كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فى تقرير مطول لها اليوم السبت، عن تفاصيل وأسرار تنشرها لأول مرة عن عملية إسقاط طائرة الركاب الليبية فى سيناء فى 21 فبراير 1973عندما كانت فى طريقها من مدينة "بنغازى" إلى القاهرة و هى الطائرة التى كانت تقل مذيعة الأطفال الشهيرة أنذاك سلوى حجازى، وأوضحت الصحيفة أن سبب الحادث كان بسبب خطأ ملاحى دخلت الطائرة المجال الجوى لسيناء، التى كانت تحتلها إسرائيل فى ذلك الوقت قبل انسحابها منها.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن الطيارين الإسرائيليين طلبوا من الطائرة الليبية التابعة لشركة "ليبيان إير لاينز" الهبوط فى إحدى مطارات إسرائيل القريبة، بسبب مخاوفهم من احتمال تنفيذ عملية عسكرية، وعندما رفض طاقم الطائرة الليبية ذلك تم إسقاطها من قبل المقاتلات الحربية الإسرائيلية، ما تسبب فى مقتل 104 ركاب كانوا على متنها من مصريين وليبيين وفرنسيين، ونجاة 8 ركاب نقلوا إلى مستشفى "بئر السبع".
ونقلت يديعوت عن أحد الطيارين المساعدين، ممن نجوا من الحادث فى ذلك الوقت قوله إنه تم التقاط إرسال من طائرات سلاح الجو الإسرائيلى فى حجرة القيادة فى الطائرة الليبية تطلب من الطيارين الليبيين الهبوط فى إسرائيل، إلا أن طاقم الطائرة الليبية أصابهم الخوف فرفضوا ذلك.
وأضافت يديعوت، أن الأجهزة الإسرائيلية المختصة بالطيران اعتقدت أن الخطأ الملاحى نجم عنه خلل فى الأنظمة الإلكترونية للطائرة، وهى من طراز "بوينج 737"، والتى كان على متنها 103 ركاب و9 من أفراد الطاقم.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن إسقاط الطائرة الليبية أثار غضب الدول العربية فى حينه، وأن عددا من الدول العربية، أكدت أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلى لم تطلب من طاقم الطائرة الهبوط، وأن 4 طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلى هاجمت الطائرة الليبية، مشيرة إلى أن ليبيا ادعت فى حينها أن إسقاط طائرتها هو استمرار لعمليات إسرائيل فى لبنان فى تلك الفترة.
وزعمت رئيسة الوزراء الإسرائيلية فى ذلك الوقت جولدا مائير، أن الطيار الليبى لم يمتثل للتحذيرات، فى حين قال وزير المواصلات فى حينه شيمون بيريز، إن الطيارين الليبيين لم يتصرفوا بموجب قواعد الطيران الدولى العامة، وأن خوفهم هو الذى تسبب بسقوط الطائرة وليس الاعتبارات الإسرائيلية.
وبعث الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون فى ذلك الوقت بتعازيه إلى كل من الزعيم الليبى معمر القذافى، والرئيس المصرى أنور السادات، وعبر عن مخاوفه من أن إسقاط الطائرة قد يعرض للخطر الاتصالات الجارية للتوصل إلى سلام فى الشرق الأوسط.
وأوضحت يديعوت، أن الإذاعة الرسمية الفرنسية قالت فى حينها، إن إسقاط الطائرة هو جزء من حملة تخويف بدأت مع هجمات سلاح الجو الإسرائيلى على لبنان وسوريا وعلى قواعد عسكرية شمال لبنان، مشيرة إلى أن خمسة من أفراد طاقم الطائرة كانوا فرنسيين.
وفى المقابل، قالت يديعوت، إن سفير ليبيا لدى ألمانيا الغربية قال فى إحدى المناسبات، إنه يجب ألا يتفاجأ العالم إذا هوجمت طائرات إسرائيلية، فى حين دعت الصحف المصرية المنظمات العربية إلى مهاجمة كل هدف إسرائيلى فى العالم ردا على هذه العملية.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=956158&SecID=12#.USjqDZjiucg.facebook