"الاسباب"التنافس الاستعماريلقد أدى تقدم
الثورة الصناعية إلى تطور النزعة الاستعمارية تطورا حادا جعل من تصريف البضائع والحصول على المواد الأولية وتوظيف رؤوس الأموال قضية من القضايا الأوروبية الملحة التي لم يجد رجال السياسة حلا لها إلا عن طريق امتلاك المستعمرات فكان لابد من التصادم والنزاع بين القوى المستعمرة ذاتها.
كذلك برز النزاع حول السيطرة على البحار خاصة بين
بريطانيا التي تعتبر نفسها سيدة البحار وألمانيا الموحدة التي طورت أسطولها بسرعة فائقة، كما اشتدت الخلافات بين
ألمانيا وفرنسا حول مقاطعتي
الألزاس واللورين التين ضمتهما
ألمانيا إليها بعد
حرب 1870 ولم تتفق الدولتان أيضا حول أسبقية كل منهما في احتلال
المغرب الأقصى.
وقد عرف النزاع بينهما حول هذا البلد (المغرب) أزمتين حدثت الأولى في
1905 و1906 وعبرت خلالها
ألمانيا عن تمسكها بمصالحها التجارية في هذا البلد. أما الأزمة الثانية فقد وقعت في سنة
1911 وذلك إثر دخول القوات الألمانية إلى
أغادير وتهديد
فرنسا باللجوء إلى استعمال القوة أيضا الأمر الذي اضطر
فرنسا إلى التنازل عن جزء من مستعمرة
الكونغو لألمانيا مقابل إطلاق يدها في
المغرب الأقصى.
التحالفاتأدى التنافس الشديد بين القوى الأوروبية من أجل توسيع مجالها الاستعماري إلى عقد اتفاقيات سرية وإقامة تحالفات عسكرية، فكانت كل من
إنجلترا وفرنسا تبعًا
للوفاق الودي عام
1904 قد تحالفتا، وقام
الحلف الثلاثي بين
ألمانيا وإمبراطورية النمسا المجر وإيطاليا وهي حليف غير ثابت سرعان ما خرجت منه
إيطاليا وأخذت مكانها
الدولة العثمانية بعد أن كانت قد وقعت
حلفا مع ألمانيا.
وقد أفضت هذه التحالفات إلى حصول تسابق نحو التسلح برز بالخصوص من خلال التمديد في فترة الخدمة العسكرية وزيادة عدد القوات المسلحة في كل من
ألمانيا وفرنسا وروسيا.
سباق التسلح بارجة حربية بريطانية
أزدادت حدة سباق التسلح بين القوى الأوروبية وسعت
ألمانيا إلى بناء إمبراطورية استعمارية في أراضي ما وراء البحار فزادت في حجم أسطولها البحري الأمر الذي دفع بريطانيا في تعزيز اسطولها وقيامها بإطلاق
البارجة "HMS Dreadnought" عام
1906 السفينة التي ألغت كل ما كان قبلها من سفن، وسعت
بريطانيا وألمانيا على وجه الخصوص على تعزيز أساطيلهم.
ويظهر الجدول التالي نفقات القوى العظمى على الجيش والبحرية بالمارك الألماني عام 1913.
[1]حادثة سراييفو غافريلو برينسيب، قاتل فرانز فيرديناند
في
28 يونيو 1914، اغتيل وريث العرش
النمساوي "
فرانز فرديناند"وزوجته أثناء زيارتهما
لسراييفو في منطقة
البوسنة والهرسك على يد الطالب
الصربي "جافريلو برينسيب" مما أجج النقم النمساوي على
الصرب وأشعل فتيل الحرب العالمية الأولى.
الحرب الحرب عام 1914 إعلان الحرب الألماني على روسيا
بعد حادثة سراييفو التي قتل فيها وريث العرش
النمساوي "
فرانز فرديناند" أرسلت الحكومة النمساوية رسالة ذات 10 نقاط للحكومة الصربية بمثابة تهديد وقبل
الصرب الشروط باستثناء شرط واحد.
بعد شهر من الأزمة أعلنت
النمسا الحرب على
صربيا في
28 يوليو 1914، وبهذا الإعلان بدأت آلية التحالفات الأوروبية في العمل وعندما بدأت
روسيا بالتعبئة ضد
النمسا ـ
هنغاريا، أعلنت
ألمانيا الحرب ضد
روسيا في
1 أغسطس. غير أنها أعلنت الحرب كذلك على
فرنسا في
3 أغسطس، وبدأت غزوها للأراضي الفرنسية عبر اختراق
بلجيكا، الأمر الذي دفع
بريطانيا لإعلان الحرب على
ألمانيا في
4 أغسطس بسبب خرقها لحياد بلجيكا فيما أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الحرب على
روسيا.
