الدفاع السلبي والنشط ضد تهديدات الآر بي جي والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات
في
الوقت الذي تظهر فيه العبوات الناسفة (IED) كتهديد جديد في العمليات
العسكرية مؤخراً، فإنّ الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات الحديثة (ATGM)
وقذائف الآر بي جي (RPG) ما زالت تشكل تهديداً خطيراً على الدبابات
والمركبات المدرّعة، خصوصاً في البيئات المدنية والحروب غير المتكافئة، مما
يدفع بالمنتجين نحو تطوير نظم حماية جديدة.
تعتبر قذيفة الآر بي جي-7 (RPG-7) القوية
والبسيطة والمنخفضة الكلفة السلاح المضاد للدروع الأكثر استخداماً في
العالم، ولا تزال تطويرات الرؤوس الحربية لهذا النظام تمنحه قدرة فتاكة حتى
ضد المركبات الحديثة. وعليه فإنّ الرأس الحربية الترادفية PG-7VR Tandem
قادرة على خرق دروع متجانسة (RHA) بسماكة 600 ملم.
استخدم الجيش الأميركي في العراق حل التدريع
الشبكي المثبت على 50 سنتم من المركبة المدرعة، والذي يتولى تفجير الرأس
الحربية بعيداً عن المركبة. وقد تم استخدام الدروع الشبكية على متن مركبات
القتال المدرّعة سترايكر (Stryker) التابعة للجيش الأميركي، كما أن الجيش
البريطاني قام بنشر عتاد مماثل على متن مركبة القتال للمشاة وريور
(Warrior). لكن الوزن الإضافي للتدريع الشبكي، يسبب مشاكل لعمل المركبات
بشكل فعال وآمن.
وهكذا، خلال السنوات القليلة الماضية، طوّرت
شركات عدة حلول حماية إضافية خفيفة الوزن مبتكرة، مما يتيح للمركبة العمل
بدون أي تراجع في قدراتها بسبب الوزن الإضافي. فإنّ نظم Q-Net للحماية من
قذائف الآر بي جي تم تطويرها من قبل كاينتيك أميركا الشمالية بمشاركة وكالة
مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية – داربا، ومكتب الأبحاث البحرية
الأميركي، وهي تتمثل بشبكة مجهّزة بعقد معدنية مركبة على إطار خفيف الوزن
يحيط بالمركبة من الخارج. توفر هذه الشبكة الفائقة القوة والمصنعة من مواد
تركيبية مشدودة للغاية قدرة حماية من إصابات متعددة.
يشار إلى أنّه قد تم حتى اليوم بيع 11000
شبكة Q-Net للعديد من الزبائن من بينهم الجيش الأميركي والقوات الفرنسية
والجيش البولندي الذي نشر المركبة النموذجية المدرعة روسوماك إم1 (Rosomak
M1) في أفغانستان. كما اختارت وزارة الدفاع الأميركية شبكة Q-Net لمركبات
M-ATV الجديدة، مع الإشارة إلى أنّ الطلب الأساسي تضمن 7500 حزمة. وفي
العام 2012، تم أيضاً طلب 1357 حزمة أخرى أيضاً لحماية مركبات MRAP من نوع
ماكسبرو (MaxxPro) الموضوعة في الخدمة في أفغانستان.
توفر شركة RUAG السويسرية نظم حماية مماثلة
من قذائف الآر بي جي والرؤوس الحربية المدببة عبر نظام سايدبرو- آ ربي جي
(SidePRO-RPG) للمركبات المتوسطة والكبيرة الحجم ونظام لاسو (LASSO)
للمركبات الخفيفة والمتوسطة الحجم. وبحسب RUAG، يستطيع أيضاً نظام SidePRO
الذي تم نشره على متن ناقلات الجند المدرّعة M113 في أفغانستان، التصدي
لتهديدات العبوات الناسفة/ الرؤوس الحربية المدببة. وبحسب RUAG، فإنّ نظام
SidePRO-RPGhg المركب على متن مركبة القتال المدرّعة VBCI من شركة نكستر
(Nexter) أخف بنسبة 80 بالمئة ويوفر على الأقل نفس التغطية التي يوفرها
نظام الحماية التفاعلي.
اشترى الجيش البريطاني مؤخراً حزمات تدريع
مرنة طوّرتها شركة إمسايف (AmSafe)؛ تسمى الحزمات تاريان (Tarian)، وهي
مصنوعة من ألياف صلبة ووزنها أخف بحوالي 98 بالمئة من التدريع الشبكي
المصنوع من الفولاذ
[right]من
الممكن أن يتم إكمال عمل "نظم الحماية السلبية" هذه قريباً بإضافة نظام
حماية نشط. ففي أواخر العام 1980، بدأ الاتحاد السوفياتي بتطوير جهاز تشويش
كهروبصري مسمى شوترا-1 (Shtora-1)، تم تصميمه لاعتراض جهاز التعيين
الليزري وباحث الصواريخ الموجّهة المضادة للدبابات. تم تركيب النظام على
متن مركبات تي-80 (T-80) و تي-90 (T-90) الروسية، ومركبة تي-84 (T-84)
الأوكرانية وإم-84إيه إس (M-84AS) الصربية. وبحسب بعض المصادر، تم تركيب
جهاز التشويش الكهروبصري الأوكراني فارتا (Varta) الذي يشبه نظام Shotra-1
إلى حد كبير، على متن دبابات الخالد الباكستانية.
