سلاح الاشارة
في مصر من أقدم الأسلحة في القوات المسلحة حيث تم تأسيس
مدرسة الاشارة في القطر المصري عام 1895م وتم تطويرها بعد ذلك عدة مرات حتي
يوليو من عام 1973م وتصدر الأوامر بتنظيم سلاح الاشارة الذي خضع بدوره
للعديد من اجراءات التطوير حتي عام 1958 م لتمتد مسئولياته لتشمل المواصلات
الاشارية في البر والبحر والجو. وعقب حرب أكتوبر المجيدة وكنتيجة للخبرات
المكتسبة من تلك الحرب فقد حدث تطور هائل لمواكبة التطور العالمي في هذا
المجال حيث تطورت انظمة ووسائل الاتصالات بداية من نظم اتصالات الطيف التي
تحد من تداخل الأنظمة الاليكترونية الموجهه اليها لاعاقتها.
كذلك نظم
الاتصالات سريعة الحركة التي أصبحت تلائم التغيير السريع والمفاجيء في ظروف
ومتطلبات الاتصالات أثناء المعارك فضلا عن المحطات الأرضية للاتصال
بالأقمار الصناعية وايمانا من القيادة العامة للقوات المسلحة لتوفير كل سبل
عناصر السيطرة علي جميع المستويات فهي لم تألُ جهدا في توفير كل
الامكانيات التي تحقق نظاما اشاريا حديثا يعتمد علي أحدث الأنظمة المتطورة
علي مستوي العالم.
-- وقد توجهنا بالحديث الي اللواء أركان حرب سيد محمد البرنس مدير سلاح الاشارة وفي البداية قلنا له ما هو مفهوم ومعني الاشارة.
-
تحدث قائلا لقد عرف الانسان الاشارة منذ قديم الأزل حيث كان يستخدم وسائل
بدائية كتالوج بالأيدي والملابس واستخدام النيران ثم طور الانسان المصري
القديم هذا الأسلوب بعدما عرف الكتابة علي الحجر واستخدام ورق البردي
كرسائل بريدية ثم استخدم الحمام الزاجل كوسيلة لتبادل الرسائل ثم توالي
التطوير حتي تم اختراع التليفون وجهاز اللاسلكي اللذين اعتبرا البنية
الأساسية لأي منظومة اشارية والتي يطلقون عليها عصب المعركة وهي الوسيلة
الرئيسية للسيطرة علي أحدث المعارك ونقل المعلومات وتبادل البلاغات ونشر
الأوامر وفي عام 1936 تم انشاء سلاح الاشارة ثم تم اصدار المرسوم الملكي
باعادة تنظيمه تحت اسم سلاح الاشارة الملكي بكوبري القبة في عام 1938.
ومع
قيام ثورة يوليو 1952 تم تعديل اسم سلاح الاشارة الملكي ليكون سلاح
الاشارة فقط وفي عام 1958 تم تعديل اسم سلاح الاشارة مرة أخري ليكون ادارة
اشارة القوات المسلحة.
الاشارة عصب المعركة
ويقول مدير سلاح الاشارة
تعتبر المواصلات الاشارية العمود الفقري لأنظمة القيادة والسيطرة علي كل
المستويات فهي تمثل الاعصاب في جسم الانسان التي بدونها لاتصل الأوامر من
المخ الي جميع أعضاء الجسم ومن هنا نجد أن المهام الرئيسية لادارة الاشارة
تتلخص في تخطيط وتنفيذ المواصلات الاشارية داخل القوات المسلحة
هذا الي
جانب تدبير التسليح الاشاري للقوات المسلحة وتخطيط وتنفيذ المواصلات
الاشارية الخاصة بالمعاونة في ازالة الكوارث والأزمات والاشتراك في مشروعات
الخدمة الوطنية لتطوير شبكات المواصلات المدنية بالتنسيق مع الشركة
المصرية للاتصالات.
-- .. ترفع ادارة سلاح الاشارة عناوين الدقة والسرعة والأمان كشعار لها فما هو مدلول هذه الكلمات؟
-
ان شعار الاشارة يحمل في مضمونه الصفات التي يتميز بها اداء رجال الاشارة
لأن الدقة تعني في المقام الأول إقامة وسائل المواصلات الاشارية المختلفة
بالشكل الذي يتناسب مع خصائصها الفنية لضمان وصول البيانات والمعلومات دون
أي تغيير أو اخطاء أما عن السرعة فتعني سرعة تخطيط وانشاء وتنفيذ المواصلات
الاشارية المطلوبة وضمان وصول المعلومات في الوقت والمكان المناسبين
ولتحقيق ذلك فإنه يتطلب تطوير معداتنا ونظمنا الاشارية لتكون قادرة علي نقل
المعلومات ذات الحجم الهائل والسرعات الفائقة في أقل زمن ممكن وحول عنصر
الأمن قال هو يعني تأمين البيانات والمعلومات المتداولة علي وسائل
المواصلات الاشارية ضد تهديد حرب المعلومات الحديثة.
-- وحول وقوف ادارة الاشارة من الصراع بين عنصري الحرب الالكترونية وعملية التطوير التكنولوجي والتقني العالمي في مجال الاتصالات.