وبقيت
إيطاليا لفترة على الحياد، في رغبةٍ منها لعدم الانجرار للوقوف مع أحد الأطراف قبل أن تتّضح حقيقة الموقف، كما كانت
الولايات المتحدة في عزلة وراء البحار، أما
الدولة العثمانية المعادية تاريخيًا
لروسيا، والتي تنامت ارتباطاتها
بألمانيا، فلم تدخل الحرب حتى
29 أكتوبر حين قام أسطولها بقصف الموانئ الروسية على
البحر الأسود.
التسلسل الزمني لإعلانات الحربالتاريخالدولة المعلنة للحربالدولة المعلن عليها الحرب
28 يوليو 1914 | النمسا-المجر | صربيا |
1 أغسطس 1914 | ألمانيا | روسيا |
3 أغسطس 1914 | ألمانيا | فرنسا |
3 أغسطس 1914 | ألمانيا | البلجيك |
4 أغسطس 1914 | بريطانيا | ألمانيا |
5 أغسطس 1914 | الجبل الأسود | النمسا-المجر |
6 أغسطس 1914 | النمسا-المجر | روسيا |
6 أغسطس 1914 | صربيا | ألمانيا |
6 أغسطس 1914 | الجبل الأسود | ألمانيا |
12 أغسطس 1914 | فرنسا وبريطانيا | النمسا-المجر |
15 أغسطس 1914 | اليابان | ألمانيا |
2 نوفمبر 1914 | روسيا | الدولة العثمانية |
5 نوفمبر 1914 | فرنسا وبريطانيا | الدولة العثمانية |
23 مايو 1915 | إيطاليا | النمسا-المجر |
14 أكتوبر 1915 | بلغاريا | صربيا |
9 مارس 1916 | ألمانيا | البرتغال |
27 أغسطس 1916 | رومانيا | النمسا-المجر |
28 أغسطس 1916 | إيطاليا | ألمانيا |
6 أبريل 1917 | الولايات المتحدة | ألمانيا |
7 أبريل 1917 | بنما وكوبا | ألمانيا |
27 يونيو 1917 | اليونان | ألمانيا |
22 يوليو 1917 | سيام | ألمانيا |
4 أغسطس 1917 | ليبيريا | ألمانيا |
14 أغسطس 1917 | الصين | ألمانيا |
26 أكتوبر 1917 | البرازيل | ألمانيا |
7 نوفمبر 1917 | الولايات المتحدة | النمسا-المجر |
11 ديسمبر 1918 | انتهاء الحرب |
بعد أن دخلت فرنسا إلى الحرب بدأت ألمانيا في تنفيذ خطتها لغزو فرنسا التي وضعت قبل تسع سنوات وتقضي
خطة شليفن الألمانية إلى مهاجمة فرنسا عبر الأراضي البلجيكية بهدف السيطرة على فرنسا بشكل سريع، في 16 أغسطس اجتاحت القوات الألمانية أراضي مملكة بلجيكا المحايدة لتدخل عبرها إلى الأراضي الفرنسية حتى نهر المارن في شرق
باريس حيث تحشدت قطاعات الجيش الفرنسي استعدادا للمعركة، لتبدأ
معركة المارن الأولى في 6 سبتمبر على بعد 55 ميلا من باريس، بعد فشل الألمان في التقدم إلى باريس أقامت الوحدات الألمانية المتاريس والخنادق لتتحول الحرب منذ ذلك الحين إلى حرب خنادق، أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا لانتهاكها حياد بلجيكا.
في
الجبهة الغربية، انتهزت روسيا فرصة انشغال القوات الألمانية في فرنسا، وأرسلت جيشين أواخر أغسطس ليخترقا عمق في الأراضي الألمانية في شرقي بروسيا لتطويق القوات الألمانية في روسيا الشرقية، الأمر الذي اضطر ألمانيا إلى سحب ثلثي قواتها من فرنسا، وتمكنوا من محاصرة القوات الروسية في
معركة تاننبرغ في 31 أغسطس.
بعد اندلاع الحرب في أوروبا امتدت المعارك لتطال المستعمرات الألمانية فيما وراء البحار، حيث أعلنت اليابان الحرب على ألمانيا في آخر أغسطس 1914 وطردت الألمان من عدة جزر في المحيط الهادئ، فيما سيطرت القوات الأسترالية والنيوزلندية على المستعمرات الألمانية في المحيط الهادئ.