في أواخر العام 1994، خلال معركة غروزني في
الشيشان، خسر الجيش الروسي من 200 إلى 300 مركبة مدرّعة بما فيها مركبات
T-72 وT-80. دفعت هذه الخسائر الكبيرة مكتب التصميم الهندسي في كولومنا
لتطوير نظام الحماية النشط أرونا (Arena). إنّ هذا الأخير هو نظام يعمل
بالإصابة الفتاكة مصمم لتحطيم الرأس الحربية عبر استخدام الذخائر قبل أن
يصيب الصاروخ هدفه. يتولى جهاز الكمبيوتر في نظام Arena تقدير أي من قذائف
الدبابة الـ26 سيطلق لاعتراض التهديد القادم الذي كشفه رادار دوبلر
(Doppler). ويتميز الكمبيوتر بفترة ردة فعل تبلغ 0.05 ثانية، يستطيع خلالها
الاشتباك مع أي تهديد مقبل ضمن مسافة 50 متر من المركبة، حيث تكون سرعة
التهديد هذا ما بين 70 متر في الثانية و700 متر في الثانية.
قام نظام الدفاع النشط AMAP-ADS من
راينميتال (Rheinmetall) خلال اختبار تم تنفيذه عام 2012، باعتراض ناجح
لقذيفة صاروخية من نوع آ ربي جي7 (RPG7) تم إطلاقها من على مسافة 18 متراً
باتجاه ناقلة جند مدرّعة من نوع فوكس 1إيه8 (Fucks/Fox1A8) مجهّزة بنظام
الدفاع النشط (ADS). يستطيع نظام AMAP-ADS أيضاً التصدي لتهديدات متعددة،
بحسب ما تم برهانه عبر اختبار ضد زوج من قذائف RPG7 تم إطلاقهما بشكل
متزامن على النقطة نفسها من الهدف.
تتميز وحدات الاجراءات المضادة للمستشعر
بالسرعة والدقة الكافية لاعتراض الرؤوس الحربية العاملة بالطاقة الحركية
عيار 120 ملم مثل القذائف APFSDS الخارقة للدروع المستقرة بالزعانف،
الفاصلة للنعل من طراز M829، إذ تتحرك بسرعة 1700 متر/الثانية. يتم توفير
التحذير من تهديد محتمل عبر مستشعر تتبع وبحث عامل بالأشعة دون الحمراء
IRST. ويتولى جهاز تحديد المدى الليزري دمج بياناته مع بيانات المستشعر
لاكتساب الهدف المهاجم، والتعرف إليه واستنتاج مساره. ومتى أصبح التهديد
على مسافة أقل من متر من المركبة، تتولى إجراءات الطاقة الموجهة التفجيرية
تدميره.
يشار إلى أنّ شركتي راينميتال و إيه دي إس
(ADS) تلتزمان السرية في موضوع قواعد وعمل هذه الإجراءات المضادة. ويمكن
تركيب نظام AMAP-ADS زنة 140 كلغ على متن المركبات المدرّعة الخفيفة.
خلال اختبار تم إجراءه حديثاً في كانون
الأول/ ديسمبر 2012، برهن نظام الحماية النشط كويك كيل (Quick Kill) من
رايثيون عن قدراته. ويتم استخدام كافة نتائج الاختبارات من أجل إجراء
التقييم الحكومي الرسمي في أوائل العام 2013. وبحسب رايثيون، فقد برهن نظام
Quick Kill قدرته على إصابة انواع متعددة من التهديدات من على متن منصة
ثابتة أو متحركة كما أظهر قدرته على إصابة تهديدين في الوقت نفسه.
في النهاية، لم تنته الحرب بعد "بين السيف
والدرع" بعد بالنسبة لنظم الحماية النشطة. فإن صانع الصواريخ الروسي Bazalt
يدعي أنّ قذيفة RPG-30 قادرة على التعامل مع هذه النظم.حيث تلعب "قذيفة
استباقية" دور هدف كاذب، لتخدع نظام الدفاع النشط، مما يسمح للقذيفة بإصابة
الهدف خلال فترة تأخير تبلغ بين 0.2 و0.4 ثوانٍ، وهي الفترة التي يحتاجها
نظام الدفاع النشط لبدء عملية الاشتباك التالية.
المصدر