غزة-دنيا الوطن
تتمتع الأعشاب بمكانة مرموقة في الثقافة العلاجية العربية، وربما تكون
هناك بعض المبالغات والأفكار المغلوطة حول التأثير السحري لتلك الأعشاب
وخاصة التي يكون لها علاقة بعلاج المشاكل الجنسية، وكما يقولون فإن ثقافة
العلاج بالأعشاب تنتعش بشكل أكبر في المجتمعات الأقل وعيًا وتقدمًا، فيما
يتجه العالم المتقدم إلى التعامل معها بمنظور واحد وهو المنظور العلمي
التجريبي للوصول إلى نتائج مؤكدة حول الأثر العلاجي لهذا العشب أو ذاك،
وفي كل أسبوع نصادف نبأ وجود عشب يعزز ويقوي القدرة الجنسية، ومن أحد تلك
النباتات نبات يعرف باسم الزلوع أو شرش الزلوع وهو عشب صغير ينمو في منطقة
صغيرة وهي جبل الشيخ أو (حرمون) وهو المثلث الحدودي السوري اللبناني
الفلسطيني .
شرش الزلوع الذي قيل إنه يوازي الفياغرا في تأثيره نال شهادة علماء الغرب
الذين يدققون في دراسة فعالية الأعشاب وفحصها، ولا يركنون إلى تصديق
فوائدها اعتمادًا على روايات لا أصل لها أو خبرات شعبية قد تفتقد للمارسة
العلمية، فقد أكد "كريس كيلهام" أحد أبرز علماء الولايات المتحدة في مجال
الأعشاب والنباتات الطبية (عالم نبات في جامعة ماساشوتس وله عدة مؤلفات في
مجال الأعشاب أشهرها كتاب "نباتات ساخنة: مقويات الطبيعة الجنسية الثابتة
للرجال والنساء"، أكد في مقال له نشرته مجلة "توتال هيلث – Total Health
Magazine" أن شرش الزلوع من أهم الأعشاب في العالم وقد ثبت بشكل عملي
تأثيره الفعال لعلاج الضعف الجنسي وتعزيز القدرات الجنسية وإثارة الدافعية
الجنسية حتى لدى الأفراد الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل جنسية.
علاج المشاكل الجنسية للرجال والنساء
الزلوع هو نبات صغير يتكون من أوراق وزهور صغيرة بيضاء أو صفراء. ويعرف
أيضًا باسم " شرش الزلوع"، وينمو هذا النبات على ارتفاع 6000 إلى 10.000
قدم حول جبل حرمون والذي يعبر حدود سوريا ولبنان وفلسطين. ويوجد هذا
النبات بوفرة في تلك المنطقة بآلاف الأطنان النامية على جبل حرمون.
ويستخدم الزلوع منذ زمن بوساطة الرجال الذين يعانون من مشاكل في الانتصاب
وكذلك الرجال والنساء الذين يعانون من ضعف الشهوة الجنسية. ولكن جذور هذا
النبات لها أيضًا استخدامات عديدة لتقوية القدرة الجنسية لدى الرجال
الأصحاء والنساء كذلك، حيث يزيد من تكرار ممارسة العملية الجنسية وزيادة
المتعة. ولهذا فإن نبات الزلوع قد استخدم كعقار حقيقي لتعزيز العقارات
المثيرة للقدرة الجنسية لدى الأفراد الأصحاء وإضافة الإثارة أثناء ممارسة
الجنس.
اللبناني بيار ماليشيف.. أكبر نصير للزلوع
في منطقة جل الديب في بيروت، يدير الدكتور بيار ماليشيف صيدلية يوجد فيها
قسم خاص لهذا النبات اللبناني المشهور وهو الزلوع. ويقول الدكتور بيار
بأنه يقوم بتطوير عقار من هذا النبات يعتبره إكسير الحياة والحيوية. وعلى
مدار خمسين عامًا يعمل الدكتور بيار في مجال علم الأدوية والسموم والعلاج
الضوئي. وأكثر من أي شخص آخر في منطقة الشرق الأوسط، فإنه يعرف الفوائد
الصحية لنبات الزلوع. وقد أجرت قناة السي إن إن والعديد من التلفزيونات
والمراسلين لقاءات معه بانتظام من أجل التحدث عن نبات الزلوع. حيث قال
الدكتور بيار: إن نبات شرش الزلوع هو أكثر من مجرد مقوٍّ جنسي، فهو مفيد
لهذا الغرض ولكني أصفه للعديد من الأشخاص الأصحاء أيضًا. حيث أنه يعيد
بناء القدرة الجنسية. ولكن هذا النبات مليء أيضًا بمضادات الأكسدة ويساعد
في تأخير الشيخوخة. فإذا تناولت الزلوع كل يوم، فسوف يساعدك ذلك على أن
تكون بصحة قوية وشباب دائم.