في البلقان عبر الجيش النمساوي المجري نهر
درينا وهاجم الأراضي الصربية إلا الجيش النمساوي المجري قد لاقى الهزيمة على يد القوات الصربية، في نهاية أكتوبر 1914 دخلت الإمبراطورية العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا ضد روسيا وقصفت السفن التركية الموانئ الروسية على البحر الأسود، ثم غزت القوات التركية روسيا، وفي نوفمبر أعلن الحلفاء الحرب على الدولة العثمانية وقاموا بحملة عسكرية كبيرة على شبه جزيرة جاليبولي بهدف إنشاء ممر بين البحر الأبيض والبحر الأسود، والاستيلاء على القسطنطينية.
إيطاليا بقيت خارج الحرب العالمية الأولى طوال عام 1914 رغم أنها كانت عضوا في التحالف الثلاثي مع النمسا ـ المجر وألمانيا، وادعت بأنها ليست ملتزمة بالانضمام للحرب لأن النمسا ـ المجر لم تدخل في حرب دفاعية.
الحرب عام 1915 مشاة الجيش الروسي
استطاع الألمان عام
1915 تحقيق مزيد من الانتصارات على الحلفاء، فألحقوا الهزيمة بالروس في معركة
جورليس تارناو في
مايو 1915، واحتلوا
بولندا ومعظم مدن
لتوانيا، وحاولوا قطع خطوط الاتصال بين الجيوش الروسية وقواعدها للقضاء عليها، إلا أن الروس حققوا بعض الانتصارات الجزئية على الألمان، كلفتهم
325,000 أسير روسي، الأمر الذي لم يتمكن بعده الجيش الروسي من استرداد قواه.
وأدى النجاح الألماني على الروس إلى إخضاع
البلقان، وعبرت القوات النمساوية والألمانية
نهر الدانوب لقتال
الصرب وألحقوا بهم هزيمة قاسية.
واستطاع الألمان في ذلك العام أن يحققوا انتصارات رائعة على بعض الجبهات، في حين وقفت الجبهة الألمانية ثابتة القدم أمام هجمات الجيشين الفرنسي والبريطاني، رغم ظهور انزعاج في الرأي العام الإنجليزي من نقص ذخائر الجيش البريطاني ومطالبته بتكوين وزارة
ائتلافية، وحدثت تغييرات في القيادة العسكرية الروسية.
وفي
23 مايو 1915 أعلنت
إيطاليا الحرب على
إمبراطورية النمسا-المجر بعد أن وعدها الحلفاء ببعض الأراضى في حال حققوا الانتصار على دول المحور.
الحرب عام 1916تميز ذلك العام بمعركتين كبيرتين نشبتا على أرض فرنسا دامت إحداهما سبعة أشهر، والأخرى أربعة أشهر، وهما معركتي
فردان و
السوم، تكبد الألمان خسائر في المعركة الأولى قدرت بـ
240 ألف قتيل وجريح، أما الفرنسيون فخسروا
275 ألفا.
أما
معركة السوم فقد استطاع خلالها الحلفاء إجبار الألمان على التقهقر
مائة ميل مربع، وقضت هذه المعركة على الجيش الألماني القديم، وأصبح الاعتماد على المجندين من صغار السن، وخسر الجيش البريطاني في هذه المعركة
ستين ألف قتيل وجريح في اليوم الأول.
وظهرت في هذه المعارك الدبابة لأول مرة في ميادين القتال، وقد استطاع الروس خلال ذلك العام القيام بحملة على النمسا بقيادة
الجنرال بروسيلوف، وأسروا
450 ألف أسير من القوات النمساوية والمجرية؛ فشجع هذا الانتصار
رومانيا على إعلان الحرب على النمسا والمجر، فردت ألمانيا بإعلان الحرب عليها، واكتسح الألمان الرومانيين في ستة أسابيع ودخلوا
بوخارست.
