطاني، سمّيت آنذاك "المحور المضاعف"، وأساسها خطان متوازيان تربط بينهما شبكة واسعة من الطرق الطولية والعرضية، وهذان الخطان هما: الشريط الساحلي، حيث يوجد 75% من الإسرائيليين، والشريط الشرقي المقابل له والممتد من الجولان شمالاً حتى شرم الشيخ جنوباً، وطوله (700) كلم. وتشمل الخطة إنشاء ثلاثة مراكز حضرية كبيرة على مدخل القدس، لتشكّل مراكز دفاع عن المدينة، كما تتضمن إقامة كتلة من المستعمرات شمالي الضفة الغربية، وكتلة ثانية في منطقة الخليل، مع شبكة من الطرق الطولية والعرضية، والتأكيد بأن شرقي الأردن هو الوطن الفلسطيني البديل.
ظل شارون مؤيداً لخطته هذه التي تنادي بأن المملكة الأردنية الهاشمية هي الدولة الفلسطينية، بحيث لا تكون شرقي نهر الأردن سوى الدولة الفلسطينية وعاصمتها عمان، وغربي نهر الأردن سوى إسرائيل، أما الضفة الغربية وقطاع غزة وهما يهودا والسامرة وقطاع غزة في لغة شارون فتشملهما تسوية مؤقتة جوهرها حكم ذاتي. وقد أعلن شارون في (16-8-1988م) مشروعه لتطبيق القانون الإسرائيلي على المناطق "أي يهودا والسامرة وقطاع غزة" استناداً إلى مشروع (آلون)، وذكر في تصريحه أنه عاجلاً أو آجلا، ستعلن منظمة التحرير الفلسطينية حكومة مؤقتة على جزء من أراضي "إسرائيل".
وثمة خطر حسب رأي شارون في أن يعترف كثير من دول العالم بالحدود التي ترسمها منظمة التحرير الفلسطينية، وأكّد شارون في الوقت نفسه أنه مازال مع التسوية الأساسية بدولة فلسطينية في الأردن.
وفي غزوه لبنان، لم يكن شارون يخفي نياته العدوانية، فقبل أسبوع من بدء الحرب (6-6-1982م)، صرّح شارون وكان آنذاك وزيراً للدفاع بأن هدفه إذا ما وقعت الحرب سيكون "تحطيم منظمة التحرير الفلسطينية وتدمير بنيتها التحتية في جنوبي لبنان"، ثم إنه أعلن بعد بدء الحرب أن الحكومة الإسرائيلية قررت "أن تمحو منظمة التحرير من الوجود"(3). وكان شارون قد قال في ندوة قبل غزو لبنان بستة أشهر: إن الإطار الاستراتيجي للحرب من وجهة النظر الإسرائيلية يرتبط بالمخاطر الرئيسة على أمن إسرائيل، وهذه المخاطر تتمثل في عنوانين عريضين هما: المواجهة العربية، والتوسّع السوفيتي استناداً إلى تلك المواجهة. ومن هنا طالب شارون باستمرار إسرائيل في ضرب العرب وردعهم، وإبقاء الأراضي الفلسطينية والسورية تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومواصلة عملية الضم للأراضي المحتلة، والتوسّع في إقامة المستعمرات الصهيونية عليها.
أشرف شارون شخصياً على مذبحة صبرا وشاتيلا في ضواحي بيروت في النصف الثاني من أيلول-سبتمبر 1982م، حيث استشهد (3297) فلسطينياً قتلاً، وقد أبعد شارون نفسه والقوات الإسرائيلية عن أن تكون هي القاتلة المباشرة، وقد أثبتت لجنة التحقيق الإسرائيلية (لجنة كاهان) أن الوزير شارون أمر قائد الجبهة الشمالية الجنرال (أمير دروري) بأن "القوات اللبنانية" هي المكلفة بالدخول إلى مخيمي صبرا وشاتيلا، وأن واجب القوات الإسرائيلية يقتصر على تقديم التسهيلات والحماية.
كثرت وتصاعدت وسائل وطرائق التعذيب والقتال التي كان شارون يستعملها بإشرافه المباشر حينما تولّى وزارة الدفاع في عهد مناحيم
بيغن، وشرع بتنفيذ سياسة القبضة الحديدية. ففي عهده استخدمت إسرائيل خراطيم المياه باردة وساخنة، وقنابل الغاز المسيل للدموع، والضرب بالعصى والرصاص، واقتحام المدارس والجامعات، والسجن والاعتقال، والنفي، والإقامة الجبرية، والحكم بالغرامات المالية؛ ولم تكن هذه الوسائل والطرائق غريبة أو بعيدة عن إسرائيل قبل شارون وبعده، ولكن شارون أضاف إليها وأكثر منها ووضعها تحت إشرافه المباشر.
نسبت إلى شارون عمليات عسكرية وصفت بأنها مفاجئة أو بنت ساعتها، في حين أنها عمليات مدروسة سابقاً، ولها خطتها أو خططها المتعددة، وكمثل على ذلك "عملية الغزالة ثغرة الدفرسوار"، التي جرت في أثناء حرب 1973م، فقد عهد إلى الجنرال شارون وهو على رأس القيادة الجنوبية آنذاك أن يقود العملية المذكورة، وحينما توافرت الظروف الكافية، وبخاصة ذلك الإمداد الكبير من الأسلحة الأمريكية الحديثة، قررت القيادة الإسرائيلية تنفيذ الخطة المقررة، وكان الجنرال شارون في مرحلة الإعداد والتخطيط للعملية، قد انتقى مكان العبور، وحدد المنافذ فيه، والمسالك إليه، ووضع عليها شارات وعلامات من الآجر (القرميد) ومهّد ساحة تتجمع فيها الآليات والقوات.
يتبع...