امن اوباما احد التحديات...ولونه يعرضه لتهديدات اوباما محاطا بأفراد من الـ"سيكرت سيرفس"
صنع باراك اوباما التاريخ عندما اصبح اول رئيس اسود للولايات
المتحدة، لكن اجهزة الامن تواجه تحديات كبيرة في حمايته على ما يفيد
خبراء، اذ ان لون بشرته قد يعرضه لتهديدات اكثر من الرؤساء السابقين.
ويخضع سناتور ايلينوي البالغ السابعة والاربعين والذي حقق فوزا ساحقا
الثلاثاء لحماية جهاز "سيكريت سيرفيس" المعني بحماية الرؤساء والمرشحين
الى الانتخابات الرئاسية، منذ ايار (مايو) 2007 قبل 18 شهرا على موعد
الانتخابات وهي فترة قياسية. وقليل من الناس يريد التطرق الى هذه المسألة
مباشرة، لكن اوباما بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة سيواجه على الارجح
عددا لا سابق له من التهديدات على حياته بينها تهديد الاسبوع الماضي مع
توقيف اثنين من النازيين الجدد في تينيسي بتهمة التخطيط لاغتياله.
وتقوم فرق من عناصر قوات النخبة وعناصر مدججة بالسلاح من "سيكريت
سيرفيس" التابع لوزارة الامن الوطني، بحراسة اوباما وعائلته ونائب الرئيس
المنتخب جوزف بايدن وعائلته على مدار الساعة.
وتتمتع هيلاري كلينتون منافسة اوباما السابقة للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي بحماية هذا الجهاز منذ سنوات بصفتها سيدة اولى سابقة.
وفي مؤشر الى التعزيزات الامنية التي كانت تحيط بالانتخابات، فان
المنضدة التي القى منها خطاب النصر احطيت بزجاج مقاوم للرصاص وهي المرة
الاولى التي يستخدم فريق حملة اوباما هذا النوع من الحماية.
وقال الناطق باسم هذا الجهاز ايد دونوفان لوكالة "فرانس برس": "تغيير
الادارة الرئاسية يتطلب الكثير من التخطيط والاجراءات التطبيقية على صعيد
مهمتنا لضمان الحماية" رافضا الدخول في تفاصيل الاجراءات الامنية الجديدة
وما اذا كان سيتم تعزيزها بالنسبة الى اوباما.
واكتفى بالقول: "نقوم بتكييفات بطبيعة الحال. ونحن خططنا لاي طارئ".
وقد اضاف لون بشرة الرئيس المنتخب مخاوف جديدة في هذا البلد اذ يملك
السكان 200 مليون سلاح ناري مرخص له وتقع سنويا 30 الف عملية قتل بالرصاص.
وشهدت الولايات المتحدة اغتيال اربعة رؤساء وهم في الحكم واصابة رئيسين
اخرين بجروح في محاولات اغتيال.
ويقول فريد بورتون نائب رئيس قسم مكافحة الارهاب في مؤسسة "ستراتفور"
للتحليل الجيو-السياسي لوكالة "فرانس برس": "ستكون الظروف فريدة وتنطوي
على تحديات".
ويضيف بورتون وهو عنصر سابق في "سيكريت سيرفيس" وينشر الخميس تقرير
مؤسسة "ستراتفور" حول هذا الموضوع: "ان التهديد الامني والتحديات التي
تحيط بحمايته ستكون صعبة للغاية. سيتطلب ذلك الكثير من الموارد والكثير من
التحليلات في مجال الحماية والتكتيك لاستباق الاشرار على الدوام".
وفي حين ينكب اوباما في الاشهر المقبلة على تحديد مساره السياسي وتشكيل
فريق ادارته قد يعكف متطرفون، ولا سيما من حركات البيض العنصرية المتطرفة،
على وضع مخططات لاغتياله خصوصاً في الاشهر التي تسبق دخوله "الفقاعة"
الامنية في واشنطن.
ويرى بورتون ان الوكالات التي تعنى بالحماية اخترقت صفوف الجماعات
العنصرية التي يحمل انصارها مسؤولية اغتيال المدافع عن الحقوق المدنية
الاسود مارتن لوثر كينغ ومالكوم اكس وميدغار ايفيرس، كوسيلة لافشال
محاولات لاغتيال الشخصيات التي تحميها.
واغتيل ايفيرس العام 1963 برصاص اطلقه عضو في مجموعة "كو كلوكس كلان"
العنصرية البيضاء التي بث موقعها الالكتروني شريط فيديو هذا الاسبوع يحذر
من ادارة برئاسة اوباما.
ويقول توماس روب المسؤول في هذه الجماعة في تصريح لتلفزيون "وايت
برايد.تي في" التابع للجماعة: "لا اريد ان اكون نذير شؤم. لكن ماذا سيحل
بهذه الامة؟".
واضاف: "الكثير من الاشخاص سيقلقون اذا اصبح اوباما رئيسا للولايات
المتحدة. قد تكون ردة الى الوراء وستحصل يقظة وادراك لدى الكثير من البيض
في هذا البلد".
وفي كانون الثاني (يناير) الماضي بلغت المخاوف مبلغاً دفع عضو مجلس
الشيوخ عن ميسيسيبي بيني تومسون الى توجيه رسالة الى المشرفين على جهاز
"سيكريت سيرفيس" للقول ان مواصفات اوباما "تطرح تحديات تتطلب اهتماما
خاصا".
واضاف تومسون: "بصفتي اميركياًً اسود شهد على الكثير من المحطات
المخزية في هذه الامة خلال النضال من اجل الحقوق المدنية. واعرف شخصياً ان
حقد بعض مواطنينا قد يؤدي الى اعمال عنف حاقدة".
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق من هذه السنة تحدث
اوباما عن حياته محاطاً باجراءات امنية مشددة بقوله: "اتمتع بافضل حماية
في العالم" مرددا عبارة يقولها لانصاره "توقفوا عن القلق".
وقالت آلنيت ووتن وهي امرأة سوداء في السادسة والثمانين عندما كانت
تنتظر دورها امام احد مراكز الاقتراع في واشنطن الثلاثاء ان مصير اوباما
بين يدي الله.
واوضحت: "لم افكر يوماً اني ساحيا لاقوم بما افعله الان" اي التصويت لمرشح اسود. واضافت "اصلي لكي يحميه الرب".