الثورة العربية الكبرى (1916) الشريف حسين بن عليكان
العرب قد التفوا حول
الشريف الحسين بن علي شريف مكة وحامي الديار المقدسة الإسلامية وقد كان بينه وبين
الخلافة العثمانية جفاء وكانت تراوده هو وأبنائه آمال في إنشاء دولة عربية كبرى ولما كانت
بريطانيا حريصة على اجتذاب العرب إلى جانبها فقد دخلت في مفاوضات سرية مع
الشريف حسين وتم تبادل رسائل بين الشريف حسين ممثلا للعرب و
السير هنري مكماهون مندوب بريطانيا في
مصر و
السودان في
مراسلات حسين - مكماهون وأوضح فيها الشريف ما يشترطه العرب لدخول الحرب إلى جانب بريطانيا وهذه الشروط تتلخص في استقلال البلدان العربية القائمة على الساحل الشرقي لل
البحر الأبيض المتوسط وإقامة دولة عربية كبرى تشمل مختلف أرجاء الوطن العربي باستثناء
مصر و
الشمال الإفريقي وعلى الرغم من الاختلاف مع
مكماهون حول حدود الدولة العربية الموعودة دخل العرب الحرب إلى جانب بريطانيا.
بدأت الثورة العربية الكبرى في
10 يونيو 1916 بإعلان
الشريف حسين الجهاد المقدس والثورة على العثمانيين بمساعدة ضابط الاستخبارات البريطانية
توماس إدوارد لورنس، واستطاع أبنائه السيطرة على
الحجاز بمساعدة الإنجليز ثم تقدم ابنه
فيصل بن حسين نحو
الشام ووصل بمساعدة الإنجليز إلى
دمشق حيث خرج العثمانيون منها وأعلن فيها قيام الحكومة العربية الموالية لوالده الذي كان قد أعلن نفسه ملكا على العرب غير أن الحلفاء لم يعترفوا به إلا ملكا على
الحجاز و
شرق الأردن.
وعلى الرغم من تعهدات بريطانيا للعرب بقيام دولة عربية كبرى فقد أجرت هذه الدولة مفاوضات واتفاقيات سرية مع فرنسا وروسيا تناولت اقتسام الأملاك العثمانية بما فيها البلاد العربية ثم انفردت بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سرية عرفت ب
اتفاقية سايكس بيكو 1916 نسبة إلى كل من المندوب البريطاني
مارك سايكس والمندوب الفرنسي
فرانسوا جورج بيكو وقد قاما بهذه المفاوضات التي فضح أمرها بعد
الثورة البلشفية في روسيا سنة
1917 وفي السنة نفسها غدرت بريطانيا بالعرب مرة أخرى إذ وعد العرب بتحرر ووعد ل
زعماء الصهاينة بإقامة وطن قومي لل
يهود في
فلسطين من خلال ما عرف ب
وعد بلفور الصادر في
2 نوفمبر 1917.
التحول في مسار الحرب (1917) فرنسا 1917
أقامت دول الوفاق الثلاثي حصارا بحريًا ضد دول التحالف الثلاثي بهدف خنقها اقتصاديا فرد الألمان بحرب
غواصات استهدفت كل السفن حتى المحايدة منها بهدف منعها من الوصول إلى بريطانيا وكان من بين السفن التي تم إغراقها عدد من السفن الأمريكية الأمر الذي دفع ب
الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدخول في الحرب إلى جانب دول الوفاق فأصبحت الحرب عالمية.
حرب الغواصات والولايات المتحدةخلال عام
1916 وقعت حرب بحرية في
بحر الشمال بين الأسطول الألماني والإنجليزي عرفت باسم
جاتلاند، خرج خلالها الأسطول الألماني من موانيه لمقاتلة الأسطول الإنجليزي على أمل رفع الحصار البحري المفروض على ألمانيا، ولم تكن المعركة حاسمة إذ انسحب الألمان على الرغم من أنهم قد ألحقوا بالأسطول الإنجليزي خسائر كبيرة، ولجأ الألمان في تلك الفترة إلى "حرب الغواصات" بهدف إغراق أية سفينة تجارية دون سابق إنذار، لتجويع بريطانيا وإجبارها على الاستسلام، غير أن هذه الحرب استفزت الولايات المتحدة، ودفعتها لدخول الحرب في
أبريل 1917، خصوصًا بعد أن علمت أن الألمان قاموا بمحاولة لإغراء
المكسيك لكي تهاجم الولايات المتحدة في مقابل ضم ثلاث ولايات أمريكية إليها.
وكانت الولايات المتحدة قبل دخولها الحرب تعتنق مذهب
رئيس أمريكي الذي يقوم على عزلة أمريكا في سياستها الخارجية عن أوروبا، وعدم السماح لأية دولة أوروبية بالتدخل في الشؤون الأمريكية، غير أن القادة الأمريكيين رؤوا أن من مصلحة بلادهم الاستفادة من الحرب عن طريق دخولها.
وقد استفاد الحلفاء من الإمكانات والإمدادات الأمريكية الهائلة في تقوية مجهودهم الحربي، واستطاعوا تضييق الحصار على ألمانيا على نحو أدى