اسرار الملف "المشبوه" الذي سلمه الامريكيون لمصر
لاسترداد املاكهم المزعومة
اليهود يرفعون 3500 قضية ضد الحكومة المصرية
لجنة الحريات الامريكية تطالب مصر بـ 5 مليار دولار تعويضات لليهود
صاحب ورنيش العمدة يطالب بـ 100 مليون دولار!
شكري عبد الفتاح: عملية المقاصة تثبت ان اليهود مدينين لمصر
خبير اسرائيلي: هناك بند في "كامب ديفيد" لم يتم تفعيله
منذ اسابيع قليلة انهى وفد لجنة الحريات الدينية الأمريكي زيارته المريبة
والمثيرة للجدل الى مصر، بعد ان فوجئ المسئولون المصريون، ومن بينهم شيخ
الازهر، بتركيز اللجنة على "يهود مصر" لأول مرة، إضافة إلى قضايا
البهائيين والشواذ جنسيا وشهود يهوه، حيث زاروا المعبد اليهودي بالقاهرة،
في أول يوم لهم، وبعد ذلك زاروا المعبد اليهودي بالإسكندرية والتقوا مع 63
يهوديًّا- هم إجمالي الطائفة اليهودية حاليا بمصر.
ويضم الوفد اثنين من الموالين لإسرائيل وهما: فيليس جاير نائبة رئيس لجنة
الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي ورئيسة معهد جاكوب بلاوتشتاين القريبة
من المؤتمر اليهودي العالمي، وجوزيف كرابا المشهور بمعاداته للعرب، بما
يفسر قيام اللجنة بتسليم السلطات المصرية ملفًا كاملا عن أملاك اليهود
بمصر وأماكنها حصلت عليه من إسرائيل، والتوصية بعودة هذه الأملاك لأصحابها
بحجة أنهم تركوها عقب حرب 1948 وثورة يوليو 1952 وهربوا، وهو ذات الهدف
الذي يسعى إليه المؤتمر اليهودي العالمي وحكومة تل أبيب منذ فترة.
ويتضمن هذا الملف، الذي وصفه البعض بأنه "ضخم ومثير للاستفزاز"، اوراقا
خاصة بقضايا رفعها يهود مصريون ضد مصر، من بينها ملف قضية في احدى المحاكم
الامريكية تشير بياناته الى انها "قضية رقم 9058/98 رافال بيجو واخرون ضد
شركة كوكا كولا".
ورافال بيجو يهودي كندي من اصل مصري يتهم شركة كوكاكولا بالاستيلاء
دون وجه حق على ثروة هائلة لاسرته في القاهرة. وقد استغل رافال مادة في
القانون الامريكي تتيح لاي اجنبي ان يرفع دعوى قضائية بتهمة الاضطهاد
العنصري ضد اي جهة يكون هناك من يمثلها على ارض الولايات المتحدة.
وبنفس الحجة قام رافال وعشرات من اليهود برفع دعاوى قضائية ضد الحكومة المصرية ايضا.
وتشير اوراق القضية الى ان بيجو من مواليد الجيزة، وهو حفيد رافال نسيم
بيجو الذي هاجر الى مصر سنة 1901 من مدينة حلب السورية، بعد ان حصل على حق
تمثيل شركة كيميائية المانية في مصر والسودان كوكيل لها، وحقق بيجو الجد
ارباحا هائلة من العمل في السمسرة وتجارة الكيماويات، واشترى 10 الاف متر
مربع في منطقة هليوبوليس بمصر الجديدة، احد الاحياء الراقية بمصر الان.
وامتلك عدة عمارات في وسط القاهرة، كما بنى معملا لصناعة ورنيش الاحذية
اشتهر في ذلك الوقت باسم ورنيش العمدة.
ووفقا للمستندات المرفقة قامت شركة كوكاكولا باستئجار قطعة ارض من الجد
بيجو في بداية الخمسينات بمنطقة هليوبوليس واقامت عليها مصنعا لانتاج
وتعبئة الكوكاكولا. وفي عام 1952 مات رافال نسيم بيجو الجد، وتم تعيين
ابنه "يشياهو" ، والد رافال بيجو صاحب القضية، مديرا عاما لادارة اعمال
الاسرة، حيث كان ليشياهو خمسة اشقاء.
واستغل المدير الجديد علاقاته الجيدة مع المسئولين بشركة الكوكاكولا في
توسيع اعمال الاسرة، فتم بناء عدة طوابق في مصنع بيجو لتصنيع اغطية زجاجات
المياه الغازية، فضلا عن المنتجات الاعلانية للشركة نفسها مثل الصواني
وميداليات المفاتيح التي تحمل شعار الشركة.
في عام 1954 اقام يشياهو على ارض مجاورة معملا لانتاج مواد تدخل في صناعة
كل مشروبات كوكاكولا في مصر، وكانت عملية التصنيع تتم وفقا لتركيبة سرية
للغاية تحت اشراف مباشر من المسئولين بشركة كوكاكولا الدولية التي يقع
مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة.
يقول رافال بيجو الحفيد في حديثه لصحيفة هارتس الاسرائيلية: "في هذه
الفترة كانت لنا علاقات ممتازة مع المسئولين بالشركة سواء على مستوى العمل
او العلاقات الشخصية. واذكر عندما كنت صغيرا كنت ادخل الى المصنع واتجول
كما اريد وكانت لديهم حلوى اعلانية على هيئة زجاجة كوكاكولا ولانني كنت
ابن صاحب الارض المقام عليها المصنع كانوا يغرقونني بالحلوى".
وفي منتصف الخمسينات نقلت شركة كوكاكولا اعمالها الى منطقة الجيزة، ولكنها
لم تتوقف عن شراء المنتجات التي تقوم معامل ومصانع الخواجة بيجو بانتاجها.
الا انه في عام 1956 تم تعديل قانون الجنسية المصرية وادخال مادة جديدة
تنص على ان كل من عرف عنه انه صهيوني لا يستحق الحصول على الجنسية المصرية
او الاحتفاظ بها، وبعدها قامت الحكومة المصرية في عهد الزعيم الراحل جمال
عبد الناصر بفرض الحراسة على ممتلكات اسرة الخواجة بيجو الجد، على ان يتم
تعيين يشياهو مديرا لها كموظف. وفجأة تم القاء القبض على يشياهو بعد
التأكد من قيام اسرة بيجو بتحويل مبالغ مالية كبيرة الى اليهود في اسرائيل
بالتعاون مع الوكالة اليهودية والكونجرس اليهودي العالمي. وظلت الامور كما
هي حتى اعلن عبد الناصر في 22 يوليو 1961 بداية مرحلة جديدة على طريق
الاشتراكية العربية واعلن الغاء القطاع الخاص، فتم تأميم معظم الشركات
والمحلات والبنوك.
كسرت هذه الخطوة شوكة الكثير من اليهود الذين كانوا في مصر وجعلتهم يرحلون عنها اما الى اسرائيل او الولايات المتحدة وكندا وغيرها.