دينا عبد العليم تكتب: وزير المالية.. نشكرك
على رجوعك للحق واعترافك بصحة انفراد "اليوم السابع" بتفاصيل تأجير
الآثار.. لكن هذا لا يكفى فالاعتذار للجريدة على تكذيبها ونفى ما نشر بها
واجب عليك الأحد، 3 مارس 2013 - 18:41
وزير المالية
فى البداية تتقدم جريدة "اليوم السابع" بالشكر للدكتور المرسى
حجازى، وزير المالية، على اعترافه الأخير بأن قضية تأجير الآثار التى
انفردت "اليوم السابع" بنشر تفاصيلها صحيحة، ولم تكن كذبة أو شائعة، مصححاً
بذلك ما قاله، يوم الأربعاء الماضى، فى مؤتمر صحفى بمجلس الوزراء، بأن ما
نشرته "اليوم السابع" مجرد شائعات، لذا فالشكر لوزير المالية على اعترافه
بالحق، ورجوعه عن الباطل واجب على "اليوم السابع"، لكن لـ "اليوم السابع"
حق على الوزير وهو "الاعتذار".
نعم.. على وزير المالية الاعتذار لـ "اليوم السابع" على تكذيبه لما نشر
بالجريدة أمام جميع وسائل الإعلام، كذلك يجب عليه الاعتذار على تقصيره فى
مهامه الوظيفية، وعدم القيام بها على أكمل وجه، فالوزير استسهل الأمر وقرر
تكذيب "اليوم السابع" دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن حقيقة الأمر.
حتى لو سلمنا أن الوزير نفى لمجرد أنه لم يكن يعلم حقيقة الأمر، لا ليتهرب
من الموقف المحرج الذى وقع فيه بعد أن فضحت "اليوم السابع" أمر صفقة تأجير
آثار وتراث وحضارة مصر برعاية وزارة المالية، وحتى لو صدقنا أن حجازى لا
يعلم شيئاً عن الموضوع، فهذا عذر أقبح من ذنب، يعنى أن الوزير لا يعلم ما
يدور بمكتبه، ولا يعلم الأوراق التى تخرج من مكتبه حاملة ختم الوزارة
المكلف هو بحمل حقيبتها، وتذهب للوزارات الأخرى، وهو ما يعد جرما كبيرا،
خاصة فى الظرف السياسى الذى تمر به البلاد، والذى لا يحتمل سوى أن يعمل كل
منا بأقصى درجة من الأمانة.
طريقة نفى وزير المالية لما نشر بـ"اليوم السابع" تؤكد أنه لم يطلع على ما
نشر بها، حى قال الوزير نصا، "آثار مصر ليست للبيع وأن ما نشر مجرد شائعة"،
دون أن يعلق على الأوراق التى خرجت من مكتبه، ودون أن يتابع ما قالته
قيادات وزارة الآثار التى نفت الأمر ثم عادت، وأكدت على الهواء أن المقترح
وصل إلى "الآثار" من "المالية"، فكان يجب عليه أولا وقبل تكذيب "اليوم
السابع"، وهو ما يدعو أيضا للاعتذار، فإن كان الوزير لا يطلع على الجرائد
فلا يجب عليه التعليق على ما ينشر بها.
حتى لو كان الوزير لا يهتم بما نشر فى الصحف، كان يجب عليه يكلف نفسه مشقة
طلب الإطلاع على الأوراق التى خرجت من مكتبه خلال هذه الفترة، والسؤال
تحديداً عن ما نشر بـ "اليوم السابع"، كما كان يجب عليه الاستفسار عن حقيقة
الأمر من مدير مكتبه السيد أيمن جوهر الذى أرسل خطابا موقعا بخط يده يطالب
وزارة الآثار بدراسة مشروع تأجير الآثار الذى يرى فيه جوهر حل سريع لسد
عجز الموازنة.
هكذا دون جهد أو عناء، قرر السيد وزير المالية تبرئة ذمته على حساب "اليوم
السابع"، نافيا الخبر، ومؤكدا أن ما نشر مجرد شائعات، رغم أن "اليوم
السابع" منع نشر الخبر لأيام بحثا عن حقيقته، حتى لا يقع تحت طائلة
التكذيب، وأوقف النشر لحين الحصول على الأوراق والمستندات التى تثبت صحة
الموضوع، وأعتقد أنه لولا مصداقية "اليوم السابع"، ودقتها لما اضطر وزير
المالية لتأكيد الخبر بعد نفيه، لكن هذا لا يكفى يا معالى الوزير فالاعتذار
لـ "اليوم السابع" على تكذيبها واجب عليك بعد اعترافك بالحقيقة.
المصدر