حيث يرجع الدكتور بيار الحيوية واللياقة التي يتمتع بها إلى هذا النبات
المعروف باسم الزلوع. وداخل معمل صغير في الصيدلية، يقوم باستخلاص مواد من
جذور نبات الزلوع. ويسافر ابنه إلى قرى بعيدة في جبل حرمون حيث يجمع نبات
الزلوع من اجل ما يقوم به والده. حيث يقوم والده في معمله بإنتاج الإكسير
الذي جعل صيدليته محطة مشهورة في بيروت. حيث يوجد العديد من مستخلصات نبات
الزلوع تعرض في صيدلية الدكتور بيار والتي تشمل دهان لفروة الرأس يقول أنه
يعيد إنبات شعر الرأس. وهناك أيضا السائل المستخلص من نبات الزلوع من أجل
تقوية القدرة الجنسية. حيث يقول الدكتور بيار: بأنه بمجرد أن يجرب شخص ما
هذا السائل فإنه يعود إلى شرائه مرات ومرات لأنه دواء فعال جدا .
الدراسات الإكلينيكية على البشر
وفي الوقت الذي يعد فيه الدكتور بيار هو أقوى نصير ومؤيد لفوائد نبات
الزلوع ، فقد خضع هذا النبات لدراسات إكلينيكية علمية. حيث أن الحكومة
اللبنانية تهتم بما يمكن أن تعتبره كنزا وطنيا. ففي بيروت ترعى جمعية
المسالك البولية اللبنانية التجارب الإكلينيكية على هذا النبات في الوقت
الحالي. وهناك أكثر من 7000 رجل شاركوا في هذا البحث. وفي الدراسات
المختلفة التي أجريت على نبات الزلوع، تم اختيار الرجال المشاركين في تلك
الدراسات من أولئك الرجال الذين يعانون نوعا ما من مشاكل في الانتصاب. ففي
إحدى الدراسات التي استمرت ستة أشهر على 315 رجلاً بمتوسط عمر 55 عامًا،
وجد أنه من بين عدد 159 شخصًا تناولوا من 500 إلى 1000 ميلليغرامات من
جذور نبات الزلوع المجففة، شعر 80 في المئة منهم بتحسن في القدرة الجنسية.
ومن أجل استكمال البيانات التي تم جمعها في الدراسة، قام الباحثون بعمل
مسح لرفيقات الرجال في العملية الجنسية. وقد ذكر حوالى 80 في المئة بأن
رفاقهم قد تحسنوا بشكل ملحوظ.
وفي أكبر دراسة أجريت على الزلوع، شارك حوالى 4274 مريضًا تتراوح أعمارهم
ما بين 18 إلى 87 عند المشاركة في البحث. ومن بين هؤلاء المشاركين أخذ
2722 شخصًا جذور الزلوع بنسبة من 2 إلى 8 غرامات يوميًا في شكل شاي. وفي
نهاية العام، استكمل 2199 من المرضى الدراسة التي أجريت على الزلوع، حيث
وصلت كفاءتهم إلى 86 في المئة تحسنًا في قدرتهم على الانتصاب. وتشير تلك
النتائج إلى أمل في تناول جرعات أكبر من الزلوع على فترة طويلة. ولم تكن
جميع الدراسات مؤثرة اعتمادًا على جرعة الزلوع التي تعطى ومدة الدراسة.
كما أن أقل نسبة فعالية في التجارب الإكلينيكية تصل إلى حوالى 60 في
المئة، والتي تعد نسبة جيدة جدًا، مقارنة بالأدوية الكاذبة التي تعاطتها
المجموعات الضابطة في التجارب والتي وصلت إلى 10 في المئة فقط.
الزلوع يحتوي على منشط للدورة الدموية
ومن بين العناصر التي توجد في جذور نبات الزلوع حمض الفيروليك الذي يوسع
الأوعية الدموية وينشط الدورة الدموية. وعندما يتم تناول نبات الزلوع يحدث
الانتصاب نتيجة زيادة تدفق الدم في الأوعية الدقيقة للعضو الذكري. ولكن
بالطبع فإن هذا النبات لا يؤخذ مع حالات زيادة ضغط الدم الشرياني، وأمراض
القلب والسكر، حيث لا بد من موافقة الطبيب المعالج أولاً. وقد شعر بعض ممن
تعاطوا نبات الزلوع بالتورد والصداع الناتج عن آثار هذا النبات في تنشيط
الدورة الدموية. ولكن بالنسبة إلى الغالبية، فإن جذور الزلوع والتحضيرات
المختلفة التي تشتق منه تبدو آمنة وفعالة مع معظم من استخدموها.
متصفحك لا يدعم الجافاسكربت أو أنها غير
مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم
تقم بتفعيله.
window.google_render_ad();