-
اضاف انه كما ذكرت من قبل ان ادارة الاشارة هي الجهة المكلفة بمهمة توفير
الاتصالات وتأمينها داخل القوات المسلحة والمحور الأول يعتمد علي تطوير نظم
وشبكات المواصلات الاشارية والمحور الثاني تأمين المعلومات والبيانات
المتداولة من خلال وسائل المواصلات الاشارية، وبالنسبة للمحور الأول تحرص
القيادة العامة للقوات المسلحة علي وضع أسس تنفيذ التطوير باختيار واقتناء
أفضل المعدات والنظم في عالم الاتصالات والتي تتناسب وطبيعة استخدام قواتنا
واذا تطرقنا لمحور تأمين البيانات والمعلومات وايضا القيادة العامة تولي
اهتماما بالغا من خلال استحداث معدات ونظم الاشارة التي تستخدم تقنيات
فنية عالية، بالإضافة إلي التطوير المستمر لنظم وشبكات الاتصالات باستخدام
طرق وتقنيات وبروتوكولات التأمين الحديثة.
-- وحول كيفية إعداد الفرد المقاتل داخل إدارة الاشارة،
-
قال: يعتبر تدريب وتأهيل فرد الاشارة أحدي الركائز الرئيسية في منظومة
إعداده كما يعتبر الركيزة الاساسية لعناصر الكفاءة القتالية، ذلك كان
اهتمام القيادة العامة للقوات المسلحة باعداد الفرد المقاتل اعدادا فنيا
وبدنيا ومعنويا لتحقيق اسمي هدف وهو النجاح فيما يكلف به من مهام، هذا ويتم
اعداد فرد الاشارة من خلال ثلاثة محاور رئيسية، الاول تأهيل القادة
والضباط داخل الجمهورية من خلال تطوير برامج التأهيل لتتماشي مع أحدث نظم
الاتصالات العالمية ومعامل اللغات والتدريبات الميدانية خارج الفصول
الدراسية من خلال التدريبات المشتركة التي تتم مع الدول الصديقة، هذا الي
جانب ايفادهم الي بعثات خارجية لصقل المهارات وكسب الخبرات أما المحور
الثاني فيتم في مراكز التدريب الفنية المتخصصة وذلك باستخدام أحدث مساعدات
التدريب والمقلدات بما يتمشي مع التطورات السريعة والمتلاحقة لنظم
الاتصالات والمحور الثالث يعتمد علي تأهيل الكوادر الفنية من خلال ربط
الدراسات العليا والتدريب المستمر ورفع الكفاءة الفنية لعناصر التأمين
الفني الاشاري علي أحدث طرق ونظم الاصلاح الاشاري.
دور متنام للقوات المسلحة في مجال تنمية المجتمع وتقديم الخدمات
-- وحول مساهمة سلاح الاشارة في القطاع المدني ومشروعات الخدمة الوطنية ؟
-
قال: تمت المساهمة في تنفيذ العديد من مشروعات الاتصالات بطاقة 4 ملايين
خط تليفوني بمحافظات القاهرة والجيزة والغربية والاسكندرية والبحيرة
والسويس، كما تم إقامة أول مشروع خدمة وطنية عام 97 واطلق عليه مشروع
الشبكات الست ثم توالي بعد ذلك تنفيذ العديد من المشروعات مع الشركة
المصرية للاتصالات وكان التركيز والاهتمام علي المناطق التي يصعب فيها
إنشاء بنية تحتية جديدة وقمنا باستخدام تكنولوجيا بديلة جديدة تعرف بأسم
المركزات لتوفير عدد من القنوات في المناطق النائية دون الحاجة لاعمال
انشائية جديدة، كما تم استخدام الفائض من الوعاء التجنيدي والذين يتمتعون
بمهارة وحرفة عالية في هذا المجال والمدربين علي أعلي مستوي للاستفادة بهم
في القطاع المدني.
دعم فني لهيئة السكة الحديد
تم تقديم الدعم الفني
والاشراف لمشروع التتبع الآلي لقطارات السكة الحديد وقد تم في هذا الصدد
تجهيز اكثر من 350 قطارا من خلال الدراسات الفنية المشتركة والاشراف علي
تجهيزات مركز التحكم الرئيسي للتجهيزات الخاصة بالقطارات، بالاضافة الي
الاشراف علي مراحل التدريب التي تتم بواسطة الشركة المنفذة لاعداد الكوادر
الفنية القادرة علي إدارة النظام في المستقبل.
التعاون مع وزارة الصحة
تم
اعداد الدراسات الفنية بالتنسيق مع وزارة الصحة لتطوير مرفق الاسعاف
لتعميم نظام التتبع الآلي علي مستوي الجمهورية بجميع وحدات الإسعاف
المتحركة، ومن هنا جاء دور الدعم الفني والاشراف الذي تقوم به ادارة
الاشارة لدعم وزارة الصحة بالضباط المتخصصين لتقديم المشورة الفنية
وباستكمال هذا المشروع يمكن لقيادات مرفق الاسعاف بوزارة الصحة تحديد مواقع
السيارات المتحركة وتخزين البيانات الخاصة لتحركات السيارات ومعرفة الموقف
لحظيا بالاضافة للتحكم في عدد ساعات التشغيل وكذلك نقل معلومات واستشعارات
الاجهزة الطبية لمراكز