الجزائر أحد شركاء روسيا الأساسيين في العالم العربي وإفريقيا.
وقع الرئيسان الروسي والجزائري في موسكو أثناء زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لروسيا في أبريل عام 2001 إعلان الشراكة الإستراتيجية بين البلدين. وتحتل أحد مراكز الصدارة في الحوار بين البلدين مسائل التحديات الجديدة وتنسيق جهود المجتمع الدولي بشأن التصدي لهذه التحديات وقبل كل شيء الإرهاب. كما يتعاون البلدان في المجال العسكري. وبما أن الجيش الجزائري كان في حينه مجهزا على نحو شبه كامل بالسلاح والعتاد السوفيتي، فهو اليوم بأمس الحاجة لإعادة التأهيل والتحديث، ولذلك فان التعاون في المجال التقني العسكري أصبح ضرورة ملحة.
وكان الاتحاد السوفيتي السابق ومن ثم روسيا أهم مصدر للأسلحة إلى الجزائر بعد أن نال هذا البلد الاستقلال في عام 1962. لقد شارك الخبراء السوفيت مشاركة فعالة في الاقتصاد الجزائري. كما أن آلاف الطلاب الجزائريين كانوا يتلقون العلوم في الجامعات السوفيتية. وأدى انهيار الاتحاد السوفيتي الى إيقاف العديد من المشروعات الكبيرة في الجزائر. ولكن العلاقات الثنائية تشهد حاليا مرحلة جديدة.
وقعت روسيا والجزائر أثناء زيارة الرئيس فلاديمير بوتين آنذاك للجزائر في مارس 2006 صفقة سلاح بقيمة 7ر4 مليار دولار مقابل شطب الديون المستحقة على الجانب الجزائري لروسيا والبالغة نحو 7ر4 مليار دولار. وتضمنت الصفقة حصول الجزائر على 36 مقاتلة حربية من طراز "ميغ-29" و28 مقاتلة من طراز "سو-30"، وكذلك 14 طائرة تدريب قتالي من طراز "ياك - 130" الى جانب منظومات دفاع جوي من طراز "س-300" ومضادات دبابات "ميتيس" و"كورنيت"، و 300 دبابة من طراز "ت-90".
وستقوم مؤسسات التصنيع العسكري الروسية بتحديث ما تملكه الجزائر من دبابات و مدافع ذاتية الحركة و زوارق صاروخية سوفيتية الصنع، وأيضا قاذفات القنابل "سو - 24" و راجمات الصواريخ "سميرتش".
وقبيل زيارة الرئيس بوتفليقة لموسكو أفادت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أنه للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الروسية الجزائرية تم إرجاع مجموعة من طائرات "ميغ- 29" المصدّرة سابقا الى الجزائر. ويرتبط ذلك، حسب رواية الجانب الجزائري، بوجود عيوب فنية في هذه الطائرات. وتجدر الإشارة الى أن تاريخ التصنيع العسكري الروسي لم يشهد حادثة مثل هذه.
أكد عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الجزائري لصحيفة روسية في 19 فبراير عام 2008 أن بلاده حريصة على المحافظة على علاقات طيبة مع روسيا منذ الحقبة السوفيتية، مشيرا إلى أن تسوية قضية الديون الجزائرية التي تمت أثناء زيارة بوتين للجزائر في مارس 2006 أعطت دفعا لتطوير العلاقات. وقام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بزيارة العاصمة الروسية في التاسع عشر من فبراير عام 2008. وطرح الجانب الجزائري حينذاك مسألة استبدال الطائرات القديمة بأخرى جديدة.
وبخصوص التسريبات الصحفية التي تشير الى أن الجزائر لا تتحمس لتنفيذ وعودها بشراء طائرات "ميغ - 29" أكد زياري أن الجانب الجزائري لا يتراجع عن الاتفاقات. وقال: "إننا ننفذ القرارات المتخذة".
أما في ربيع عام 2008 فظهرت أنباء تنم عن سير مفاوضات تبحث فيها إمكانية بيع مقاتلات "سو - 35" إلى الجزائر بدل الطائرات التي أرادت الجزائر إعادتها. وأخيرا أعلن أثناء معرض الطيران والفضاء الدولي "ILA - 2008" أن "روس ابورون اكسبورت" (مؤسسة حكومية تتولى تصدير الأسلحة في روسيا) تنوي عرض مقاتلات "ميغ - 35" على هذا البلد.
ويجب القول إن الغموض الذي يكتنف "الفضيحة الجزائرية" لا يتيح التوصل إلى استنتاجات واضحة بحق قدرات الصناعة الدفاعية الروسية. ويفترض قسم من الخبراء أن المشكلة كانت من صنع أيدي الشركات الأوروبية المنتجة للطائرات العسكرية والتي تسعى من خلالها إلى إزاحة روسيا من هذه السوق المربحة.
وفي المجال الاقتصادي تجاوز حجم التبادل التجاري بين روسيا والجزائر في العام الماضي 1 مليار دولار بعد أن كان في عام 2001 أقل من 200 مليون دولار.
وفي مجال الفضاء أطلقت روسيا الى المدار القمر الصناعي الجزائري "ألسات-1" في شهر نوفمبر 2002.
غريزلوف يؤكد على أهمية التعاون العسكري التقني بين روسيا والجزائر:
موسكو، 29 أكتوبر (تشرين الأول). نوفوستي. أكد رئيس مجلس الدوما الروسي بوريس غريزلوف أن التعاون العسكري التقني يساهم بالقسط الأكبر في النمو المطرد للتبادل التجاري بين روسيا والجزائر.
وقال غريزلوف في لقائه رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري عبد العزيز زياري في موسكو اليوم: "إذا كان حجم التبادل التجاري بين روسيا والجزائر يتراوح قبل 5 سنوات بين 100 و200 مليون دولار فانه وصل في عام 2007 الى ما يعادل 1.34 مليار دولار - أي انه ازداد بأكثر من 6 مرات". وأضاف أن حصة الجزائر بلغت 14 بالمائة من حجم صادرات روسيا من الأسلحة والتقنيات العسكرية الروسية في عام 2007، وأنه يتوقع أن تصل الى 20 بالمائة في عام 2008.
ودعا غريزلوف وزياري الى تعاون البلدين في مجالي الطاقة والتكنولوجيا العالية، وتعزيز التنسيق والعمل المشترك بينهما في أطر المنظمات الدولية.
وذكر زياري أن محاولات فرض نظام القطب الواحد أدت إلى حدوث أزمة عالمية، مؤكدا أن الوزن السياسي والاقتصادي لروسيا يعد ضمانا لدور روسي خاص في الحفاظ على التوازن الإستراتيجي في العالم.