في توقيت متزامن هزت العاصمة دمشق عدة انفجارات أبرزها التفجير الذي ضرب وسط العاصمة دمشق في حي المزرعة بالقرب من مبنى فرع دمشق لحزب البعث الحاكم، التفجير يبعد أيضاً عشرات الأمتار عن ساحة السبع بحرات حيث مبنى المصرف المركزي ومقر وزارة المالية.
واتهمت دمشق الخميس مجموعات 'ارهابية' مسلحة مرتبطة بالقاعدة ومدعومة من 'دول في المنطقة وخارجها' بتنفيذ التفجير في العاصمة السورية واسفر عن حوالى 60 قتيلا ومئات الجرحى.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان 'التفجير الارهابي نفذته مجموعات ارهابية مسلحة ترتبط بالقاعدة وتتلقى دعما ماليا ولوجسيتا وتغطية سياسية واعلامية من دول في المنطقة وخارجها'.
واضاف البيان ان ذلك يتم 'خلافا لالتزامات هذه الدول التي يمليها القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة في مجال مكافحة الارهاب'.
واورد الاعلام الرسمي السوري خبر 'التفجير الارهابي الانتحاري'، مشيرا الى انه 'وقع في منطقة مكتظة بالسكان وتقاطع شوارع رئيسية'، ما 'اوقع العديد من الشهداء والاصابات بين صفوف المدنيين وراكبي السيارات والمارة وطلاب المدارس وادى الى نشوب حريق في عدد كبير من السيارات بالمنطقة'.
واوردت وزارة الصحة في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية 'سانا' بعد الظهر انه 'وصل الى المشافي العامة والخاصة بدمشق امس جثث 53 شهيدا و235 جريحا جروح بعضهم خطرة' نتيجة التفجير.
واضافت الوزارة ان 'العدد قابل للزيادة جراء الاصابات الحرجة لبعض المصابين في المشافي'.
واشار المرصد الى ان بين القتلى 'ما لا يقل عن تسعة عناصر من القوات النظامية'، موضحا ان معظم القتلى والمصابين من 'المدنيين من سكان المنطقة او مستقلي سيارات صودف وجودها في المنطقة'.
واصيب في الانفجار الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة بجروح طفيفة، خلال وجوده في مكتبه القريب من مكان الانفجار. ولحقت اضرار بالسفارة الروسية.
وبعد وقت قصير من تفجير امس، افاد المرصد السوري عن انفجار 'سيارتين مفخختين بالقرب من مراكز امنية في منطقة برزة' في شمال دمشق، تلتهما اشتباكات.
وبعد حوالى ثلاث ساعات، ذكرت قناة 'الاخبارية' السورية ان 'ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون' على مبنى الاركان في دمشق. والمبنى قيد الصيانة بعد التفجيرين اللذين تعرض لهما في 26 ايلول (سبتمبر) وتلاهما اشتباكات، وقتل يومها اربعة من حراس المبنى.
ودان الائتلاف السوري المعارض في بيان صادر عنه 'التفجيرات الارهابية التي استهدفت دمشق'، مؤكدا ان 'اي اعمال تستهدف المدنيين بالقتل او الانتهاكات لحقوق الانسان هي افعال مدانة ومجرمة ايا كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها'.
وهي المرة الاولى التي تتجنب فيها المعارضة السورية توجيه الاتهامات في تفجير بهذا الحجم الى النظام السوري.
الى ذلك قالت 'هيئة أركان الجيش السوري الحر' إن الجيش قصف موقعين لحزب الله في سورية والهرمل بلبنان. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر لبنانية أن حزب الله أعلن التعبئة في صفوف عناصره في 8 قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسورية، وأنه نصب عدداً من المدافع والصواريخ ضمن هذه القرى.
وتبنى الجيش الحر قصف موقعين لحزب الله، وبحسب الناشط أبو الهدى الحمصي من حمص في حديث نقلته قناة 'العربية': فإن المعلومات عن قصف الموقعين ما زالت غير كافية، ولكنه أكد أنه بالفعل قام الجيش الحر بقصف موقعين يعودان لحزب الله.
وقال الحمصي إن المواجهات بين حزب الله والجيش الحر على القرى الحدودية لا تتوقف، خصوصاً أن عناصر حزب الله حاولت التسلل إلى ثلاث قرى جديدة.
جاء ذلك فيما لم يعلن اي مصدر امني او عسكري لبناني عن تعرض لبنان لقصف من الجانب السوري.
من جهة ثانية، اكد الائتلاف السوري الذي بدأ الخميس اجتماعه الشهري في القاهرة بحسب ما جاء في بيان له نشر على صفحته على موقع 'فيسبوك' على 'مطالبته بتنحي بشار الأسد وكافة قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية المسؤولين عن شلال الدماء بسورية'.
ويتوقع ان تتناول اجتماعات المعارضة السورية مبادرة الحوار التي اطلقها رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب في مطلع كانون الثاني (يناير) مبديا استعداده المشروط للجلوس مع ممثلين للنظام من اجل انهاء الازمة.
ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي قام بزيارة الى بيروت الخميس النظام السوري الى التجاوب مع دعوة معاذ الخطيب.
وفي سياق متصل، اعلن هيغ خلال تفقده مركزا للتوزيع تابعا لبرنامج الاغذية العالمي في محلة برج حمود شمال بيروت تخصيص مساعدة قدرها 17 مليون دولار للاجئين السوريين في لبنان، ما يرفع قيمة المساعدات البريطانية لهؤلاء الى 30 مليون دولار.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\21z500.htm&arc=data\2013\02\02-21\21z500.htm