فى الأشهر الماضيه نشب صراع دبلوماسى غاضب بين اليابان من جهة والصين من جهة أخرى حول ملكية جزر " سنكاكو" الواقعة فى بحر الصين، هذا النزاع الذى ينبىء عن حرب وشيكة بين الدولتين الكبيرتين قد تؤدى إلى حرب عالمية تتداخل فيها قوى عظمى أخرى.
جزر سنكاكو التى هى عبارة عن ثمانى جزر صغيرة خالية من السكان لم تكن محط إهتمام أى من الدول حتى مطلع الأسبوع الماضى حينما قامت الحكومة اليابانية بشراء هذة الجزر من مالكها وهو رجل أعمال يابانى مما دعى الحكومة الصينية إلى إصدار بيانات وتصريحات عنيفة حول أحقيتها التاريخية فى ملكية هذة الجزر.
هذا وقد صاحب هذة التصريحات خروج محتجون صينيون فى أكثر من إثنى عشر مدينة صينية منددين بالحكومة اليابانية وقد قام المحتجون بأعمال عنف وتخريب ضد المصانع اليابانية فى الصين مما دعا بعض الشركات اليابانية العاملة فى الصين مثل شركة هوندا ونيسان وباناسونيك إلى إغلاق أبوابها خوفا من الإعتداءات المتكررة ، وقد إلتزم اليابانيون المقيمون فى الصين منازلهم خوفا من تعرضهم للإعتداءت خاصةٍ أنهم يعتقدون أن قوات الشرطة والأمن الصينى متواطئين مع المحتجين الصينين.
يذكر أن الصين تدخل فى نزاعات دبلوماسية مختلفة مع عدة دول مجاورة حول أحقيتها فى جزر متعددة نظراً لغنى هذة الجزر بالبترول أو الأسماك أو حتى لمجرد تمديد رقعتها الجغرافية ، ومن الدول التى تتنازع معها الصين حول بعض الجزر فيتنام والفلبين وكوريا الجنوبية ، كما أن للصين باع طويل فى إغتصاب الآراضى بالقوة العسكرية كما حدث من قبل عندما إغتصبت التبت فى صراعها مع الهند كما أنها تصر على ضم تايوان إلى آراضيها حتى ولو بالقوة.
جدير بالذكر أيضا أن هناك عداء تاريخى بين الشعبين الصينى واليابانى لما مر به الشعبين من حروب مشتركة من قبل ، ففى العام 1894 قامت اليابان بتوقيع إتفاق مذل مع الصين بعد إغراقها للأسطول الصينى و تهديدها بإجتياح آراضيها مما جعل الصين تتنازل عن منطقة منشوريا التى تقع شمال شرق الصين لليابان بالإضافة لتنازلها عن أجزاء من تايوان، وفى العام 1932 قام مواطنون صينيون فى مدينة شنجهاى الصينية بالإعتداء على خمسة رهبان يابانيين مما دفع الجيش اليابانى بالإنتقام من المدينة بقصفها جواً مما أدى إلى مقتل الآلاف من الصينيين ، وفى عام 1937 قامت القوات اليابانية بمهاجمة الآراضى الصينية بعد إدعائها الإعتداء على جنودها اليابانيين فقام الجيش اليابانى بأفظع الجرائم التى عرفها التاريخ فى هذا الهجوم على المدن الصينية ، فهناك مدن تم حرقها بالكامل وآلاف من النساء الصينيات تم إغتصابهم فى الشوارع على أيدى القوات اليابانية أما الجنود الصينيون الذين تم أسرهم فتم إعدامهم ودفن بعضهم أحياء لأنه فى نظر العقيدة العسكرية اليابانية المتطرفة عار على الجندى المحارب أن يستسلم.
قدر بعض المؤرخون أن الحرب بين اليابان والصين ما بين العامين 1937 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 قد راح ضحيتها 15 مليون صينى فى حين يرتفع البعض بالرقم إلى 50 مليون ‘ فهل يجدد التاريخ نفسه ليعيد الصراع القديم بين العدوين القديمين.... هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.
المصدر
http://maskshallfalldown.blogspot.com/2012/09/blog-post_16.html